يوم لا ينفع حرس ولا قصر عالي جِداره!
بقلم/ علي عبدالملك الشيباني
نشر منذ: 12 سنة و 6 أشهر و 5 أيام
الأربعاء 21 سبتمبر-أيلول 2011 06:33 م

أشبه بسائق شاص 78 و "جرشبل" من زمن " البابور جباني" ظهر صالح اول مرة عقب حادثة الرئاسة، رابطاً الصماطه بطريقة لم نألفها من قبل وكأنهم ارادوا بها اخفاء اصابه ما .

صحياً ، هدف المخرج السعودي من تقديمه بتلك الصورة الى كسب تعاطف الشارع اليمني وتوجيه حركته بما يعتقد انه يخدم الاجنده السعودية في اليمن ، باعتبار ان وجود صالح هناك لم يعد سوى ورقة سياسيه يحاولون بها عبثاً تشكيل المشهد القادم وفقاً لمعطيات راهن المرحله .

سبقة على قناة اليمن إمام جامع " النهدين " المصاب في نفس الحادث ، مسهباً في الحديث عن استهداف الخليفة السادس " علي بن صالح " أثناء تاديته صلاة الجمعة ، مشبهاً ما تعرض له بما حدث للخلفاء عثمان وعمر وعلي بن ابي طالب ، غير ان المشهد اعطى نتائج عكسية ما حدا بالمخرج الى تقديمة بعد يومين فقط على نحو مختلف وهويستقبل مسؤلاً امريكياً ويضع رجلاً على رجل دون المرور حتى بمرحلة انتقال صحي احتراماً لعقل المشاهد .

لا يهمنا ظهور الرئيس وفي اي حال ، ذلك لا يغير في الواقع الثورة ومسارها شيئاً ، فقد اندلعت الثورة وخرج الملايين الى الشوارع وهو في صحته وعلى كرسيه الرئاسي .

اعتقدنا في المره الاولى ان الرجل قد آمن بأن الله حق ،وبالتالي سيأتي بما هو جديد ومطمئن، فوجوده بعيداً عن اجواء " الزنط " الرئاسية ، وقضاء ايامه الجديده بين الشاش وروائح " التنتور " ستدفع به الى الوقوف بجديه امام كل السياسات واساليب " الدحبشة " التي انتهجها خلال سنوات حكمه وقادتنا الى مجمل هذه الاوضاع السيئه سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وحتى اخلاقياً ، وعلى اساسه سيحرص على طرح ما يوحد الناس ويحفظ دمائهم وسلامة البلاد ومستقبلها الوطني، الا انه ، وكعادته ، بدا مردداً جملة التقليدية والسمجه لكأنه اراد بذلك تاكيد شخصيته الحقيقية ، مع علمنا ان ثقافته المتواضعة لا تمنحه قدرة الحديث خارج هذه الجمل المكرره.

ظهور، كلف اليمنيين كثيراً ،قتلى وجرحى واطناناً من الرصاص في احتفال همجي ، واطناناً مضاعفه بيعت في السوق السوداء وهوبيت " عصيد " الفرح.

"مواجهة التحدي بالتحدي " لم نسمع هذه المقوله عند احتلال ارتيريا لجزيرة حنيش وفي كل ما يتعلق بانتهاكات سيادة البلاد على الحدود الشرقية ، على العكس شاهدنا الرئيس يبدي قدراً مبتذلاً من العقلانية واعلام يشيد بحكمته ، ومسؤلين يجهدون انفسهم في الندوات واللقاآت التلفزونية لاثبات الحق بالجزيرة،واناشيد " يا فرح يا سلى " ابتهاجاً بالتنازل عن 250 الف كم2 من الاراضي اليمنية ، بينما يشحذون الهمم ويفتحون " النخر " ويوظفون كل امكانيات الدولة في مواجهة الداخل وثورته الشعبية المطالبة بالتغيير السلمي ، كذلك هو الحال في سوريا وليبيا ومصر. هم الحكام العرب ، اللذين ابوا الا ان يتشابهوا في كل شي ، في الصعود الى الكرسي وطريقة الحكم ومواجهة الشعوب وحتى طريقة السقوط.

غادر " بن علي " بعد سقوط 100 شهيد ، وتنازل " مبارك " عن الحكم على جثث 400 شهيد ، وفي اعادة الاعتبار لهما ، اختار " القذافي " المواجهة المسلحة منذ اليوم الاول لانطلاق شرارة ثورة 17 فبراير. بجنونه المعهود ، اتكاء على وهم زحف الملايين وراهن على قدرات كتائبة العسكرية التى شكلها لحمايتة ، الا ان ذلك ، وكل ما قام به من توظيف لامكانيات ليبيا الضخمة في تثبيت نظامة ، لم تعيق الثوار من الوصول الى طرابلس ودخول باب العزيزية ، وان الملايين التى ظل يوهم نفسه بمناصرتها له لم تخرج الا للاحتفال برحيله والدوس على صوره ، وكل ما فعله في النهاية التسبب في ازهاق ارواح 50 الف من الليبيين ، ودماراً هائلاً في البنية التحتية والنفطية والسكنية والعسكرية ستكلف الخزينة العامة مستقبلاً مئات المليارات من الدولارات في سبيل اعادتها ، ناهيك عن الشروخ الاجتماعية والتي لن تنتهي الا بمشروع وطني حقيقي .

بسقوط القذافي ، فان امام صالح ثلاثه نماذج لا غير وعليه ان يختار ، وان كان رفضه توقيع المبادرة الخليجية وانسداد الافق السياسي يشيران الى ان الرجل قد احتكم لخيار القوة. ان كان الامر كذلك ، اذكر فقط ان عزيزية طرابلس كانت تبعد عن نواة الثورة 1200كم استغرق الوصول اليها وحسم المعركة فيها كل هذه الشهور ، بينما "عزيزية " صنعاء لا تبعد اكثر من 7كم عن متناول الثوار، ويفصلها عن دهاء العم علي محسن ما لا يتجاوز مسافة زامل عسكري .

مع كل هذا ، وبحسب الكاتب الجميل محمد علي محسن ، ما زال امام صالح فرصة الخروج المشرف وتجنب البلاد مزيداً من القتل والدمار ، وهي الفرصه التى لم يحظ بها من سبقوه الى مزبلة التاريخ.

للواء علي محسن

تناهى الى مسامعنا نباء انسحاب قواتكم من جولة النصر بناءً على اتفاق تم بهذا الشان ومن ثم سيطرة الحرس عليها .

من المهم تذكيركم ان الوصول الى هناك ،كلف 29 شهيداً ، وان انسحابكم تحت اي مبرر كان هو تنازل واستخفاف بهذه الارواح ، كما وانه يعزز ما يشاع حول دوافع انشقاقكم عن نظام صالح .

سيدي اللواء خطورة الاوضاع لا تحتمل حسن النوايا وكبدات على هذا المستوى.