مفاوضات مسقط تقترب من صفقة النهاية .. شبكة حقوقية تطالب بضغط دولي
اشتعال الموجهات من جديد وقوات الجيش تفشل هجوماً حوثياً على مأرب وتقتل قيادياً
تعرف على ثروة أغنى أغنياء العالم.. إيلون ماسك في المقدمة
أردوغان يكشف عن فخ خبيث.. وتركيا تعلن غلق حدودها مع سوريا
10 أشياء في الحياة إياك أن تبوح بها للآخرين
بعد مظاهرات عارمة محكمة كندية قرارات مخزية بحق مخيم مؤيد للفلسطينيين بجامعة تورونتو
صفقة مفاجئة وغير متوقعة بين تركيا والسعودية
أكبر كارثة في أجواء الخليج.. صاروخ أمريكي يخترق قلب طائرة مدنية
بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل
تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء
كل الدلائل والمؤشرات تقول إن ما يجري اليوم في الجنوب ليس أمراً وليد اللحظة أو محض صدفة, وإنما أمر مخطط ومرتب له منذُ سنوات. وطبعاً ما يجري اليوم هو تنفيذ خطة من ضمن خطط وضعها النظام ومعاونوه في حالة خروج الجنوب عن السيطرة, سواء بالفدرالية أو فك الارتباط؛ لإشغال أبناء هذه المناطق بأمنهم وإيصال رسالة للعالم إن أبناء هذه المناطق لا يستحقون دولة وهم مجرد إرهابيين أو حاضنين للإرهاب, وبالتالي سيرضون بأي حل حتى وإن كان لا يلبي طموحهم.
لماذا المحافظات الجنوبية دون سواها خرجت فيها القاعدة فجأة وخصوصاً في أبين ولحج وتحتل محافظات بالكامل وتسقطها في سويعات؟ دعونا نسأل أنفسنا لماذا قوات الجيش بكل قواها وعتادها تُحاصر وتشن حرب على ردفان ويافع والضالع منذُ خمس سنوات وهي مناطق لا يوجد فيها أي حضور للقاعدة وإنما حركة احتجاجية سلمية تطالب باستعادة الحقوق الجنوبية؟
وفي نفس الوقت تفسح المجال للمسلحين في أبين يقيموا معسكراتهم وتدريباتهم علناً والكل يعرف ذلك حتى أنهم يمشون جهاراً نهاراً مع أسلحتهم وسياراتهم دون مساءلة أو اعتراض من أحد، ماذا يوجد في ردفان والضالع ويافع حتى يتم محاصرتها ومهاجمتها وقصفها من قبل قوات الجيش والأمن المركزي بين الفينة والأخرى بينما في أبين وشبوة يتم التساهل مع المسلحين وتوفير البيئة المناسبة لهم؟!
سؤال آخر يطرح نفسه: أين قوات مكافحة الإرهاب وقوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري والقوات الخاصة التي تم تدريبها وتسليحها من قبل أمريكا وبعض الدول الأوروبية للقضاء على الإرهاب؟ أين كانت هذه القوات في أبين أو لحج أو حضرموت وهل قامت بدورها على أكمل وجه لمواجهة هذه الجماعات؟
أبين ولحج أكثر المحافظات فقراً وأهل هذه المحافظات مسالمين جداً, وأشغلهم النظام في توفير لقمة العيش الكريمة وأحرمهم من البنية التحتية حتى أن الزائر لعواصم هذه المحافظات لا يصدق أنه في القرن والواحد والعشرين حيث تفتقر هذه المحافظات لأبسط مقومات الحياة من خدمات صحية وصرف صحي وطرقات ومياه وكهرباء، ولا يوجد عندهم ميول جهادي أو حاضن شعبي للأفكار المتطرفة, بل على العكس الجميع يرفض هذه الجماعات ومعظم المقاتلين من خارج هذه المحافظات أو شباب مغرر بهم تركوا الدراسة بسبب الظروف الاقتصادية لأسرهم أو بسبب الفساد المتعمد للتعليم الذي مارسه النظام طوال 16 عاماً في الجنوب.
هكذا يريد البعض أن يدفع الجنوب الثمن مرة أخرى, وإن كان على حساب أمنه واستقراه المهم يدخل الجنوب في دوامة وصراعات حتى يعيش الآخرون ويحققون أهدافهم.. وطبعاً هذه ليست المرة الأولى التي يكون فيها الجنوب الضحية, ويبدو أن قدرنا أن نكون مجرد ساحة لتصفية الحسابات, فالمتتبع للوضع في الجنوب يلاحظ أن الجنوب دفع ثمناً باهضاً من بعد خروج الاستعمار البريطاني من الجنوب وحتى اليوم, وانعكس ذلك في الأمد البعيد على ضياع الجنوب وإدخاله في صراعات داخلية وانقسامات مناطقية وحزبية حتى وصل الحال بنا إلى ما وصل إليه اليوم.
مشكلتنا في الجنوب أننا لا نُفيق إلا بعد حدوث الصدمة وبعد أن نكتوي بنيرانها، ونرجع لنُحمل الأخطاء الآخرين, وننسى أننا أصحاب الأرض وأصحاب الكلمة وأننا سبب رئيسي فيما وصلنا إليه اليوم. قد يكون ذلك بسبب طيبتنا الزائدة أو ثقتنا العمياء بالآخرين أو أحياناً اتكالنا على الغير في إدارة شؤوننا وتيسير أمورنا, وأعتقد بعد كل ما جرى ويجري أن الأوان آن أن نفيق من سُباتنا وان ننتبه لما يُدار حولنا ولما يخططه لنا الغير, فالوقت ليس لصالحنا والأمور تمشي بشكل متسارع والخطر هذه المرة داهم وكبير ولن يستثني أحداً.
فهل سنكون هذه المرة عند مستوى المسؤولية ونحافظ على الجنوب ونعيد له حقوقه وسمعته أم سُيضيع ونرجع لنبكي على الأطلال ونبحث على شماعة نعلق عليها أخطاءنا.
y.ahz@hotmail.com