آخر الاخبار

رئيس المخابرات المصرية يجري مفاوضات مع إسماعيل هنية أبناء محافظة إب يدعون الى رفع الجاهزية والاستنفار لمواجهة المليشيات الحوثية ويعقدون لقاء موسعا مظمة رايتس رادار تطالب المجلس الانتقالي الجنوبي بالتوقف عن أي تصعيد عسكري وتدعو الحوثيين إلى الجنوح للسلم وانتهاز رغبة السلام الداخلية السعودية تضبط آلاف اليمنيين وهم مخالفين لأنظمة الإقامة والعمل توجيهات سعودية صارمة لمواطنيها بسرعة مغادرة بلد عربي وبشكل فوري . تفاصيل مصادر مارب برس: مغادرة طائرة أممية تقل وفد الحوثيين باتجاه العاصمة العمانية مسقط .. تفاصيل تحذيرات مما يجري في مسقط .. المجلس الرئاسي ومواجهة التأسيس لحروب قادمة ومطالب بمكاشفة الشعب حزب الإصلاح يشيد بموقف الصين تجاه اليمن ويعلن التطلع لدور مستقبلي اتفاقية يمنية صينية لإحياء العلاقات في مجال الكهرباء والطاقة قائد محور تعز العسكري يوجه بتحريك حملة أمنية للقبض على شقيقه ويدعو وجهاء المنطقة للتعاون وتسليمه للعدالة

المعارضة اليمنية : السماء لا تمطر ذهبا
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 20 يوماً
الإثنين 09 مايو 2011 03:57 م

زرت صنعاء للعلاج وحللت ضيفا على أختي الكبيرة ( أم عصام ) وتجولت في شوارع المدينة متحدثامع عدد من سكانها .. سائقي تاكسيات وعمال بوفيات وأطباء ومعلمين .. شرائح متفاوتة في الفهم والعلم والمكانة .. ووجدت لديهم عدم رضا ولا قناعة بما يحدث حاليا في البلاد .. الكل خائف من الغد وقد طالت مدة الحسم .. قلق من تقسيم العاصمة إلى ثكنات ومربعات هذه للحرس وهذه للفرقة .. فقد سكان صنعاء الثقة في الأمن والأمان وهم يرون الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم .. فمع كل أزمة غاز أو وقود ومع كل رصاص يسمعونه أو تحرك يشاهدونه يزداد خوفهم على هذا الوطن .. وهذا رأيهم نوافقهم في بعضه ونخالفهم في بعض جزئياته .. ولكن التساؤل المهم هو ما الذي أوصلهم إلى هذا التذمر واللامبالاة وعدم الثقة .. والإجابة من وجهة نظري تكمن في كلمات بسيطة أن عليا قد لعبها صح واستطاع أن يسحب البساط من تحت أرجل المعارضة مما أفقدهم توازنهم الجسدي والعقلي فوقعوا في فخ الحوار وشراك المبادرات واستطاع مع فريقه السياسي بدهاء ومكر جرهم إلى ملعب لا يباريهم فيه أحد مطلقا والتاريخ يشهد له بذلك .. حاور أشاوسة اليمن الديمقراطي في دولة الكويت نهاية السبعينات ومد لهم حبل الموافقات والتنازلات وعاد ليقوم غيره بالحرب نيابة عنه ضد جيش الجنوب المتوغل في الشمال وما كان يسمى بالجبهة الوطنية .. ووجد بعدها معارضات عدة من الناصريين والبعثيين وغيرهم .. واستطاع كذلك أن يحرك بيادق اللعبة لصالحه مضحيا في كثير من الأحيان ببعض قطعه الهامة ليبقى محافظا على موقعه وكرسيه .. وبعد الوحدة بدأ لعبة الحوار مع الشركاء الجدد فاستطاع أن يذهب بهم يمنة ويسرة وهم يلاحقونه في لعبة أشبه بلعبة المتاهات من صنعاء إلى عدن ومنها إلى عمان بالأردن وتم توقيع وثيقة العهد والاتفاق وهي خالية من مضامين اسمها ولا تعني لعلي إلا كسب الوقت ومزيدا من الإعداد .. وحينما أرادوا الخروج من هذه المتاهة كان الأوان قد فات وأعلن الحرب ليحقق نصرا جديدا يضمن له مزيدا من الوقت على عرش البلاد .. ثم تلاه جبروت وتمرد منه على كل رفاق الدرب والميدان .. ولم يحفظ لهم أي جميل أو عرفان !فمع علي لا مبادرات تفيد ولا عهودا تنفع .

واليوم خرج الشباب ليقولوا كلمة حق في وجه هذا الطاغية وحينما بدأت أركان عرشه تتهاوى أخذت الأمور منحى أخر لا تفسير له إلا أن وراء الأكمة ما وراءها .. وإلا فما الذي جعل الثور الطريح للذبح يقف على قوائمه ويبدأ في الرفس والنطح بعد أن خار واستسلم لسكاكين جزاريه .

المفاوضات والحوارات لعبة يجيدها علي عبد الله صالح ولن يغلبه فيها أحد وخاصة أنه قد ضم إلى عرينه قطعا جديدة من بيادق الشطرنج وخيولها وقلاعها .. قطع جديدة تريد إثبات ذاتها تسمى بجناح الصقور .. وقطع عتيقة ثمينة لها حضارة وحضور .. وكلها تتميز بعدم النزاهة والاستقامة وتحب السلطة وعيشة القصور ومن أجلها لن تتردد في ارتكاب أي عمل مشين أو سفك دم بريء ناهيك عن الكذب والبهتان .. فما الذي جعل حكماء اليمن ينجرون وراء خدعة المبادرات وقد كانوا قاب قوسين أو أدنى من النصر .. وكم يجب أن يسقط قتلى وجرحى ليقتنعوا أخيرا أنه لا جدوى من الحوار والمبادرات .. الكل ينتظر التفسير المقنع منهم وهذا من أبسط حقوقنا على المشترك .. فهذه الثورة ترفض أن يستخدمها البعض كورقة جوكر في لعبة بوكر سياسية أو أن تبقى المعارضة فاردة ساقيها إحداهما في الحوار مع الإعصار والأخرى في ساحة الثوار مع حسابات خاطئة مفادها إن أفلحت المبادرة فنحن لها وان فشلت فسنلتحم بالشباب في الساحات وهم في الأساس منا وفينا .. وإني لعلى يقين أن المبادرة لن تنجح وإن تم توقيعها لعدم مصداقية الطرف الحاكم فيها .. وحينما يصرح مسئولهم أن الرئيس قد تم حشره في زاوية ضيقة وإحراجه بالمبادرة مع دول الجوار أقول لهم لو قالها غيركم ممن لم يعاصره أيام الأزمات فما أراه إلا قد حشركم في ثقب الإبرة وسم الخياط .. فكيف ستلج فيه كتلة الصوف المشبوك بالقطن من دون تفتت وتمزع وانخراط ؟!