مفاوضات مسقط تقترب من صفقة النهاية .. شبكة حقوقية تطالب بضغط دولي
اشتعال الموجهات من جديد وقوات الجيش تفشل هجوماً حوثياً على مأرب وتقتل قيادياً
تعرف على ثروة أغنى أغنياء العالم.. إيلون ماسك في المقدمة
أردوغان يكشف عن فخ خبيث.. وتركيا تعلن غلق حدودها مع سوريا
10 أشياء في الحياة إياك أن تبوح بها للآخرين
بعد مظاهرات عارمة محكمة كندية قرارات مخزية بحق مخيم مؤيد للفلسطينيين بجامعة تورونتو
صفقة مفاجئة وغير متوقعة بين تركيا والسعودية
أكبر كارثة في أجواء الخليج.. صاروخ أمريكي يخترق قلب طائرة مدنية
بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل
تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء
تعز ... محافظة تعني الكثير من الدلالات والمعاني التي جمعت بين طيات حروف قليلة توحي بإعجاز فكري وثقافي وأنساني كبير لا يمكن وصفة بأقل من ذاكرة وطن .
اكتسبت تعز هذه الدلالات من حصيلة تراكمية يمتد عمقها بعمق التاريخ ، فتعز بما تمثله من موقع جيوسياسي هام عززت من خلاله الوحدة اليمنية ورسختها مضمونا وفكرا وواقع معاش قبل أن تصادق على ذلك الاتفاقيات والبروتوكولات فهي أيضا بما تمثله من كثافة سكانية عالية ونسبة تعليم مرتفعة تشكل عمقا استراتيجيا في أي مسار من المسارات الفاصلة في تاريخ اليمن القديم والمعاصر .
لذلك عمل نظام صالح خلال ثلاثة عقود من حكمة على تهميش المحافظة من كافة النواحي الخدمية والبينة التحتية ،ونجح إلى حد كبير أن يسرق حلم المدينة الحالمة التي فجرت الثورة وحلمت بعهد سبتمبري جديد لم تدرك بعد أن عهد سنحانيا سيأتي عليها يدمر كل ما هو جميل فيها وكل حلم رسمته في نضالها الثوري ، بل عكف على رسم صورة مشوهة ومنقوصة أو مجتزئه عن أبناء هذه المحافظة لدى أبناء المحافظات الأخرى ... عن طريق إرسال موظفي مسلوبي الصلاحيات إليهم ليشوه هذه المحافظة وأبنائها بكافة الوسائل والسبل ، وعمل على تعميق مفاهيم تشبه الفرز العنصري المتعمد والمقصود، فصالح الذي احتضنته تعز وهو لم يكن شيئا مذكورا ،أدرك بكل حواسه ماذا تعنيه هذه المحافظة من كافة النواحي فعمل بكافة السبل على تهميشها فنجح إلى حد ما بما سعى إليه ، ولكنه فشل فشلا ذريعا في اجتثاث الفكر الثوري أو الحالة الثورية التي تلد مع أبناء تعز بالفطرة وفشل في أن ينال من ثقافة أبنائها وعمقهم الوطني أو التشكيك فيه .
فتعز ... وهي اليوم وكل يوم تهز أركان مملكة زين لمترفيها أنها ستتسم بالخلود ، تتوشح اليوم بثوب الحرية رغم الحصار الخانق من قبل الأمن والحرس ووحدات الجيش والتعزيزات اللوجستية فيها ، والتي اختتم فيها العهد السنحاني أيامه بكل المسئولين الملطخة أيديهم بالدم ليكونوا خاتمة نظام عاش من الفساد والظلم عقودا .
فلماذا تعز ؟ .... سؤال يحتاج إلى الكثير من الإجابات التي يبرز صداها بحجم ما صنعته هذه المحافظة وما قدمته وما تقدمه كل يوم من زخم ثوري نقل الواقع من مرحلة الاحتجاج إلى مرحلة الثورة ، ومن مرحلة العشوائية إلى مرحلة التنظيم ، ومن مرحلة الباكورة إلى مرحلة النضج فبرزت ملامح الثورة شموخا من تعز وان تصدرت ساحة التغيير في جامعة صنعاء الإلق الإعلامي ، فان ساحة الحرية في تعز هي المنهل الثوري في عاصمة الثورة والحرية لوطن يتنفس اليوم حالة ثورية أذهلت العالم بمدنيتها .
ولا عجب في ذلك فان الإرث التاريخي والنضالي لأبناء المحافظة لا يمكن نكرانه فهي (أي تعز ) لا يوجد فيها أسرة أو شبر من أرضها إلا ورائحة شهيد تفوح عطرا ، او رائحة مثقف تفوح فكرا ، أو مداد لصحفي لم يجف بعد ، أو معلم صنع علي يديه الآلاف من الثوار الذين نجدهم اليوم في كل ساحات الحرية والتغيير في الجمهورية .
وتعز .... والنظام يحاول كل يوم أن ينال من ثورتها أو ينال من صفوف تلاحمها ، فانه لن ييئس من المحاولة أمام هذا التلاحم الكبير و التماهي للايديلوجيات المختلفة في ساحتها لتظهر في لوحة وطنية تتجلى فيها معالم المدنية الحديثة ، ويتجلى فيها الوطن بأنصع الصور المشرقة ، لتشكل تعز دوما النقطة الفاصلة في المسارات الثورية والقلعة القاهرة على الطغاة والمستبدين والعمق الاستراتيجي لليمن ،والرديف لوحدته والعنوان العريض لنضاله وتطلعاته .