إطلاق نار وحرق للممتلكات.. مستوطنون حوثيون يهاجمون أهالي قرية في هذه المحافظة هل تبدأ روسيا تعبئة عسكرية استعداداً لحرب؟.. الكرملين يجيب انتصار ساحق للجيش السوداني ينتهي بالسيطرة على مدينة استراتيجية قوات الجيش تخمد هجوماً حوثياً غربي تعز عبّرت عن استنكارها لتصريحات مسؤول حكومي.. الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب تصدر بياناً هاماً قيادي حوثي يشق عصا سيّدة ويعلن تمردة على قرار إقالته مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية. رئيس الحكومة ينتصر لنقابة الصحفيين اليمنيين ويلغي أي اجراءات تستهدفها 24 لاعباً في قائمة منتخب اليمن استعداداً لخليجي26 ''الأسماء'' الآلاف من قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا تستعد ''قريباً'' لخوض القتال ضد أوكرانيا
أكد الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد أن اليمن نجحت في الانتخابات الرئاسية الماضية بعد تنافس محموم بين القوى السياسية المعارضة والحزب الحاكم، معتبراً أن أهم مكاسبها تمثل في قبول كافة الأطراف بمبدأي التداول السلمي للسلطة والاعتراف بالآخر اللذين هما الأساس الحقيقي للديمقراطية.
وأشاد بمرشح المعارضة فيصل بن شملان الذي وصفه ب”الشخصية الوطنية”، بخاصة أنه كان يعرفه منذ ما بعد استقلال الجنوب، وقال إنه أبلى بلاء حسناً في هذه المعركة وأعطى حياة ونكهة خاصة للديمقراطية ولمسألة التداول السلمي للسلطة.وأكد الرئيس ناصر المقيم في دمشق من 1990 أنه على اتصال دائم مع كافة الأحزاب اليمنية المعارضة منها والحزب الحاكم ولم تنقطع اتصالاته مع الجميع حتى وان حصل توتر أو تباين في وجهات النظر، وبشأن علاقاته بالرئيس علي عبدالله صالح فقد أكد أنها علاقة مستمرة ولم تنقطع الاتصالات فيما بينهما، وإن كان البعض يحاول زرع الخلافات بين الحين والآخر، كما أشار إلى أنه هنأ الرئيس بنجاحه في الانتخابات الرئاسية.وبشأن التطورات التي تشهدها المنطقة العربية، أكد أنه حز في نفسه مشهد إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وروى تفاصيل الخلافات بينهما عندما كانا رئيسين للعراق واليمن الديمقراطية، ثم الاتفاق بينهما على فتح صفحة جديدة في علاقات بلديهما.
وكشف ناصر معلومات لأول مرة عن طموحات الرئيس الصومالي السابق محمد سياد بري في شأن الصومال الكبير ومشروعه لتحقيق وحدة بين الصومال واليمن بشطريه وجيبوتي.وتناول الرئيس السابق علي ناصر محمد في حوار مع “الخليج” العديد من القضايا الساخنة داخلياً وخارجياً، بخاصة الوضع في العراق وفلسطين ولبنان والصومال، إضافة إلى رؤيته للمشهد السياسي للعام الماضي واعتكافه لمراجعة مذكراته الشخصية التي قال إنه سيصدرها قريباً، وهنا نص الحوار:
مستقبل “اللقاء المشترك” بيد قادة الأحزاب اليمنية
كيف تقيمون ما شهدته اليمن قبل ثلاثة أشهر من انتخابات رئاسية ومحلية، وهل أفرزت حقائق جديدة كانت مغيبة خلال الفترة الماضية؟
- شهدت اليمن انتخابات رئاسية ومحلية تميزت بالتنافس المحموم بين القوى السياسية المعارضة والحزب الحاكم، وقد ألهبت الانتخابات مشاعر الناس في الداخل والخارج وحصل انقسام واستقطاب حاد بين مؤيدين ومعارضين للسلطة الحالية أثناء موسم الانتخابات، وأضفت حركة المراقبين الدوليين هالة من الشعور بالديمقراطية وحرية الانتخاب في مجتمع يعتبر في نظر العالم قبلياً.
هل أسست الانتخابات الماضية لمستقبل جديد في البلاد؟
- في رأيي أن أهم شيء هو قبول كافة الأطراف بمبدأي التداول السلمي للسلطة والاعتراف بالآخر اللذين هما الأساس الحقيقي للديمقراطية.
كيف تنظرون إلى “التجمع المعارض” الذي شارك في الانتخابات الماضية، وهل يمكن لهذه الصيغة أن تنجح في استحقاقات قادمة، ثم هل أدى كل حزب المطلوب منه في هذه الانتخابات، أم أن اصطفافات خفية كانت وراء النتيجة المتواضعة للمعارضة؟
- قيام التجمع المعارض أو ما يسمى “اللقاء المشترك” هو نتيجة الجهود الكبيرة والدؤوبة التي قادها وسعى من اجلها المناضل والمفكر الكبير الشهيد جارالله عمر مع قيادات أحزاب اللقاء المشترك من اجل إقامة هذه التحالفات التي ساهمت في إعادة الحياة السياسية للمعارضة في اليمن، ودفع حياته ثمناً لذلك.أما فيما يتعلق بمستقبل هذه التحالفات فالأمر بيد قيادة هذه الأحزاب وهو ما تسمح لها مصالحها وحساباتها الآنية والمستقبلية من استمرارها أو انفراطها.المهم برأيي أنه بعد هذه المعركة الانتخابية يجب تقييمها بعيداً عن المزايدات والمصالح، واستخلاص الدروس والعبر، وأن يقوم الجميع بهذه المراجعة وفي المقدمة الحزب الحاكم وأن يستفيد مما هو ايجابي ومفيد في برامج الأحزاب والمرشحين للانتخابات الرئاسية لما فيه خير الوطن واستمراراً للتجربة الديمقراطية وتطورها.
هل تعتقدون أن صيغة التحالف هذه ستصمد في المستقبل؟
- نحن نسمع اليوم عن محاولات للتشكيك في مستقبل اللقاء المشترك الذي أملته ظروف خاصة، ولكنني أعرف أن الكثيرين من قيادات هذه الأحزاب تتطلع للإصلاح والتغيير والتطوير لتجربة اللقاء المشترك وللتجربة الديمقراطية في البلاد.
أما استمرار الصيغة الراهنة فهو رهن بالظروف المتغيرة وباستعداد الأحزاب للمراجعة والعمل على تطويرها وربما لتشمل طيفاً أوسع من اللقاء المشترك الحالي.
الأحمر والجفري
ما رأيكم بموقف رئيس البرلمان الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر من قضية ترشيح الرئيس صالح مع أن حزبه يخوض الانتخابات ضده؟
- موقف الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر من ترشيح الرئيس جاء منسجماً مع نفسه وقناعاته وتحالفاته في الماضي والحاضر والمستقبل، وقد أعلن عن ذلك قبل الانتخابات بسنة في لقاء معه على قناة “الجزيرة” عندما قال “جني تعرفه خير من إنسي لا تعرفه”، كما يقول المثل اليمني الشائع وهو يعتبر مؤشراً إلى الترشيح.
وموقفه الأخير بترشيح الرئيس هو استمرار لقناعاته وحساباته وواقعيته التي نعرفها ويعرفها الجميع، وأنا شخصياً كنت أتوقع منه مثل هذا الموقف حتى وإن تعارض مع قيادة حزبه التي تَقَبلتهُ وإن اختلفت معه وفي مقدمتهم ابنه الشيخ حميد الأحمر الذي لمع نجمه في هذه الانتخابات.
كيف تفسرون عودة زعيم حزب الرابطة عبدالرحمن الجفري إلى اليمن لدعم الرئيس صالح في اللحظات الأخيرة؟
- عودة عبدالرحمن الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن هي امتداد لعودة قيادات “موج” في الخارج، فالقيادات التي غادرت اليمن بعد حرب الاقتتال والانفصال في اليمن عام 1994 عادت إلى الوطن جماعات وأفراداً وفقاً لظروف كل شخص، وتمت العودة على فترات مختلفة بعضها بالتنسيق مع النظام والآخرون عادوا بعد أن عانوا وفقدوا المساعدات الإنسانية التي كانوا يحصلون عليها.
كنتم من الأسماء التي ترددت لاحتمال خوض الانتخابات الرئاسية باسم المعارضة، هل حدث اتصال من نوع ما بينكم وبين المعارضة في الداخل وماذا كان ردكم على هذه المبادرات؟
- أنا لم أتحدث بأنني سأرشح نفسي للانتخابات الرئاسية وقد تعرضت لحملة ظالمة ليس لها ما يبررها غير استباق الترشيح الذي كان يتحدث عنه البعض في الصحف والمجلات ومجالس القات، وأنا لا انفي أن اتصالات قد جرت معي بهذا الشأن ولكنني لم اتخذ قراراً بشأن ذلك حينها.
وعندما سئلت قبل عام من الانتخابات عن احتمال الترشح للانتخابات الرئاسية كان ردي أن الحديث عن هذا الموضوع سابق لأوانه، وهذه الكلمة فتحت علي حرباً إعلامية من شتائم وتشهير وتشكيك بدوري الوطني والقومي وغير ذلك من الأمور التي لا أريد الخوض فيها الآن بعد كل ما جرى.
وأنا لم أرد على تلك الحملة التي تعرضت لها وكل ما قلته آنذاك سامحهم الله، وكان عندي الكثير مما سأقوله ولكنني احترمت نفسي وتاريخي وعلاقاتي وصداقاتي مع الآخرين.
امتحان ابن شملان
ما رأيكم في اختيار المعارضة للمهندس فيصل بن شملان لخوض الانتخابات الرئاسية؟
- فيصل بن شملان شخصية وطنية وقد عرفته بعد استقلال الجنوب عندما عين وزيراً للأشغال وتحمل بعد ذلك عدة مناصب أهمها الهيئة العامة للكهرباء ومصافي عدن بعد تأميمها وقد عرف عنه إخلاصه ونزاهته.
وابن شملان رجل مستقل لم يرتبط بالحزب الاشتراكي اليمني ولا بأي حزب آخر على حد علمي، وكانت قوته في نزاهته وحبه وإخلاصه لعمله ووطنه وفي استقلاليته، وتابعت حملته الانتخابية التي رأيته فيها متوازناً سواء في كلمات خطاباته أو في آرائه.
هل لكم تواصل مع المعارضة في الداخل في الوقت الحاضر، وهل مازالت فكرة التمنع من العودة للحياة السياسية في اليمن قائمة لديكم منذ خروجكم من البلاد؟
- أنا على اتصال دائم مع كافة الأحزاب اليمنية المعارضة منها والحزب الحاكم ولم تنقطع اتصالاتي مع الجميع حتى وان حصل توتر أو تباين في وجهات النظر.
أنا مع الحوار لأنه الطريق الوحيد لحل الخلافات ولبناء الوطن ولتجنيب البلاد مزيداً من التوتر، وحول العودة للحياة السياسية في اليمن فأنا غادرت السلطة لكنني لم أغادر الحياة السياسية سواء في اليمن أو خارجها، ولي علاقات واسعة مع الأحزاب والشخصيات العربية ومع مراكز الدراسات في اليمن وخارجها.
هنأت الرئيس
كيف هي علاقتكم بالرئيس علي عبدالله صالح في الوقت الحاضر، وهل هنأتموه بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة؟
- علاقتي بالرئيس علي عبدالله صالح مستمرة ولم تنقطع الاتصالات فيما بيننا، وإن كان البعض يحاول زرع الخلافات بين الحين والآخر، وبعد فوزه هنأته بنجاحه في الانتخابات الرئاسية ولعلكم تابعتم ذلك في أجهزة الإعلام الرسمية.
هل تحتاج البلاد برأيكم إلى حكومة وحدة وطنية تشارك فيها القوى السياسية في الداخل والخارج؟
- ما يتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية فقد تحدثت عن ذلك قبل الانتخابات، أما الحديث اليوم عن تشكيل حكومة وحدة وطنية فأنا لا أريد التحدث نيابة عن الآخرين واعتقد أن قرار تشكيل أي حكومة هو بيد الرئيس علي عبدالله صالح.
ما المطلوب برأيكم للخروج باليمن من وضعها الاقتصادي الصعب، وهل تعتبر المؤتمرات الدولية لجمع الأموال هي الطريقة الأمثل لتحسين الاقتصاد اليمني؟
- المؤتمرات الدولية لن تحل مشاكل اليمن وحدها، فالحل أساساً بيد اليمنيين أنفسهم، ودور الآخرين مساعدتهم على تجاوز المعاناة والمشاكل التي يمر بها الشعب اليمني.
البعض يتحدث عن هذه المساعدات لتأهيل الشعب اليمني للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي، لكنني أعتقد أن المال وحده لا يكفي، وأن المطلوب هو إرادة وطنية يمنية لمعالجة مشاكل اليمن ومعاناة الشعب ومكافحة الفساد والفقر والإرهاب والاختطافات والثأر وتحقيق العدل والمساواة بين أبناء الشعب اليمني وإذا تطلب الأمر اتخاذ معالجات صارمة وحازمة فإن المواطن سيقف إلى جانب ذلك.
كيف تقيمون العلاقات بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي، وهل اليمن مهيأة برأيكم لتصبح ضمن تكتل المجلس؟
- اليمن عمق استراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي ونحن في شبه الجزيرة العربية كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، والشيء الطبيعي أن تصبح اليمن جزءاً من هذا التجمع، فالعصر هو عصر التكتلات والتجمعات في العالم.
وفي تقديري أن تأهيل اليمن ليس بالحصول على المال فقط وإنما بإحداث تغييرات واسعة وشاملة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
الخلاف مع صدام
شهدتم كما شاهد العالم إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، فكيف تنظرون إلى الحدث وتوابعه على استقرار الأوضاع في العراق؟
- لقد حز في نفسي المنظر الذي شاهدته لحظة الإعدام والصور الأخرى التي التقطها البعض أثناء عملية الإعدام وإثارة استفزاز العرب والمسلمين يوم عيد الأضحى واستقبال العام الجديد.
وقد انتقد بعض القادة العرب التوقيت للإعدام وليس عقوبة الإعدام نفسها، فيما وقف الاتحاد الأوروبي والفاتيكان وبعض الدول الأخرى ضد إعدامه خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى إشعال نار الفتنة بين السنة والشيعة وأيضاً تصاعد العمليات ضد القوات الأجنبية في العراق ولما سينتج عنه من سلبيات على امن واستقرار المنطقة.
ماذا تتذكرون من علاقاتكم بصدام حسين كشخص ودولة عندما كنتم تحكمون جنوبي اليمن؟
- ارتبطت بعلاقات رسمية وشخصية بالرئيس صدام حسين منذ بداية عام 1970 واستمرت هذه العلاقات إلى عام 1980 وتأثرت العلاقة فيما بيننا بعد اغتيال عناصر من المخابرات العراقية في العام 1979 للأستاذ الجامعي العراقي توفيق رشدي أمام منزله في حي المنصورة بمدينة عدن في وضح النهار ولجأت بعدها إلى مبنى السفارة.
وأمام هذا المشهد الذي لم يسبق له مثيل وكرد فعل قامت مفرزة من رجال أمن الدولة اليمنيين باقتحام مبنى السفارة العراقية في خورمكسر واعتقال قتلة توفيق رشدي، وأدى ذلك إلى سوء العلاقات بين البلدين، ولم تأخذ في التحسن إلا في عام 1981 عندما اتفقنا أنا والرئيس صدام حسين خلال مؤتمر القمة الإسلامي في الطائف على فتح صفحة جديدة في علاقات البلدين الشقيقين.
صدام حسين كان يحلم بدور كبير في قيادة هذه الأمة العربية بعد أن غيب الموت الزعيم جمال عبدالناصر وكان يسعى إلى إقامة دولة قوية في جزيرة العرب وبلاد الشام، كخطوة على طريق تحرير فلسطين.
وأتذكر أنني نصحته في أحد اللقاءات في نهاية السبعينات بأن هذه المشاريع والطموحات غير واقعية وأنه من غير المسموح حتى الحديث عنها، وأن القوى الكبرى لن تسمح حتى بالتفكير بذلك.
وأتذكر أنه ضحك في حينها وقال لي إن الغرب لا يريد من منطقتنا إلا النفط ونحن مستعدون لبيعه له بأقل من السعر العالمي، وهناك تفاصيل كثيرة عن علاقتي بالرئيس صدام حسين ستنشر في مذكراتي.
في تقديرك ما الحل للأزمة القائمة في العراق؟
- في تقديري أن الحل يكمن في أن تتفق كافة الأطراف على وحدة العراق وتشكيل حكومة وحدة وطنية من كافة الأطراف والأطياف، ووضع جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية وقوات التحالف وإحلال قوات عربية محلها مؤقتاً حتى يستتب الأمن والاستقرار وبناء جيش وطني عراقي وحل المليشيات، وعودة كافة العناصر التي سرحت من الجيش والأمن والإدارة إلى أعمالهم ممن ليس لهم علاقة مباشرة بالجرائم التي ارتكبت بحق المواطن العراقي.
الهيمنة الأمريكية
كيف تنظرون إلى المشهد السياسي العالمي في الوقت الحاضر في ظل الهيمنة الأمريكية على العالم؟
- الإدارة الأمريكية تسببت في هذا الصراع الذي تمر به المنطقة كلها في كل من العراق وفلسطين ولبنان والقرن الإفريقي وجنوب السودان وأفغانستان، وهي بحاجة إلى مراجعة سياستها تجاه دول وشعوب هذه المنطقة بدلاً من الانحياز الأعمى ل”إسرائيل” التي أصبحت عبئاً على الشعب الأمريكي.
وقد قرأت في إحدى الصحف الأمريكية أن الإدارة الأمريكية صرفت في الحرب على العراق أكثر من 500 مليار دولار، ولو جرى توزيعها على الشعب العراقي لنال كل فرد منه 18700 دولار، ولو وزعت على
الشعب الأمريكي لنال كل مواطن 1600 دولار ؛ فما جدوى استمرار هذه الحرب؟
أنا متأكد أن الذي سيحسم الأمر في النهاية بالعراق هو الشعب الأمريكي الذي يطالب اليوم بإدانة هذه السياسة وبالانسحاب من العراق بعد أن تسببت الإدارة والقيادة العسكرية الأمريكية في هذا الدمار الواسع في بلاد الرافدين وزرعوا الفتن فيه.
ولعل الحكماء في أمريكا وفي مقدمتهم جيمي كارتر وجيمس بيكر وهاملتون والديمقراطيون قد تنبهوا لهذا الخطر الذي يواجه أمريكا والشعب الأمريكي والجنود الأمريكيين الذين يموتون كل يوم فقد بلغ عدد الضحايا منهم أكثر من 3000 قتيل وأكثر من 22000 جريح منذ نهاية الحرب في العراق عام 2003.
كيف تبدو رؤيتكم للصراع في الشرق الأوسط، وما نظرتكم للسياسة الأمريكية تجاه سوريا، وهل يمكن
باعتقادكم أن يأتي الدور على سوريا بعد العراق؟
- إن حل الصراع في الشرق الأوسط لا يمكن أن يكون إلا إذا تحقق السلام العادل والشامل في المنطقة، مما يعني استعادة الجولان وما تبقى من جنوب لبنان، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وكل هذه الأمور نصت عليها قرارات الشرعية الدولية.
أما السياسة الأمريكية تجاه سوريا فأعتقد أنها مرت بمرحلتين : الأولى بعد احتلال العراق وكانت تتجه نحو تصعيد الموقف مع سوريا وحتى التهديد باستخدام القوة، ولكن بعد الإخفاقات التي منيت بها الإدارة الأمريكية في العراق فقد خفت لهجة التهديدات، يضاف إلى ذلك فوز الديمقراطيين بالانتخابات التشريعية الأمريكية وموقفهم المختلف من المنطقة حتى إن كثيرين منهم يدعون للحوار مع سوريا، فالاتجاه العام اليوم هو نحو الحوار وليس الحرب.
فلسطين ولبنان
كيف تبدو لكم صورة الأوضاع في فلسطين؟
- ما جرى ويجري في فلسطين ولبنان لا يخدم الشعبين الفلسطيني واللبناني ويجب الاحتكام إلى لغة الحوار بدلاً من لغة السلاح والحملات الإعلامية وإثارة الأحقاد والنعرات الطائفية والحزبية.
في المسألة الفلسطينية يجب أن تتوقف لغة التهديد والتصعيد والوعيد بين فتح وحماس لمصلحة القضية الفلسطينية، وقد التقيت مؤخراً بعدد من القيادات الفلسطينية وفي مقدمتهم فاروق القدومي وخالد مشعل وآخرون وتحدثنا حول أهمية الحوار والحرص على الوحدة الوطنية بتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كافة الأطراف الأساسية الفلسطينية والاستفادة من خبرة فتح في إدارة السلطة وشرعية حماس في هذه الحكومة.
واعتقد أن السلطة تتسع للجميع ويجب ألا تضيق صدورهم، فالسلاح يجب أن يوجه إلى العدو وليس للاقتتال بين أبناء الشعب الفلسطيني ويجب أن تبذل كافة الجهود الفلسطينية والعربية والإقليمية والإسلامية والدولية في مساعدته من اجل تجاوز خلافاته وتنفيذ القرارات الدولية التي نصت على قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
كيف تنظرون إلى ما يعتمل في لبنان، وإلى ماذا يمكن أن تفضي تطورات المشهد في الساحة اللبنانية؟
- المطلوب بالنسبة للوضع في لبنان هو أن تتجاوز كل الفئات مصالحها الضيقة والاحتكام إلى الحوار وأن تتوحد في سبيل مصلحة الشعب والوطن، مبتعدين عما يمكن أن يؤدي إلى المآسي التي عانى منها الشعب اللبناني لأكثر من 15 سنة.
طموحات سياد بري
كيف تقيمون ما يشهده القرن الإفريقي من أحداث وتطورات وخاصة في الصومال؟
- تابعت تطورات الحرب في القرن الإفريقي بين الحكومة الصومالية المؤقتة والمحاكم الإسلامية التي سيطرت على معظم الأراضي الصومالية قبل تدخل القوات الإثيوبية التي حسمت الأمر لمصلحة حكومة الصديق الرئيس عبدالله يوسف الذي عرفته عندما كان ضابطاً في الجيش الصومالي ومعارضاً لنظام الجنرال سياد بري، وكان يتردد على عدن باستمرار، وقد التقيته مؤخراً في إحدى الدول الخليجية.
ومن منطلق الحرص على هذه الصداقة والعلاقة التي استمرت لأكثر من ثلاثين عاماً، وعلى مصلحة الشعب الصومالي فإنني أدعوه وأنصحه باللجوء إلى الحوار مع كافة القوى السياسية بمن فيهم قادة المحاكم الإسلامية التي لا اتفق مع توجهاتها في حكم الصومال ولكن يمكن إشراكها في أي حكومة وطنية في الصومال وعلى أساس برنامج وطني يمثل قواسم مشتركة بين أطراف الصراع، لان المواطن الصومالي قد كره الحرب وأمراء الحرب الذين دمروا الصومال، ما أدى إلى قبوله بالمحاكم التي وفرت له الأمن والاستقرار حتى وان لم يقتنع البعض بموقفها بمنع تداول القات ودخول السينما وغير ذلك من الممارسات التي يصعب تقبلها من الشعب الصومالي إلا تحت الحاجة الماسة إلى الأمن والأكل والاستقرار.
ومع الأسف فإن المحاكم الإسلامية كررت نفس الأخطاء التي ارتكبتها حكومة طالبان في أفغانستان بشأن الحريات الخاصة بالمواطن الصومالي.
كيف تقرؤون مشهد الأحداث في العام 2006 وما رؤيتكم لمستقبل العرب خلال العام 2007؟
- يبدو المشهد السياسي العربي قاتماً ونحن على أبواب العام الجديد وربما ما سيجري اليوم سيكون امتداداً لمشهد الأحداث لعام ،2006 والذي كان عاصفاً على المستويين العربي والدولي، وعلينا أن نستخلص الدروس والعبر لتحديد رؤية لسنة 2007 التي يبدو أنها حبلى بالمفاجآت ؛ فنحن لا ندري بما يجري حولنا ونتصرف على الطريقة البدائية “اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب”.
وأعتقد أن في هذه الأمة كفاءات وخبرات وعلماء ومثقفين ومفكرين وسياسيين ومراكز بحث علمي يمكن أن يستفاد منها في تشخيص الأزمة التي تواجهها وفي رسم رؤية جديدة لمستقبل الوطن والمواطن ولعلاقاتنا الإقليمية والدولية، فنحن نرى اليوم أن لجنة بيكر هاملتون قدمت توصياتها للإدارة الأمريكية بعد دراسة واسعة للسياسة الأمريكية، وهذا يدل على أن الإدارة الأمريكية وغيرها من الإدارات الغربية تعتمد كثيراً على آراء الباحثين ومراكز الدراسات، ولكن في حالتنا نحن العرب، علينا أن نعترف بالهوة العميقة بين الحكام والحكماء في هذه الأمة فمهما جرت من دراسات وندوات فلن تجد طريقها إلى أصحاب القرار في الوطن العربي، وأتذكر مقولة لأحد الحكماء وهي “أنك إذا رأيت الحكماء على أبواب الحكام فبئس الحاكم، وأنك إذا رأيت الحاكم على أبواب الحكماء فنعم الحاكم”.
ماذا تعملون في أيامكم هذه وإلى أين تسير مشاريعكم؟
- نشاطي اليوم هو الاهتمام بالمركز العربي للدراسات الاستراتيجية وفروعه وقد نظمنا سلسلة من حلقات النقاش وعدداً من الندوات وآخرها ندوة عن اليمن نظمت في بيروت، إضافة لاهتمامي باليمنيين الذين يزورون دمشق سواء للزيارة أو للعلاج أو للدراسة.
ماذا عن مذكراتكم الشخصية التي تعكفون منذ سنوات على كتابتها؟
أعطي لمذكراتي الشخصية وقتاً خاصاً لمراجعتها وهي شبه جاهزة في انتظار إصدارها قريباً بإذن الله.
الخليج الإماراتية