محامي صدام النعيمي في مقابلة مثيره
بقلم/ الشرق الأوسط
نشر منذ: 17 سنة و شهرين و 10 أيام
الإثنين 15 يناير-كانون الثاني 2007 09:48 ص

«اعترف أنني أخطأت في أمور عدة، إلا أنني أصبت في إدارة الدولة وقيادة الحزب».. كان هذا اعترافا صريحا من الرئيس السابق صدام حسين قبيل إعدامه، كما ذكر أحد محاميه الدكتور نجيب النعيمي وزير العدل القطري السابق. وكشف النعيمي في حوار خاص مع «الشرق الأوسط» رفض صدام حسين المساومة على أي من المعلومات التاريخية للضغط على الحكومة الأميركية وبالأخص فيما يتعلق بوزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد، كما طلب أحد المرشحين الديمقراطيين منه شخصيا، مؤكدا أن ما غاب من معلومات سيظهر في الأيام القادمة. وفي ما يلي نص الحوار:

> دعنا نبدأ حوارنا من النهاية عقب إعدام الرئيس السابق صدام حسين، هل تم إبلاغ هيئة الدفاع بموعد الإعدام أم تفاجأتم به كما تفاجأ الآخرون؟

ـ لم تبلغ هيئة الدفاع عن موعد الإعلام رغم تقديمنا طلبا خاصا بذلك، إلا انه لم يتم الاستجابة لنا سواء من الجهات الأميركية أو العراقية، كان هناك تكتم كبير على موعد تطبيق الإعدام رغم ظهور بعض المؤشرات بحكم الاتصال مع بعض الشخصيات العراقية أفادتنا باحتمالية تطبيق حكم الإعدام في اليوم الأول من عيد الأضحى. >

هل بإمكانك أن توجز لنا ما هية المؤشرات لذلك؟

ـ عقب لقاء بعض المحامين للرئيس صدام حسين يوم الخميس شعروا بوجود حركة غير طبيعية في اللقاء والاجتماع، مما دعا أحد الزملاء إلى التعليق بالاشتباه في أمور غير طبيعية، وعقب عودته صباح الجمعة إلى عمان قامت جهة الارتباط الأميركية بالاتصال بمكتب هيئة الدفاع عن صدام في عمان للاستفسار عن الشخصية التي ستقوم بتسلم كافة مقتنيات الرئيس صدام حسين عقب إعدامه.

> ماذا فعلتم بعد ذلك؟

ـ في ذات اللحظات طلبنا من احد المحامين الموجود في المنطقة الخضراء أن يتقدم بطلب لمقابلة الرئيس بأسرع وقت، فرد برفض الجهات الأميركية لطلبه وان عليه الاتصال بمجلس الوزراء العراقي لأخذ الموافقة على مقابلته.

> وكيف أصبح موقفكم؟

ـ تيقنا أنه و بمجرد تسلم القوات العراقية للرئيس صدام حسين، فإننا لن نتمكن من مقابلته البتة قبيل تنفيذ حكم الإعدام لتأخذ مطالبنا للمسؤولين الأميركيين ظهر يوم الجمعة منحى آخر، وهي أن لا يتم تسليمه جسديا للعراقيين خشية تعرضه لأي انتقام شخصي قبل تنفيذ حكم الإعدام، أفادوا انه جسديا تحت السيطرة الأميركية وقانونيا فهو في ظل السيطرة العراقية، وأكدوا عدم تسليمه فعليا سوى على منصة الشنق، كما بدأنا مفاوضتهم قبيل تنفيذ الحكم على كيفية تسلم الجثة.

> ماذا عن أغراضه الشخصية أين أصبحت الآن؟

ـ لقد تسلم ابن عواد البندر القرآن الذي احتفظ به الرئيس صدام حسين طوال مدة اعتقاله، وما تبقى من متعلقاته الشخصية يتم جردها حاليا لتسليمها إلى ذويه.

> حسنا، هل تم إخطار الرئيس السابق صدام حسين بموعد الإعدام أم انه تفاجأ به كما تفاجأ الآخرون؟

ـ لا، لم يبلغ الرئيس وحتى يوم الجمعة بموعد الإعدام، وبالتأكيد قد تفاجأ بالموعد.

> ترددت أنباء عن وجود «تطمينات» للرئيس السابق صدام حسين للمشاركة في العملية السياسية قبل أن يصدر بحقه حكم بالإعدام؟

ـ لا ذلك غير صحيح لم يلتق أي شخص وما كان فقط في بداية اعتقاله حيث خيره أحد كبار الجنرالات بين أن يكون نابليون وينفى أو موسوليني ويعدم، ورد عليه في إحدى جلسات المحاكمة (أنا لست بنابليون أو موسوليني أنا فقط صدام حسين)، رافضا التوقيع على لائحة الاعتراف والتعاون بإعطاء كافة المعلومات المتعلقة بالدولة التي من خلالها قرر الجنرال مصيره ما بين النفي أو الإعدام.

> فيما يتعلق بالشاهدين على تنفيذ عقوبة الإعدام. هل حصلتم على وثائق تثبت هويتهم كما شاع بوجود مقتدى الصدر بينهم؟

ـ لقد وجدت مجموعة من الإعلاميين الغربيين أثناء تنفيذ حكم الإعدام وشاهدوا بأم أعينهم مقتدى الصدر ممثلا جماعة الصدر وعبد العزيز الحكم بالإضافة إلى مساعد المدعي العام (منقذ) الفرعون.

> ماذا تقول بشأن تصوير تنفيذ حكم الإعدام بالرئيس السابق، ووعود الحكومة ببدء التحقيق في ذلك؟

ـ هذه أحاديث فقط لذر الرماد في العيون من أجل ردود فعل الرأي العام من بينها الحكومة الأميركية والبريطانية، إلا أنني أجزم أن قضية التصوير متعمدة لإهانته.

> من كانت أقرب الشخصيات لصدام حسين أثناء حجزه؟

ـ كان يحب التحدث مع المحامي رمزي كلارك عن الشؤون الدولية والأميركية، ومجرد ما أن نقابله كان دائم السؤال عن الأخبار والتحليلات الدولية وما يتعلق بأخبار المقاومة وإبلاغه سلامات شفهية ومكتوبة من قبل بعض الأفراد، تذكر عددا منهم.

> هل احتفظت ببعض متعلقات صدام ؟

ـ نعم احتفظت بديوان قصائده وببعض الأوراق.

> ماذا كان في الأوراق؟

ـ 27 نسخة من مذكراته الشخصية، ولا تسأليني عن محتواها فلن أقول شيئا.

> ماذا ترك خلفه صدام من مقتنيات عقب وفاته؟

ـ اشترينا له بدلتين إحداهما دفن بها وترك الأخرى خلفه، إضافة الى مجموعة من الكتب المختلفة الدينية منها والأدبية كمقدمة ابن خلدون وقصائد المتنبي وكتب التفسير مقابل عزوفه عن قراءة أي كتب سياسية، مستعيضا بذلك بالكتب التاريخية.

> ظهر أثناء مشاهدة الرئيس السابق صدام حسين لمشاهد من حادثة الأنفال، تعبير على وجهه وكأنه تفاجأ مما شاهد، ماذا تبرر ذلك؟

ـ نعم كانت تعبيراته مفاجئة من استخدام الغاز، متسائلا عن الجهة التي قامت باستخدامه وكأي إنسان آخر، لا بد من أن يتأثر من مثل هذه المشاهد.

> ماذا عن البندر وبرزان، ماذا تتوقع هيئة الدفاع هل سيتم إيقاف تطبيق حكم الإعدام؟

ـ سألتقي في الأيام المقبلة بابن عواد البندر لمعرفة ما يمكن أن يجد في ذلك، إلا أننا لا يمكن في الوقت ذاته من الوثوق بكل ما تقوله الجهات العراقية، وهناك مناشدات عالمية قوية جدا، إلا أنه لم يترشح لنا أي مؤشر سواء بالسلب أو الإيجاب بهذا الخصوص.

>توقع كثيرون ظهور مفاجآت مختلفة أثناء جلسات محاكمة صدام، إلا أننا وحتى اللحظة لم نر شيئا من ذلك؟

ـ ما تسألين عنه قد يظهر مستقبلا في الأيام القادمة.

> ماذا تعني بذلك؟

ـ لا استطيع إضافة أي شيء على ذلك.

> ولكن لماذا لم تظهر حتى الآن؟

ـ بالتأكيد هناك حسبة سياسية لذلك. >

ولكن ألم يفكر صدام بالمساومة على بعض المعلومات؟

ـ قطعا لا، فقد سألني أحد المرشحين الديمقراطيين فضح بعض الوثائق المتعلقة بدور رامسفيلد في ذلك الوقت للضغط على الرئيس الأميركي جورج بوش، إلا أنه رفض رفضا قطعيا ذلك.

> التحول الجذري من رئيس إلى سجين كيف تمكن صدام حسين حاكم العراق لما لا يقل عن 30 عاما من التأقلم مع فكرة سجنه لأكثر من أربعة أعوام؟

ـ لقد سألته هذا السؤال شخصيا، وقال لي حرفيا («يا نعيمي بدلتي التي علي ما زلت ارتديها لعامين كاملين دون تبديلها، إلا أن بالي مرتاح وأنام نوما عميقا وهذا المهم، ووطني محتل وأنا لا أعني شيئا بالنسبة لوطني») كما دأب على إجهاد نفسه جسديا للتمكن من النوم مباشرة وبراحة تامة > بشأن مذكرات صدام حسين هل تتوقع نشرها مستقبلا؟

ـ إذا سلمت كما هي من دون بتر، فأتوقع ذلك وهذا من حق ذويه. > هل أعرب لك عن ندم على شيء؟

ـ قالها في عبارة واحدة «اعترف أنني أخطأت في أمور عدة، إلا أنني أصبت في إدارة الدولة وقيادة الحزب». > إ

لى ماذا كان يشير ضمن الأمور التي أخطأ فيها؟

ـ اعذريني لن أتمكن من ذكر أي شيء في ذلك كي لا يحسب سياسيا على أتباعه.

> ماذا كان لديه في السجن؟

ـ امتلك كتبا كثيرة بالإضافة إلى جهاز راديو احتفظ به لمدة قصيرة، ثم طلب إزالته، حيث لم يجد فيه غير إذاعة سوا الأميركية وإذاعة أخرى يمتلكها أحمد الجلبي، ونتيجة لعزل المنطقة فلا يمكن سماع أي أخبار من إذاعات مستقلة، وهو ذات السبب الذي حمله على رفض جهاز التلفاز، وفيما يتعلق بالصحف اليومية فقد كانت تصله متأخرة بيوم عن صدورها بعد التخلص من بعض صفحاتها، وعمد إلى التقشف في سجنه بصورة مستغربة.

مشاهدة المزيد