اللواء سلطان العرادة يدعو المنظمات الأممية والدولية الى استيعاب خطة الاستجابة الإنسانية التي أطلقتها السلطة المحلية ندوة سياسية تعرف بمؤتمر مأرب الجامع وتكشف أهدافه وأبرز مكوناته خسائر مزلزلة للاقتصاد الإسرائيلي بعد 10 أشهر من العدوان على غزة أمير قطر يصل تركيا بشكل عاجل لمناقشة ملفات المنطقة عاجل: مليشيا الحوثي تدفع بعشرات الأطقم والعربات المصفحة باتجاه محافظة البيضاء.. وقبائل قيفة ترفض مطالب الحوثيين بعد فرضها حصارا مسلحا عليهم وزير الأوقاف يفتح ملف الوقف وسبل تعزيز الخطاب الديني مع محافظ تعز ماهي القنوات الناقلة للقاء المرتقب بين منتخبي مصر والمغرب في أولمبياد باريس 2024.؟ مأرب برس ينشر جدول مباريات منتخب الناشئين أول تحرك رسمي لإغاثة المتضررين من سيول الحديدة وحجة مساع حوثية لتغيير اسم شارع الزبيري في صنعاء
اسدلت حرب 94 الظالمة التي شنتها ما سميت آنذاك بقوات الشرعية الدستورية على شعب الجنوب الستار على المشهد الاخير من مشروع الوحدة الفاشل بين الشطرين وكشف الحوار النهائي بين العاصمتين صنعاء وعدن عن حقيقة واقع مرير يتطلب خطوات متزنة وتصرفات مسئولة ومواجهة عقلانية تحافظ على ما تبقى من أجواء العلاقات الأخوية والمصالح المتبادلة بين الشعبين , بعد هذه الجرعة الحوارية الذي تعد بمثابة قنبلة موقوتة بإمكان تصرفات الخيريين من السياسيين والعلماء وغيرهم من العقلاء تفكيكها وإبطال مفعولها وبإمكان منافسيهم اذا خلت لهم الساحة ان يشعلوا فتيلها وندخل في دوامة الحرائق التي لا يدري احد كيف ومتى سيتم إطفاؤها,
في اخر فصول حوارها قالت عدن انها لا ترى جدوى من بقاء الوحدة بعد غزوها بقوة السلاح عام 94 الذي حول المشروع الوطني بين الشطرين الى احتلال وخاصة تداعيات ما بعد وهم الانتصار ومثل هذا الطرح فيه من المبررات الموضوعية ما يستحق الاحترام وما يستدعي القيم الأخلاقية والدينية والإنسانية للتعاطي معه ؟ بينما قالت صنعاء انها لم تذق حلاوة الوحدة إلا بعد 94 ولا ترى مبرر للتفريط فيها بعد ان عمدت بالدم ومثل هذا الطرح يحتاج الى تتبع منابعه وحقيقة مقاصده ومبررات اراءه ؟ بمعنى اننا امام حالة تقف وراءها خيارات شعب وتعيقها اطماع وأهواء أطراف وجماعات فكيف السبيل للخروج من هذا التضاد المعقد والمفخخ؟
التسليم بخيارات الشعوب واحترام تطلعاتها امر لا مناص منه حتى لا نتعرض للتشكيك في مصداقية نوايانا وتوجهات مخططاتنا وهوية ولاءاتنا ونتهم بالتفريط في مرجعياتنا الأخلاقية والدينية والإنسانية والارتماء في أحضان شيطان الشهوات والنزوات والأطماع الشخصية الزائلة التي تقود شئنا ام ابينا الى طريق (يمهل ولا يهمل) والعياذ بالله , فمعاناة 18 عاما تخللتها عدة أشكال من المظالم كفيلة بان تحدد خيارات الشعب الجنوبي نحو استعادة حريته واستقلال دولته ونزل الى الشارع مضطرا ليعلن عنها على الملأ في تظاهرات شعبية حاشدة وبطريقة سلمية ولهذا فعلى المشككين في هكذا خيار ان يلزموا الأطراف المعنية باللجوء الى إجراء استفتاء شعبي حسب آلية متفق عليها وبشكل شفاف ونزيه تخضع كافة الاطراف لنتائجه النهائية بدلا من ان يرتضوا لأنفسهم بتأدية دور عبدة الشيطان ضد ابناء جلدتهم فإذا كان هناك افراد او جماعات حالت ظروف علاقاتهم ومشاريع مصالحهم الذاتية دون وقوعهم في اسر ما عاناه شعبهم الجنوبي فان هذا لا يعطيهم الحق في ان يصادروا او يتجاهلوا معاناة الآخرين ان لم يريدوا الوقوف الى جانبهم
الشعب الجنوبي يتطلع الى الاقربين الاولى بتفهم ما وقع عليهم من ظلم وهم ساسة الجنوب وقادته ومن خلفهم فعالياتهم السياسية الذين فرقت بينهم مراحل الاختلافات ومنعطفات الإقصاء فهؤلاء إما ان يتبرءوا من ماضيهم ويتركوه جانبا ويفتحوا باب تنازلات بعضهم للأخر حتى يوحدوا صفهم وينخرطوا مع شعبهم لتحقيق خياراته وإما ان يعفو أنفسهم من اجتهاداتهم المشتته ويتركوه وشأنه يمضي الى حال سبيله فأصحاب الحق حتى وان تخلى عنهم بنو قومهم لسبب او لآخر فان الرحمن ابدا لن يخذلهم اذا ما اخلصوا واتقوه وهذا وحده يكفي فالذي يسعى الى تمثيل شعبه حري به اولا ان ينحاز الى خياراته
ومع ان الاعتراف بعدالة القضية الجنوبية من كافة الأطراف الدولية والإقليمية وأخيرا المحلية أمر جيد وخطوة في الاتجاه الصحيح إلا انه لن يؤدي الغرض المرجو اذا ما ظل معزولا عن اي معالجات حقيقية تلامس جوهر القضية فاليد الواحدة لا يسمع لتصفيقها صوت ولهذا فان الجنوبيين لن يروا فيه اكثر من جبر خاطر سيكون مرحبا به على امل ان يتم تدارك الأمر في الوقت المناسب تتجاوز بموجبه القضية الجنوبية مفردة الاعتراف بعدالتها الى الوقوف مع خيارات شعبها ودعم تطلعاتهم المشروعة في استعادة دولتهم ونيل حريتهم واستقلالهم .
amodisalah@yahoo.com