آخر الاخبار

علوي الباشا: استمرار الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه الإرهابية يمثل تهديداً لكافة المواثيق العالمية ويتطلب وقفة جادة عاجل ..البارجات الأمريكية تدك بأسلحة مدمرة تحصيات ومخازن أسلحة مليشيا الحوثي بمحافظة صعدة حيث الإنسان يبعث الحياة في سكن الطالبات بجامعة تعز ويتكفل بكل إحتياجاته حتى  زهور الزينة .. تفاصيل العطاء الذي لن يندم عليه أحد أردوغان يتوقع زخمًا مختلفًا للعلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة ترامب تعرف على خيارات قوات الدعم السريع بعد خسارتها وسط السودان؟ شاهد.. صور جديدة غاية في الجمال من الحرم المكي خلال ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان تعرف على مواعيد مباريات اليوم الإثنين والقنوات الناقلة دراسة ألمانية مخيفة أصابت العالم بالرعب عن تطبيق تيك توك أكثر .. إعادة انتخاب رودريجيز رئيساً لاتحاد الكرة بالبرازيل حتى 2030 كبار مسؤولي الإدارة الأميركية يناقشون خطط الحرب في اليمن عبر تطبيق سيجنال بمشاركة صحفي أضيف بالخطا

سجنوه في صنعاء.. وقصفوه في عدن
بقلم/ سمير عطا الله
نشر منذ: 9 سنوات و 11 شهراً و 29 يوماً
الأربعاء 25 مارس - آذار 2015 10:25 ص

من العبث أن نقرأ، أو أن نتابع قراءة ما يحدث في اليمن، على أنه يحدث في اليمن. ومن دون حاجة إلى الدخول في الدراما وتكبير الأشياء، فإن ما نشهده هو درس جديد في العمل أو في النهج السياسي، أو في الأخلاق السياسية، ولو أن السياسة عادة لا قطرة فيها من الأخلاق. احتل الحوثيون صنعاء، ثم تعز، ثم الحُديدة، ثم ركبوا طائرات الدولة اليمنية ليقصفوا بها الرئيس، الذي سجنوه في العاصمة، وأجبروه على الفرار إلى العاصمة الثانية. يفعل الحوثيون ذلك أمام الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، وخصوصا أمام مجلس الأمن والأمم المتحدة. يريدون القول، بكل بساطة، إن هذا زمن جنكيزخان، ومن يُرد مواجهته فليس من أسلوب آخر سوى الثقافة الجنكيزية. ويريدون القول إن هذا هو المستوى السياسي في العالم العربي من الآن فصاعدا. براميل متفجرة في سوريا، و«حشد شعبي في العراق»، ومطاردة الرئاسة قصفا في اليمن.
لم يبدأ هذا المستوى الأخلاقي من السياسة في اليمن طبعا. كانت له علامات ومدلولات كثيرة، ليس أقلها تصريح المستشار علي يونسي، وغيره من المستشارين والنواب والخبراء. وقد تميز تصريح يونسي بنفي متعدد الوجوه، يُثبت فقط أو يؤكد فقط النظرية العلمية القائلة «نفي النفي إثبات». لقد أتعبت طهران نفسها بغير ضرورة في التنصل من الكلام الذهبي الذي أدلى به سعادة المستشار. وبدل هذا المجهود النَفَوي، كان الأفضل نصيحة مباشرة إلى السيد الحوثي، وأوشحته الحريرية المرقطة، بأن يضبط المقاتلات السوفياتية في صنعاء بدل إرسالها إلى عدن. فثمة مقاتلات روسية كثيرة يحلّق منها ما يكفي في سماء البلدان العربية، ويقصف منها ما يكفي المواطنين العرب والمشردين والأطفال، في حين تحوم في أجواء إسرائيل، بين فينة وأخرى، طائرة من دون طيار، تأكيدا لمهارة الصناعة الحربية الإيرانية.
ليست هذه أول مرة تقصف فيها الطائرات السوفياتية قصرا رئاسيا في العالم العربي. إنها عادة قديمة ولا أهمية لها، أو خصوصية في باب القصف الأخوي والأبوي والأموي. لكن هذه المرة الأولى التي تقطع فيها طائرات الميغ كل هذه المسافة، من الشمال إلى الجنوب، لكي تُبلغ عبد ربه منصور هادي، ومن خلاله، أهل اليمن وجميع أهل الجوار، أن الحرب الأهلية سوف تُشعل رغما عن محاولات الجميع ومساعي الجميع، وخصوصا قرارات مجلس الأمن الدولي.
إنها رسالة خاصة إلى السيد جمال بن عمر تنصحه بألاَّ يضيِّع الوقت مرة أخرى، ورسالة خاصة أيضا إلى أمين عام الجامعة العربية بأن يكُف عن التصريحات التي لا سامع لها، ورسالة إلى دول مجلس التعاون أنه حان الوقت بأن يعرفوا أن لا مكان للنوايا الحسنة والأخلاق الطيبة في هذا الجزء من العالم، وفي هذا النوع من الأخلاق. فإذا كان الحوثيون قد أكملوا الطريق من صعدة إلى صنعاء، ومن صنعاء إلى الحديدة، فما الذي يمنع أن يكملوها إلى عدن. وإلى ما بعد عدن؟ تلك مسألة لم يحددها سعادة المستشار. فلعل ما أشار إليه لم يكن سوى نصف القوس الإمبراطوري.