28 مليار دولار خسائر أوروبا الأولية من رسوم ترمب على الصلب والألمنيوم
قراصنة يستولون على 1.5 مليار دولار في أكبر سرقة بتاريخ العملات المشفرة
بريطانيا تعلن عن حزمة كبيرة من العقوبات ضد روسيا
نتانياهو يعلن تأجيل موعد الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين
وقف المساعدات الأميركية يضاعف الأزمة الإنسانية في اليمن ..ومصادر تكشف التفاصيل
قوات أمريكية تضبط اسلحة إيرانية ومكونات صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة وتقنيات اتصال متطورة كانت في طريقها للحوثيين
دولة خليجيه تتربع على المرتبة الـ 10 عالمياً في مؤشرات القوة الناعمة لـ 2025
عاجل: الإعلان رسميًا عن نتائج التحقيق في وفاة ''راشد الحطام'' بسجن الأمن السياسي بمأرب.. انتحار أم شبهة خرق للقوانين؟
المنتخب السعودي يتأهل لكأس العالم للشباب
وزير الأوقاف والإرشاد في مؤتمر الحوار الإسلامي يدعو الى توحيد الجهود لمكافحة الطائفية والتطرف وتعزيز قيم التسامح والتعايش
مأرب برس – خاص
في هذا الوطن لا شيء يجعلك تنظر إلى المستقبل بارتياح على ان ثمة جديد سيتحقق ،تنظر إلى المستقبل بعيون خائفة كمن ينتظر كارثة ستهطل من غيب هذا الواقع المتبلد...
الجديد في الوطن هوا للاشيء.. والجديد فيه كذلك أنك كل يوم تتقادم وتذوى حتى تصبح أثرا تراثيا عجائبيا يصلح للفرجة..
لا تصدق من يقول أن الوطن بخير فذاك منطق من يسلي نفسه فقط ويفرج عن همومه المكنونة وهي محاولة تريد أن تنحت لها في صميم هذا التشاؤم أملا تطل به على بصيص من الراحة النفسية ..فنحن لم نتعلم فيه ما يفيد سوى أن نخترع لخيبتنا فنون الخداع الذاتي والتسلية لأن ما حولنا يوحي بالضيق والكآبة لهذا لابد أن تعيش الطمأنينة ولو أحلاما وخيالا..
قد يكون ذلك جميلا كونه يقينا من مخاطر الأمراض النفسية والعضوية لكننا فقط كمن يشاهد فيلما رومانسيا ما أن ينتهي نعود الى الواقع لنصاب بصدمة كبيرة عندئذ ندرك اننا مخطئون في التماشي مع أحلامنا التي شكلناها تعويضا نفسيا عن ما حرمنا منه.
نريد التغيير ونحلم بصباحات جميلة .. وشموس أنيقة مشرقة تنسج خيوطها الذهبية حولنا .. لكن التغيير لا يتأتى من كوننا نحلم وكفى !! فالأحلام سراب خادع ومخدر يطيل مكوث ما نحن فيه بتحايل نفسي .
لأن التغيير صنعة تحاك بإتقان ودقة منشأها الذات أولا وتحتاج إلى حركة في الواقع وفق خارطة مشكلة في الذهن وتصور منبثق من أسس ومبادئ لها القدرة على ربط المثال بالواقع وتمتاز بالمرونة والقدرة على تشكيله وصياغته من جديد بهدوء وأناة بعيدا عن ردات الفعل وأسر اللحظة الراهنة..
وإذا ما انتدبت نفسك لتغيير الواقع فوسع رئتيك لتستوعب أكبر قدر من الهواء اللازم لتصل إلى هدفك فسياسة النفس الطويل وحدها القادرة على الصمود والتحدي لأن هناك من سيختنق وهناك من سيصاب بضيق النفس في الوسط المليء بكربون الاختناق والموت..
والتغيير ليس حلما بمجرد أن تستحضره يكون ، ولكنه تراكم يفرزه العراك الدائم والسعي الدءوب في الحياة مع وضوح الفكرة والهدف فالبناء لم يأتي جاهزا ولكنه جاء تراكما لمواد البناء وتصوره قائما على أسس ثابتة وأركان قوية ودقة عامل يمتلك خبرة ومعرفة لكيفيات البناء والتشكيل .. والحياة بمفهومها هي ذلك الكل لمختلف الأجزاء المتناثرة التي صيغت بدقة فائقة على نحو منتظم بعيدة عن التصادم ولكنه الاختلاف الذي يثريها ويجعلها في تجدد مستمر.
*كاتب وصحفي