آخر الاخبار

حماس تتوعد تل أبيب وتكشف عن ردة فعلها جراء أي تصعيد عسكري إسرائيلي وزارة الأوقاف والإرشاد تتوعد بعقوبات صارمة ضد أي منشأة تقصر في خدمة المعتمرين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب: سأزور السعودية قريباً الإدارة الأمريكية تتوعد الحوثيين ولندن تكشف عن خطة لمنع تهريب الأسلحة وحماية السواحل اليمنية ضمن شراكة دولية.. عاجل أبرز ما جاء في بيان الجمهورية اليمنية أمام جلسة مجلس الأمن الدولي أول تحرك اوربي جاد .. بريطانيا تدعو عبر مجلس الأمن يدعو لضمان حظر توريد الأسلحة إلى اليمن وتحديدا الأسلحة الإيرانية التنقل دون قيود زمنية.. الإعلان رسميًا عن فتح طريق الحوبان- تعز على مدار 24 ساعة خلال شهر رمضان 140 مقطورة غاز وصلت عدن وتعز قادمة من مأرب مع زيادة في حصة المحافظتين وزير الدفاع اليمني يشدد على ضرورة دعم القوات المسلحة ويؤكد جاهزيتها العالية لردع أي حماقة حوثية العليمي يبحث مع رئاسة مجلس النواب عدد من الملفات في مقدمتها دفع الرواتب وتداعيات تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية

من الثورة إلى الدعوة إلى الدورة
بقلم/ محمد الحمّار
نشر منذ: 14 سنة و 3 أسابيع و 6 أيام
الإثنين 07 فبراير-شباط 2011 08:17 ص
 

منذ اندلاع ثورة الكرامة في تونس عبّر العديد من الشباب عن حاجتهم لتقبل الدعوة للدين. إلا أني توجستُ خيفة من هذا الحماس المفاجئ (رغم أنه مفهوم وأسبابه ضاربة في التاريخ المعاصر)، الأمر الذي زادني رغبة في الإلحاح على أنّ أساليب الدعوة لا بدّ أن تتغيّر.

وتغيير الأساليب مبنيٌّ على الحاجيات الخصوصية لشباب تونس في هذا المجال، وشباب المسلمين الذين يتماهون مع النموذج التونسي. وأهمّ مسلمة يتميز بها وضع شباب تونس، وهي لم تدخل أبدا في حسابات الدعاة المحافظين (لأنها صعبة وهم يريدون السهولة): الشباب لا يجهل الدين (بمعنى أنّ الدين ليس جديدا على المجتمع) لكنه يجهل كيفية ربط علاقة الذات مع الدين، والذات مع الآخر، والذات مع المجتمع المتديّن .

من هذا المنطلق تكون الدعوة الجديدة التي أراها تتلاءم مع حاجيات الشباب المعاصر دعوة لغوية كلامية بالأساس. ليست إذن دعوة للإسلام بقدر ما هي دعوة لتوليد فكر ولتوليد واقع من الإسلام كعقيدة مكتسبة مع أنها صامتة.

والعقيدة صامتة لأنّ أصحابها، بالرغم من اعتزازهم بها إلاّ أنهم غير واثقين من سبل تصريفها في الحياة، وبالتالي غير واثقين من أنفسهم، الأمر الذي حدا بكثير منهم للتعبير عنها بالصياح وبتجاوز الكلام المُباح (الإسلام الاحتجاجي بجميع أطيافه). وتعليم الصائحين من المسلمين كيف يخفتوا من أصواتهم يُعدّ بحدّ ذاته تحدٍّ هائل؛ ومن دون الوعي بهاته الضرورة لن تحظى فكرة الدعوة الجديدة بالقبول المنشود لدى الشباب.

إنّ الارتياح لكون العقيدة الصامتة قد تنتهي إلى توليد نتائج عجيبة وباهرة عامل أساس في الاقتناع بالمبدأ الذي يرتكز عليه منهاج الدعوة:"الكلام إسلام" ( ما دام الكلام عمل و الإسلام عمل). وهو مبدأ علمي بنيتُ عليه نظرية اسمها "التناظر والتطابق" (بين الدين واللغة). والنظرية تندرج في الفضاء الأوسع والأعمّ الذي سميته "الاجتهاد الثالث".

وإذا أردنا تلافي التيه بين المفاهيم السالف ذكرها فلنُلخص الأمر في جملة: ما دامت العقيدة صامتة وتُعتبر من باب الحاصل فإنّ اللغة هي الواجهة الخارجية والمشتركة بين كل الناس للتعبير عن عقيدة التوحيد ولتصريفها في الواقع المعيش، مما يجعل اللغة مفتاحا لبابِ التحرر من التنظير الديني الصرف واستهلال، في نهاية المطاف، دورةٍ حضارية تتسم بتكريس الإسلام في العلم وفي العمل.

  أمّا الغاية المباشرة من الدعوة الجديدة(بمكوناتها المختلفة) والرامية إلى النقلة إلى الحضارة فهي إرساء "ثقافة وسيطة"؛ وهي ثقافة وسيطة لأنها تضمن النقلة من الغباء إلى الذكاء، من معرفة الجهل إلى المعرفة، من الإتّباع إلى الإبداع، من العمل السالب إلى العمل الموجب، من التكرار إلى التكرير والتوليد، من الثورة إلى الدورة .

 
عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
انور العنسي
تاريخ اليمن بعيون سائق شاحنة مثقف
انور العنسي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
كلادس صعب
المساعدات العربية والدولية للبنان مرهونة بشروط
كلادس صعب
كتابات
جمال حُميدمبادرة وطن
جمال حُميد
عبد الصمد الفقيهفراعنة أكثر من فرعون
عبد الصمد الفقيه
محمد راوح الشيبانيهل نعتبر أم نكون عبرة أخرى؟؟
محمد راوح الشيباني
عبدالله بن عامربُركانيات ..
عبدالله بن عامر
مشاهدة المزيد