بعد 20 يوما فقط الحوثيون على موعد قاس من العقوبات الأميركية هي الاولى منذ إنقلابهم على الشرعية
دعم روسي جديد للمجلس الرئاسي والحكومة اليمنية
بن مبارك يدعو أجهزة الأمن الى ملاحقة وضبط العناصر المتورطة في أحداث الخشعة بحضرموت
بعد 41 عامًا من الغربة والشتات..حيث الإنسان من مارب ٌينهي فصولاً مؤلمةً من حياة عبدالله مصلح ويصنع له مرحلةً بهيجةً من الحياة .. مشروع الحلم واقع وحقيقة..
مناقشات بين وزارة الخارجية اليمنية و السفارة الصينية
الرئيس السوري أحمد الشرع يوقع على مسودة الإعلان الدستوري في البلاد
حسم الجدل بشأن صحة ''ركلة'' ألفاريز لاعب أتلتيكو مدريد
الحكومة الشرعية تُطمئن المواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين بعد قرار أمريكا حظر دخول المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة
عيدروس الزبيدي يزور المهرة بموكب مدرع وبشكل استعراضي وآليات عسكرية مد البصر لتأمينه .. فهل يشعر بالخوف ام يتعمد استفزاز الجنوبيين .
أسعار بيع وشراء العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني
شيء من الأسى يشعر به كل يمني تجاه ما آلت إليه الأوضاع في الجنوب عموما، وعدن خصوصا، فلم يكن أسوا المتابعين والمحللين يتوقع أنه وبعد أكثر من أربع سنوات من تحريرها من مليشيات إيران الحوثية ستصبح بكل هذه السوء والتيه، ولم نكن نعتقد أن مدينة مثل عدن، التي ظلت طوال عقود رمزا للسلام والتعايش، ستضيق بأبناءها وتتحول إلى سجن كبير يُرمى في غياهبه كل من له صوتا مرتفعا ورأيا مختلفا، لم يكن أحد أبدا يتمنى أن يصل الجنوب لهذا المنحدر المخيف، لولا هؤلاء المدنسين، الذين سيطروا على المدن في لحظة فارقة وفراغ كبير!
هذه عدن التي لم تنم ولم ترتاح منذ التحرير، وكل يوم وهي تراوح مكانها، تنام على جريمة وتصحو على أخرى، فلم ينضبط الأمن ولم تتسيد الدولة، ولا الوجوه الجديدة العابسة التي تسمي نفسها سلطة أثبتت قدرتها على الوفاء بالالتزامات والوعود الإعلامية، فهي على ما يبدو تجيد أشياء مختلفة لا علاقة لها بالحكم والسلطة، أشياء من قبيل المليشيات والسلاح المنفلت والتحريض المميت، لقد أصيب الجنوب بداء خطير، داء الطارئون الجدد، الذين في كل يوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، بينما هم يغرقون ومعهم الجوعى والمقهورين والمشردين، هم في مهمة إدخال الجنوب في صراع مع نفسه فقط، أما من حوله فهم في غنى عن هذا كله!
لم يكن ينقص عدن هذه المآتم والأحزان والدم المسكوب الذي ينتشر في طول البلاد وعرضها، وهي التي لم تعش السكينة ولا الإطمئنان، واستمرارا لهذا السيناريو المفتعل، فقد صحت اليوم على حادثة ارهابية غادرة وجريمة هزت المدينة.. صاروخ إيراني موجه يستهدف معسكر لمليشيات الانتقالي، ومصرع أكثر من 30 بينهم المطلوب أبو اليمامة (منير اليافعي) وجرحى بالعشرات، حادثة إرهابية بكل المقاييس، لا أسوأ منها إلا هذا الاستغلال الرخيص لسيرك طويل من الكتبة الممولين، الذين يستلمون مقابل الردح العنصري على مواقع التواصل، فهاهم قد بدأوا العمل على وتر استهداف مكون جغرافي يمني، ما توقفوا يوما وهم يعاقبون أبناءهم تحت مبرره، وكأن الهدف من الجريمة هو إظهار أن الشمال هو الشر الذي لا بد من تركه وحيدا يواجه مصير الحوثي، وكأن الدم لعبة يتلهى بها هؤلاء الضالون!
لا وصف مناسب لما حدث في عدن، سوى أنها جريمة إرهابية مكتملة الأركان، ويمكن قراءتها من عدة أوجه، لكن الوجه المهم فيها هو محاولة قراءة المستفيد من هكذا جريمة قذرة ومدى أهمية التوقيت والتخطيط، فهو هجوم ليس بريئا ولا يمكن أن يكون صدفة ولا علاقة له بكون وكيل إيران قرر استهداف خصومه، إنما هناك من قرر التضحية بهؤلاء المغدورين خدمة لإيران وتقديم عربون صداقة، خاصة مع تسارع المطبعين نحو طهران، منه التأكيد على متانة العلاقة بين الطرفين، ومنه منح ما يسمى بالمجلس الانتقالي مبررا للسيطرة على الجنوب وفرض أمرا واقعا نحو التقسيم والانفصال، إذا ما أخذنا بالحسبان الدعوات الإعلامية المتزايدة نحو تقسيم البلاد وتمزيقها!
الوجه الآخر لهذه الجريمة الإرهابية هو استخدامها كوسيلة ضغط، سواء داخليا أو خارجيا، ومحاولة وصم الشمال بالحوثية وربطه بها، ليسهل التعامل بعد ذلك مع فرضية تقسيم اليمن (شمالا لإيران الحوثية وجنوبا لأدوات الخارج الانتقالية)، خاصة وموقف الحوثي تجاه قضية الانفصال معروفة، فهو منذ الحوار الوطني ينادي بالانفصال، وهو ليس دعما له ولا حبا فيه، بقدر ما هي فرصة استراتيجية ستسلم له الشمال على طبق من ذهب، للسيطرة والاستحواذ عليه!
الجريمة الإرهابية تمت بتعاون مشترك، هذا مما لا شك فيها، فتوقيت الجريمة والمستفيد منها يقولان ذلك، وأزعم أن هذا يخدم الطرفين، فالانتقالي كونه أداة، بالانفصال سيكون قد أعطى لوليه غنيمة باردة على ظل كثيرا يلهث خلفها، والحوثي كونه وكيل لإيران سيعطي لإيران الشمال بعد أربع سنوات من الحرب ستحقق لها أخيرا هدفها الاستراتيجي المربح، فالتمزيق يخدم الحوثي والانتقالي معا، وجهان لعملة واحدة، مهما اختلفت المسميات وتنوعت الصفات.
رحم الله القتلى وشفى الله الجرحى، وكل العزاء لذوي المفقودين، ولا حل اليوم إلا بتفعيل أدوات الدولة واختفاء المليشيات والعصابات من حياة الناس.