آخر الاخبار

أول تعليق من نصير مزراوي بعد انضمامه لمانشستر يونايتد اغتيال هنية .. طهران تحدد شرطاً لإبتلاع الإهانة الإسرائيلية الشرعية توجه طلباً عاجلاً لـ المجتمع الدولي بشأن موظفي العمل الانساني المختطفين لدى المليشيات ثلثي الوزراء من سلالة سيد الحوثيين .. لماذا وقع اختيار المليشيات على الرهوي لـ تشكيل حكومة الانقلاب الجديدة ؟ الرئاسي يعلن إفشال الحوثيين جهود السلام الجارية منظمةدولية: تطالب بنبش المقابر الجماعية في دولة عربية تحتضن أعلى أعداد للمفقودين في العالم تحقيقا للعدالة الشرعية تعلن استكمال تركيب محطة أرصاد جوية جديدة نصبتها في أحد مطاراتها الدولية تأثير الحروب وانعكاساتها 2 تريليون دولار في مرمى هجمات سيبرانية.. ماذا فعلت واشنطن؟ روسيا تكشف عن طائرتها الجديدة « الوحش الخفيف».. الرعب المتعدد المهام- صور رسميا .. الاعلان عن مؤتمر مأرب الجامع بحضور واسع للقوى السياسية والمجتمعية - اشهار استراتيجية تنمية الأرض والإنسان

عدن سمكة مشوية في مقلاة الكهرباء
بقلم/ نجيب مقبل
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 25 يوماً
الأحد 17 يونيو-حزيران 2012 06:25 م

الكهرباء أصبحت العدو رقم واحد لإنسانية الإنسان في عدن، وهي في غيها المتكبر والمتعالي عن حاجات الناس الأولية التي كفلها إعلان حقوق الإنسان العالمي في طلب النوم والاستراحة وفي العمل والإنتاج والبحث عن الرزق في ظروف هي في الأصل أقل من معايير السلامة والأمان في أي بلد متخلف.

الناس هنا هذه الأيام يمشون في الشوارع أو يذهبون إلى الأعمال أو يستريحون على الأرصفة للبحث عن هواء الله الذي نخاف أن يعلبوه في أحد الأيام، والنساء المتقلقلات في بيوتهن والطلاب الجالسون على طاولات الامتحانات بنصف حضور ونصف إغماءة.. الكل يمشون ويعملون ويجلسون بأجساد مرتعشة وقلوب مرتجفة ورؤوس مصدعة وأعصاب مشدودة وعيون حمراء كالجمر يبدون في حركاتهم وسكناتهم وكأنهم سكارى وما هم بسكارى، ولكنها الكهرباء- سامحها الله- حرمتهم من نعمة النوم السليم، وأفقدتهم الحق في الجلوس للراحة والاسترخاء في بيوتهم، وقلبت الأمراض زيادة على أمراض المرضى وجعلتهم طوابير في المستشفيات، بل أنها رفعت من معدلات الموت- غير المرصودة- بين الشيوخ والمصابين بالأمراض المزمنة كأمراض الفشل الكلوي والضغط والسكري بعد توقف كهرباء المستشفيات.

انقطاع الكهرباء المتكرر لأكثر من عشر مرات في اليوم- كما أحصيتها في بيتي- جعل مدينة عدن وما جاورها من المدن الساحلية جهنم على الأرض، وسمكة مشوية في مقلاة الكهرباء المتقطعة التي أدعو إلى ترشيحها للدخول في موسوعة جينيس في عدد مرات الانقطاعات، ولا أجد من أهل جنة الكهرباء أو المسؤولين في الحكومة أو الدولة من يستمع أو يحاول الإنصات لأنين الناس ويطمئنهم بحل ولو من باب الحديث الإعلامي المجاني، والأمر يزداد من سيئ إلى أسوأ ومرات الانقطاع تزداد وساعات دخول التيار تقل وساعات انقطاعه تزداد، فمن كل أربع ساعات انقطاع لساعتين إلى انقطاع كل ساعتين، وهناك من يقول إن أحياء لا تصلها الكهرباء إلاّ لساعة أو ساعتين في اليوم، ولا ندري هل سيصل هذا الانقطاع إلى دقيقة لكل دقيقة كهرباء؟!.

نشرنا في صحيفتنا خبراً مفاده ان فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية قد وجه بتخصيص (60) ميجاوات من الطاقة لكهرباء عدن، ويبدو أن هذه التوجيهات ذهبت أدراج الرياح من قبل وزارة الكهرباء ولا خبر حتى الآن.

اليوم تنتشر بين الغلابى في مدينة عدن أحاديث أسمار في ليل عدن (القاهد) عن أن هناك مولدات إنقاذية ستأتي إلى المدينة، بل وغالى البعض بأنها مولدات على سفينة في البحر.. هكذا! وكلها أحاديث أماني وتمنيات مستغيث يرفع يديه إلى الله كي يرحمه من هذا العذاب بعد أن أصم الجميع آذانهم عن سماع صوت استغاثة واحدة في هذه المدينة المغلوبة على أمرها. هذه المدينة التي كان انقطاع الكهرباء فيها يتم عبر إشعار في الإذاعة والتلفزيون لدواعي صيانة أو حالة عطب طارئة.. واليوم بلا إحم ولا دستور يدخل التيار ويخرج من الأسلاك وكأنه أداة سجان ظالم لتعذيب سجين مقهور في زنزانة انفرادية.

حالة التمني هذه مؤشر خطير لخيبات لاشك أنها واردة طالما الجميع ملأ أذنيه بطين اللامبالاة والاستهتار بحياة الناس وراحتهم وحقهم في العيش بكهرباء لا تنقطع كل ساعة، والخطورة تكمن في أنه بعد الخيبة والاحتقانات والأعصاب المشدودة وقلة النوم وانعدام الراحة ستجدون الأجساد في الشوارع وهي تهشم كل شيء أمامها وستخرج عن طورها وسينفجر الغضب الكامن في النفوس من هذا اللعب المستخف بأقل حق للناس أن يعيشوا ويناموا وينتجوا كخلق الله جميعاً، وحينها لن تجدوا إلا شوارع مضطربة وهيجانات لا أول لها ولا آخر، وسترون الناس الذين يتقلبون على جمر الكهرباء المتقطعة وحر الصيف القائظ في انفجار عظيم، والمتقلب على الجمر لا يهمه ان يخرج الى الشارع شاهرا سيف غضبه ومدوياً بحناجر الاستياء وممارساً لعنف الرجل المقهور، وسنرى وضعاً لا البلاد ولا العباد بقادرة على إخماد فتنته ما دامت الآذان صماء والأيادي مغلولة على أعناقها والرحمة منزوعة من أصحاب الحل المسؤولين والمساءلين على ما يفعلون بأرواح الناس.

نقولها كلمة اتقوا غضب الحليمة عدن إذا غضبت وهي تشوى اليوم تحت أسياخ الصيف القائظ والكهرباء المتقطعة مثل بندول الساعة.

أنقذوا الناس من هذا الجحيم الذي تصنعه أيادي اللامبالاة والاستهتار وحلوا مشكلة الكهرباء في عدن.

اتقوا الله في خلقه المظلومين في هذه المدينة يا أهل الحل في الدولة والحكومة ووزارة الكهرباء ومحلي عدن، فالوضع لا يطاق، والناس يتملكهم الغضب الكامن القابل للانفجار في أية لحظة ونحذر منه ونخاف من تبعاته، وحينها لن ينفع الندم ولن تجدي الحلول الترقيعية وحوار الطرشان الجاري بين المواطن المغلوب على أمره والكهرباء المتجبرة على العالمين.

أيها المسؤولون اذا كنتم غارقين في نعيم مدنكم الباردة التي لا يؤثر فيها انقطاع الكهرباء أو الذين تمترسوا وراء جلجلة (مواتيرهم) الخاصة فان جل مواطني عدن لا يملكون حق الوصول إلى هذه النعمة، وعليكم أن تعاينوا عذابهم اليومي كل ساعة وتنصتوا إلى أنينهم وصرخات عذاباتهم ولو من وراء بعدكم المتعالي أو من خلف أصوات مولداتكم المجلجلة بهذه الرفاهية.

نتمنى الحل السريع لمشكلة الكهرباء المستعصية، فقد صارت البيوت أفراناً ملتهبة والأجساد لحوماً مشوية والصدور كظيمة والقلوب في الحناجر، وجنون ردود الأفعال الطائشة على الأبواب.

اللهم بلغنا.. اللهم فاشهد.. ولا نامت أعين المستهترين اللا مبالين والمتلذذين بعذابات العباد المظلومين!.

*نائب رئيس تحرير صحيفة (14اكتوبر)

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
د. محمد معافى المهدليمذكرات زائر إلى مدينة صنعاء 1-2
د. محمد معافى المهدلي
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
مجدي محروس
التضامن المؤذي
مجدي محروس
كتابات
عبدالغني المجيدينايف والشهداء
عبدالغني المجيدي
علي ناصر محمدوداعاً ربان الأيام
علي ناصر محمد
مشاهدة المزيد