آخر الاخبار

غضب الجرحى ينفجر في تعز ومأرب… صمت حكومي يفاقم معاناة أبطال الجبهات الشيب درع وقائي!.. كيف يحمي الجسم من السرطان عاجل: قرار لمجلس الأمن بتجديد نظام العقوبات المفروضة على اليمن سنة إضافية ويدين هجمات الحوثيين وزارة الدفاع الإماراتية تستدعي السفير اليمني وكبار الضباط والمسؤولين يحضرون اللقاء .. دلالات اللقاء ورسائل أبوظبي للشرعية.. عاجل حضرموت تتصدر أولويات الدعم الأوروبي: مشاريع اقتصادية وثقافية غير مسبوقة ووفد رسمي من الاتحاد الأوروبي يزور مدنها نزاع قبلي يتجدد في محافظة البيضاء يسفر عن أكثر من 50 قتيلًا وجريحًا وسط اتهامات للحوثيين بتغذية الصراع.. ''واعي'' تواصل اسكات الحوثيين على منصات التواصل الإجتماعي.. أين وصلت ''حملة التفاح'' وكم عدد الحسابات المحذوفة حتى الآن؟ واتساب يقترب من إطلاق نظام الهوية الموحدة ويتخلى عن الأرقام مركز التنبؤات الجوية والإنذار المبكر يحذر من أجواء شديدة البرودة خلال الساعات المقبلة.. السعودية تمول مشاريع تنموية في مجال الكهرباء في 3 محافظات يمنية

التضامن المؤذي
بقلم/ مجدي محروس
نشر منذ: سنة و 3 أشهر و 3 أيام
الأحد 11 أغسطس-آب 2024 05:45 م
  

عادة ما يحتاج الناس إلى بعضهم لتجاوز الظروف القاسية والمواقف الخطرة والاحداث الصعبة التي تمر عليهم في الحياة .

 

وتزداد حاجتهم لبعض مع حدوث الكوارث الطبيعية المدمرة والتغيرات المناخية التي تفوق قدرتهم على تحملها و تجاوزها أوالتعاطي معها .

 

ورغم ما مرت به اليمن من أسوء ازمة انسانية في العصر الحديث و من ظروف بالغة القسوة واحداث مؤلمة إلا أن اليمنيين لم يغادروها بشكل جماعي الى دول الجوار بل نزحوا منها واليها وآوى بعضهم بعضا .

 

تؤكد الاحصائيات الاولية لأضرار وضحايا السيول والفيضانات الاخيرة في تهامة هول المصيبة وفداحة الخسائر في الأرواح والممتلكات .

 

ورغم أن حجم الكارثة يتجاوز القدرة على الاحتواء و المأساة تفوق امكانية احتمال الوجع إلا أنه يمكننا التخفيف من وطأتها بتدخلات انسانية حقيقية .

 

 ولا يمكن أن تكون هناك تدخلات انسانية حقيقية وملموسة ما لم تكن هناك تقييمات حقيقية للاضرار والخسائر ومراعاة الاولويات في نوعية الاستجابة الانسانية .

 

لا يحتاج المنكوبين من السيول والفيضانات في تهامة إلى سلات غذائية فقط، بعد أن فقدوا مساكنهم و بيوتهم و مزارعهم ومواشيهم و سياراتهم ومصادر دخلهم .

 

السلات الغذائية على ما تمثله من اهمية هي بمثابة اسعافات اولية لا ينبغي أن تكرس كل جهود الاغاثة عليها لان التهاميين كما عرفوا عبر التاريخ يمكن أن يتقاسموا مع بعضهم قوت يومهم وان يجودا بما لديهم من فتات بعكس بقية المتطلبات الانسانية الاخرى كالايواء وغيرها التي ليست في متناولهم .

 

وفي كل دول العالم يتم الاستفادة الأخطاء والتعلم من الكوارث الطبيعية لتفادي تكرارها ولتخفيف مخاطرها وخسائرها بكثير من التدابير والمعالجات إلا في بلادنا تتكرر نفس الكوارث وتعاد ذات المعاناة نتيجة سوء التدبير وغياب الادارة وضعف التقدير وأخطاء المعالجات.

 

لدى اليمني فائض عاطفة تجاه الكون كله ، تجده يتضامن مع كل القضايا العادلة منها وغير العادلة ، يناصر بلا ضوابط ، و يتعاطف دونما حدود ويفزع مع الطارف وهذا بدوره ينعكس سلباً على مفهومه للتضامن وفلسفته للتعاطف وثقافته للنصرة .

 

لا يشكوا الناس في تهامة من الاهمال والتجاهل لمعاناتهم فحسب بل يشتكون أيضاً من الاهتمام الخادع ويعانون من التعاطف الكاذب ، ويتألمون من الاستغلال السيء لحاجتهم وضعفهم ، يؤذيهم التضامن على طريقة الحوثي وتجرحهم الاغاثة على مذهب القاضي وتسيء لهم النجدة وفق استراتيجية الفاصوليا والروتي .