دلالات تهنئة قيادة السعودية اليمنيين بعيد وحدتهم .. ليست إجراء برتوكولي ، رسالة قوية والتوقيت يحمل مغزى

السبت 21 مايو 2016 الساعة 05 مساءً / مأرب برس-خاص.
عدد القراءات 5060


بعثت قيادة المملكة العربية السعودية تهاني لليمنيين بمناسبة حلول عيد الوحدة ،في رسالة قوية وواضحة يبدو أنها وصلت لأكثر من طرفي محلي واقليمي ودولي.

وبعث الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك الممكلة العربية السعودية برقية تهنئة للرئيس عبد ربه منصور هادي بمناسبة ذكرى يوم الوحدة .

 

وبحسب وكالة الانباء السعودية فقد اعرب الملك سلمان باسمه واسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة لفخامته ولحكومة وشعب الجمهورية اليمنية الشقيق اطراد التقدم والازدهار .

 

بدوره بعث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية برقية تهنئة للرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية بمناسبة ذكرى يوم الوحدة.

 

كما بعث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع برقية تهنئة لفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية بمناسبة ذكرى يوم الوحدة اليمنية .



تعليقًا على تهنئة السعودية لليمن في ذكرى الوحدة يقول ياسين التميمي –كاتب ومحلل سياسي- أن هناك رسالة قوية وواضحة الدلالة صدرت اليوم عن قيادة المملكة العربية السعودية، بشأن اليمن، فقد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن نائف على تهنئة الرئيس هادي "بمناسبة ذكرى يوم الوحدة".

 

ويضيف"توقيت التهنئة لا يخلو من مغزى، فقد جاءت عشية الذكرى السادسة والعشرين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية، في وقت تشهد فيه بعض المدن الجنوبية وبالذات مدينة عدن تحضيرات للاحتفال بشكل مختلف، ولغايات مختلفة، في ظل تصريحات تشير إلى عزم جماعات من الحراك الجنوبي إعلان فك الارتباط.

وينوه التميمي في مقال رصده مأرب برس الى أن هذه التهنئة ليس إجراء بروتوكولياً اعتيادياً، إذ لم يحدث طيلة العقدين الماضيين أن جاءت التهنئة من الرياض قبل موعد المناسبة، إلا إذا كانت العلاقات في أحسن أحوالها، لكن أن تأتي تهنئة القيادة السعودية للرئيس هادي، قبل حلول المناسبة بيوم، في هذه الفترة المضطربة من تاريخ اليمن، فهذا يعني أنها أكثر من تهنئة، إنها موقف سياسي واضح الدلالة.

ويتابع "لا يمكن للمملكة التي تقود التحالف العربي أن تقبل أو تبارك الترتيبات العبثية التي تقوم بها هذه المجاميع المنفلتة المرتبطة بأكثر من طرف وبأكثر من صندوق للتمويل. "

فالذهاب إلى الانفصال في هذه الظروف هي ضربة مباشرة لدور التحالف، وإنهاء كامل لمشروعية دوره في اليمن.. فالتحالف لم يأت لكي يقسِّم اليمن، حتى لو كان ذلك واحداً من أهدافه الخفية، بل جاء لحفظ وحدة اليمن وحماية الشرعية، وإعادة الاستقرار إلى هذا البلد وجاء أيضاً كإجراء وقائي من حمى الفوضى التي قد تستشري في المنطقة كلها، في ظل المشروع الإيراني واضح المعالم الذي يستهدف تقويض البنى الاجتماعية والسياسية والعقائدية للمنطقة. "

ويستطرد "هي إذاً منظومة كاملة من الأهداف، بغض النظر عن السياسات التي اعتدنا عليها من دول مجلس التعاون الخليجي والتي بلغت في مرحلة من التاريخ مستوى القناعة بضرورة تجزيئ اليمن، نتيجة السياسات الغبية والرعناء التي مارسها المخلوع صالح طيلة فترة حكمه وبالأخص بعد غزو العراق لدولة الكويت. "

ويقول الكاتب انه طيلة العقدين الماضيين استطاعت إيران وأجهزة المخلوع صالح الأمنية أن تنخر في النخبة السياسية الجنوبية، وأن تجيش المئات من الشباب الذين لا يمتلكون أهدافاً واضحة، وهذا السبب الذي يفسر لماذا تطابقت أهداف الحراك الجنوبي، وقياداته المتعددة مع الأهداف التي أرادت إيران وأراد المخلوع صالح تحقيقها عبر الثورة المضادة التي نفذت في 21 سبتمبر2014.

ويتابع "فقائمة الأعداء واحدة، فهي ترمي إلى النيل من ثوار التغيير والأحزاب التي أيدت التغيير، والشخصيات السياسية والعسكرية التي ساندة الثورة على المخلوع صالح، ومن ضمن القائمة محافظة تعز وأبناؤها، الذين لعبوا دوراً مهماً في ثورة الحادي عشر من فبراير، ويدفعون الثمن ليس فقط في مدينتهم تعز بل أيضاً في عدن حيث يتم استهدافهم على الهوية بالطرد والترحيل ومصادرة الممتلكات. "

ويختتم التميمي مقاله بالتأكيد على أن البناء الهش للنخبة السياسية الجنوبية، لا تسمح في هذه المرحلة ببناء شراكة سياسة مع التحالف العربي، يمكن أن تنطوي على أهداف بهذا القدر من الخطورة، فالتناقضات داخل المجتمع الجنوبي لا تُحتمل ولا يمكن الرهان عليها، ودعاوى فك الارتباط هي فقط التي تُبقي على هذا البناء الهش لدواعي تكتيكية، ولكنه سرعان ما سينهار إذا تحقق هدف فك الارتباط، اليوم أو في المستقبل.


للاشتراك في قناة مأرب برس على التلجرام. إضغط على اشتراك بعد فتح الرابط            
       
 
https://telegram.me/marebpress  1