هذا هو ما أرعب الحوثيين، وهذا هو سبب رفضهم فك الحصار عن تعز "تفاصيل"

السبت 16 يناير-كانون الثاني 2016 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 8404

ذكرت مصادر محلية ان قوات المقاومة والجيش الوطني تحقق تقدما يوميا نحو العاصمة صنعاء وان كانت بطيئة، فيما تقوم ميليشيا الحوثي والمخلوع علي صالح بالانتقام من ذلك بتكثيف قصفها العشوائي على المدنيين في محافظة تعز بشكل هستيري.

وقالت لـ(القدس العربي) «الحوثيون يشعرون بالرعب من التقدم اليومي في محيط العاصمة صنعاء والاقتراب نحو معقل زعيم الحوثيين في محافظة صعدة، عبر فتح القوات الحكومية والمقاومة لجبهات جديدة والاستيلاء على بعض المواقع في منطقة البقع الاستراتيجية بصعده».

وأوضحت أن التقدم العسكري لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي باتجاه العاصمة صنعاء، والبدء في محاصرة محافظة صعدة عبر العديد من المحاور العسكرية، وفي مقدمتها محاور محافظتي الجوف وحجة المحاذية لها وهو ما دفع المتمردين الحوثيين وقوات المخلوع علي صالح إلى ممارسة الضغط العسكري عبر تصعيد القصف المدفعي والصاروخي على مدينة تعز بشكل هستيري، والتي يدفع المدنيون فيها الثمن غاليا من الضحايا والمعاناة اليومية في ظل الحصار المفروض عليها من قبل الحوثيين منذ تسعة أشهر بالاضافة إلى القصف العنيف للأحياء السكنية.

وأصيب سكان مدينة تعز بخيبة أمل كبيرة جراء عودة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد من صنعاء دون أن يحقق نتائج ملموسة في مشاوراته مع الحوثيين وصالح وفي مقدمتها قضية فك الحصار عن مدينة تعز والافراج عن المعتقلين السياسيين والعسكريين.

وفسّر العديد من المراقبين قيام قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية بإسقاط شحنات جوية عبر المروحيات العسكرية من العلاجات والمستلزمات الطبية إلى مدينة تعز قبل ثلاثة أيام بأنه جاء نتيجة لليأس من استجابة الحوثيين وصالح للنداءات الانسانية المحلية والاقليمية والدولية ولمساعي الأمم المتحدة لفك الحصار عن تعز.

وذكروا أن إرسال هذه الشحنات العاجلة من الأدوية لانقاذ مدينة تعز المحاصرة من المواد الغذائية والأدوية ومن كافة الخدمات منذ 9 أشهر وأن هذه الخطوة من قوات التحالف ربما تعطي مؤشرا بأن موضوع الحصار على تعز قد يطول، كما أن العمليات العسكرية لتحريرها لن تكون قريبة، حيث لا زالت مدينة تعز ليست ضمن الأولوية الراهنة لقوات التحالف العربي في اليمن.

وقال مصدر في إحدى المنظمات الانسانية العاملة في اليمن لـ(القدس العربي) ان الحوثيين يراهنون على مواصلة الحصار على تعز في ممارسة الضغط الانساني الدولي على دول التحالف من أجل إجبارها على الوقف النهائي للقصف الجوي على مواقعهم في المحافظات الشمالية وأنه كلما زادت الحالة الانسانية سوءا في تعز كلما ارتفعت وتيرة هذه الضغوط بحيث يتم في الأخير مقايضة رفع الحصار الحوثي على تعز بوقف الضربات الجوية عليهم.

وأرجع أسباب عدم استجابة الحوثيين وصالح لكافة النداءات لفك الحصار عن تعز إلى «أنهم يعتبرونها ورقة الضغط الرابحة التي سيحققون من خلالها العديد من الأهداف في وقت واحد»، دون أن يحدد هذه الأهداف لكن مصادر أخرى أكدت أن من ضمن أهدافهم الانتقام من أبناء تعز الذين تزعموا ثورة الربيع العربي في اليمن في 2011 وأطاحوا بالرئيس السابق علي صالح، بالاضافة إلى أنهم كانوا ضمن المحافظات التي أعلنت وقوفها في وجه التمدد الحوثي جنوبا.