تحقق المقاومة الشعبية في مختلف أرجاء اليمن يوماً بعد يوم المزيد من الانتصارات، سواءً على الأرض أو من خلال العمليات النوعية. وكان آخر تلك العمليات قبل أيام، تمكن المقاومة الشعبية في محافظة لحج جنوبي اليمن من اعتقال قيادي حوثي كبير وصف بـ«الصيد الثمين» لاعتبارات عدة. وتشير مصادر في المقاومة اليمنية إلى أن وقوع القيادي الحوثي محمد كوكبان شرف الدين في يد الشرعية انتصار مهم وذو مغزى كبير.

وتؤكد أن كوكبان صديق شخصي مقرب ليحيى محمد عبدالله صالح نجل شقيق المخلوع علي عبدالله صالح وشريكه، كما أنه يعد ذراعه اليمنى في أنشطته التجارية، وشغل منصب مدير «وكالة سمر للسياحة» المملوكة ليحيى صالح، ويمتلك «وكالة كوكبان للسفريات». وتلفت المصادر إلى أن كوكبان تولى منصب حكومي رفيع هو مدير واجبات أمانة صنعاء، وهو وكيل للشركة الأميركية التي حصلت على امتياز طباعة جواز السفر اليمني.

صيد ثمين

وتكشف أنه في الآونة الأخيرة، اتجه كوكبان لتجارة الأسلحة لصالح ميليشيات الحوثيين الانقلابية، ويعد واحداً من قلة يتولون إدارة الشؤون المالية للحوثيين بشكل عام، ويتفرد بذلك المنصب في أمانة العاصمة، ويمتلك قوائم الداعمين للحوثيين والمتبرعين، وهو مسؤول أيضاً عن قطاع رجال الأعمال.

وتتوقع مصادر في المقاومة اليمنية أن يؤدي اعتقال كوكبان إلى الكشف عن الكثير من الأسرار المالية والاقتصادية للمخلوع وجماعة الحوثيين على السواء، مؤكدة أنه «صيد ثمين» يمكن الاستفادة منه في كشف أماكن استثمارات المخلوع ومعرفة الحسابات البنكية الخاصة به، تمهيداً لاستعادتها.

وتقول مصادر داخل حزب المؤتمر الشعبي العام إن كوكبان هو «همزة الوصل بين الحوثيين والمخلوع في ما يتعلق بعمليات التسليح وإشرافه على استثمارات ومصالح حزب الله اللبناني في اليمن».

صديق العائلة

وأشار المركز الإعلامي للمقاومة في لحج إلى أن كوكبان هو صديق شخصي مقرب لنجل شقيق المخلوع، مؤكدة ضرورة التنبه إلى خطورته وضرورة الاحتفاظ به، وعدم إطلاق سراحه حتى يدلي بمعلومات كاملة ومهمة عن الحوثيين.

ووصفت مصادر أخرى في المقاومة كوكبان بأنه «أخطر القيادات الحوثية المعنية بتمويل تحركات الجماعة وجمع الأموال من التجار والمتبرعين، وكذلك تلقي الأموال من الخارج لصالح الجماعة».

وتشير إلى أنه المسؤول المالي لجماعة الحوثي في صنعاء، فضلاً عن كونه أحد تجار السلاح، في حين أفادت مصادر أخرى أنه يرعى استثمارات ومصالح حزب الله اللبناني في اليمن، والتي منها المستشفى اللبناني في صنعاء. وأوضحت المصادر أنه وخلال التحقيقات التي أجرتها المقاومة مع القيادي الحوثي، اعترف الأخير بالتجار والشخصيات الداعمة للانقلابيين في أمانة صنعاء ومناطق أخرى.

وكانت قيادات ميدانية في المقاومة الشعبية أشارت إلى أنه تم فتح تحقيق مع كوكبان فور إيقافه، حيث أدلى باعترافات مثيرة عن التجار والشخصيات الداعمة للحوثيين بأمانة العاصمة ومناطق أخرى.