آخر الاخبار

صنعاء..مليشيات الحوثي تعتقل أحد أبرز خبراء الجودة والمقاييس على خلفية فضح قيادات حوثية بارزة اللواء سلطان العرادة : مارب تدعم كهرباء عدن منذ سنوات لانها عاصمة الدولة.. ويكشف عن خفايا مشاكل المحطه الغازية عاجل.. المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار في غزة.. حماس تحسم موقفها نشطاء حوثيون ساندوا الجماعة عند اقتحام صنعاء :ضحكنا على أنفسنا عاماً بعد عام ولم نجد غير الظلم والكذب وقلة الحياء والمناطقية تتبجح أكثر الارياني: التعاون بين الحوثيين والقاعدة يتم بدعم إيراني ويهدف إلى إضعاف الدولة اليمنية وتوسيع نطاق الفوضى الرحالة اليمني يناشد السلطات السعودية بمنحة ترخيص لاستئناف رحلته إلى مكة المكرمة. المجلس العربي: إغلاق مكتب الجزيرة بفلسطين يهدف الى التغطية على الفظاعات المقبلة التي قررت حكومة نتنياهو الاقدام عليها  ‏توكل كرمان: اختيار إغلاق قناة الجزيرة في اليوم العالمي لحرية الصحافة صفعة في وجه الصحافة .. وبلا قيود بالتحقيق الفوري في جرائم الاحتلال تحرك سعودي وبريطاني لدعم الصومال عبر منظمة دولية أردوغان: تركيا سخرت جميع إمكانياتها لضمان محاسبة القتلة وقد رفعنا المستوى التجاري والدبلوماسي للضغط على إسرائيل

ميليشيات الحوثي تجعل الحصول على اسطوانة الغاز حلما بعيد المنال

الخميس 07 مايو 2015 الساعة 10 مساءً / مأرب برس - GYFM
عدد القراءات 4458

حاول عبدالرحمن إرسال أسطوانة غاز من صنعاء إلى محافظة إب لزوجته الحامل التي نزحت مع أمها قبل شهر تقريبا لكن شركة راحة رفضت توصيل الاسطوانة ومع ذلك يتبادل الأقارب اسطوانات الغاز من محافظة إلى أخرى كهدايا لا تقدر بثمن، وينتقل البعض من محافظة إلى أخرى ليحصل على اسطوانة الغاز بناء على اتصال تلقاه من قريب يفيد توفر المادة في المحطات.

كما انتعشت سوق الفحم والحطب في معظم المحافظات اليمنية إثر الأزمة الحادة التي طالت مادة الغاز المنزلي، حيث فرضت الضرورة على أغلب الأسر اليمنية في الريف وبعضها في المدن العودة إلى الطريقة التقليدية في الطهي وإعداد الأكل.

فرحلة البحث عن اسطوانة الغاز أصبحت أمرا مضنيا وغير مضمون النتائج، وقد تستغرق العملية أكثر من أسبوعين وقد تستغرق أكثر.. فتحول الكثير من وسائل المواصلات للعمل بالغاز شكل عبئا إضافيا قضى على الفرص الضئيلة لأهالي أمانة العاصمة في الحصول على الغاز كما ساهم في رفع سعر الأسطوانة من ما يوازي 13 دولار إلى 35 دولار تقريبا أي ثلاثة أضعاف في السوق السوداء ومع ذلك تظل معدومة.

تتزاحم وسائل المواصلات إلى جوار الأهالي أمام محطات تعبئة الغاز الموزعة في الأحياء وتستمر طوابير الانتظار أسابيع دون أن تصل قطرة غاز واحدة ويتكرر مشهد الطوابير الطويلة للأهالي أمام محلات بيع أسطوانات الغاز إذ يتناوب الأطفال في الأسرة الواحدة على الوقوف في طوابير الانتظار حسب العمر والجهد.

ويتذكر المواطنون الذريعة التي ساقتها الميليشيات الحوثية حينما حاصرت أمانة العاصمة بأن هدفها تخفيض أسعار المشتقات النفطية وتخفيف العبء على ذوي الدخل المحدود والحد من الفساد وهو ما لم يحدث على الإطلاق، فبعد اجتياح تلك الميلشيات للعاصمة عمدت إلى إسقاط الحكومة وتعطيل مؤسسات الدولة والاستيلاء على المعسكرات وواصلت اجتياحها للمحافظات الواحدة تلو الأخرى مخلفة وراءها دمارا هائلا في الأرواح والممتلكات وأزمات خانقة ومستفحلة على كافة المستويات إلى القدر الذي جعل الحصول على اسطوانة الغاز حلما بعيد المنال.

خطب زعيم الميليشيات كثيرا ولوح بيديه أكثر وهدد وتوعد الحكومة التي لا تراعي مصالح مواطنيها، رفع نبرة صوته وأخفضها وقطب حاجبيه وأعلن عن مراحل لإسقاط (الجرعة) لكن الذي سقط في النهاية هو الشعب اليمني.

وخاطب زعيم الحوثيين اليمنيين ب(شعبي العزيز) ووعدهم بأنه سيحل كافة مشاكلهم وسيجعل حياتهم نعيما مقيما، وحين تمكن من عنق الدولة نكل بكل من عارضه أو رفع صوته في وجهه حيث أعمل آلة البطش والفتك فيهم فدمر المنازل واحتل بعضها واجتاح البوادي والمدن وأصبح شعبه العزيز مجرد (دواعش وتكفيريين) لا يستحقون الحياة.

لقد أصبح مألوفا مشهد النساء وهن يتجولن في أحياء أمانة العاصمة يحملن على رؤوسهن حزم الأخشاب الجافة لاستخدامها كبديل لمادة الغاز المنزلي للحصول على وجبة مكونة من الخبز الجاف والشاي، فلا تتمكن أغلب الأسر من شراء وجباتها من المطاعم كما أن عددا من المخابز أغلقت أبوابها وما تبقى مهدد بالإغلاق.

نسيت الميليشيات أنها احتلت مقر الرئيس وكراسي الوزراء وبدلا من الاهتمام بتوفير متطلبات واحتياجات المواطنين واصلت مهمتها في تخفيض أعداد اليمنيين، والذي لم تناله حروبها المباشرة تقضي عليه مخلفاتها.

وفي هذا الوضع المأساوي عينت الميليشيات مندوبين في الأحياء والحارات يسجلون أسماء الأسر ويتولون توزيع اسطوانات الغاز، وحولت ما هو حق إلى منحة توزع على المنتمين والموالين للجماعة بانتقائية وتشتري بها مواقف آخرين بينما تحرم منها من يعارضها، بل تحولت لدى البعض إلى مصدر للكسب الحرام.

هذا السلوك دفع غالبية الشعب للترحم على الحكومات السابقة، فالشوارع ووسائل النقل والمقايل تحولت إلى ما يشبه الأندية تتداول النكات وتسخر من الوعود الحوثية التي تحولت إلى رماد تنثره الرياح في عيون المخدوعين.

تتخلد الأزمات في وعي الشعوب وتتحول بمرور الزمن إلى ذكرى يؤرخ بها، فالكثير من الأمهات اليمنيات أرخن لميلاد أبنائهن بذكرى أزمات، فتقول له على سبيل المثال ولدت في عام مقتل الحمدي، وعلى هذا المنوال ستتذكر الكثير من الأسر (عام الحوثي) كذكرى مؤلمة وغير مرغوبة لدى الأجيال التي عاصرتها وسترويها للأجيال القادمة كذكرى حصار السبعين.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن