في تكرار للسيناريو الذي بدأت أولى حلقاته في محافظة أبين, جنوب اليمن, أواخر مايو الماضي, قدم عدد من المسلحين إلى محافظة لحج, الجنوبية أيضاً؛ ليبدءوا, من الليلة الماضية, بتنفيذ ما أوكل إليهم.

المعلومات تتحدث أن ما لا يقل عن 20 مسلحاً, والرقم ما بين أن يكون أكثر أو أقل, حاولوا اقتحام مقرات الأمن والبنك المركزي في مدينة الحوطة, الشبيهة بمدينة زنجبار, ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بينهم وبين حراس المنشآت الحكومية, أسفرت عن مقتل جندي أمام البنك المركزي, إضافة إلى جرح جنديين في إدارة أمن الحوطة, فيما لم تتحدث الأنباء عن وقوع إصابات بين أوساط المسلحين.

ومن منتصف الليلة الماضية حتى الثامنة صباحاً, لم تتوقف علمية إطلاق الرصاص وقذائف الـ آ ربي جي, التي أطلقت تجاه جنود أمنيين, فيما أطلق جزء منها في الهواء.

الأهالي هناك يتحدثون عن وقوع عدد من الانفجارات, منتصف الليل وحتى الصباح, ما أدى إلى نزوح عدد من الأسر إلى خارج عاصمة المحافظة.

شاهد عيان, وسط مدينة الحوطة, تحدث لـ"مأرب برس" أن إطلاق النار والانفجارات التي دوّت المدينة, وأقضت أمن الأهالي, هي الأولى من نوعها, مشيراً إلى أن إطلاق النار كان كثيفاً للغاية.

وأضاف أن المسلحين كانوا يرتدون بنطلونات قصيرة, تُعرف باسم "برمودا", فيما كانت شعورهم تغطي أكتافهم, وكانوا مدججين بالأسلحة والمتفجرات ومنها قذائف الـ آ ربي جي. وقال إن من بينهم جنسيات أجنبية عُرِفت من خلال التحدث بلغاتها غير المفهومة.

شاهد آخر أكد لـ"مأرب برس" أن المسلحين قبل انسحابهم بعيد الساعة الثامنة على متن سيارات فارهة, كانوا يجولون الشارع الرئيسي في مدينة الحوطة في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء, دون أن تحرك الأجهزة الأمنية أي ساكن.

وأفادت مصادر مطلعة لـ"مأرب برس" أن المسلحين دخلوا محافظة لحج ليلا وقاموا بمهاجمة إحدى النقاط التابعة للأمن المركزي, فيما هاجموا مقرات الأمن السياسي وشرطة النجدة والأمن العام بعاصمة المحافظة, إضافة إلى مبنى البنك المركزي والمجمع القضائي.

وتأتي هذه الخطوة التصعيدية إلى محاولة إقحام محافظة لحج في ذات السيناريو الدائر في محافظة أبين, وكلاهما محافظات جنوبية, في حين كانت معلومات قد تحدثت عن وجود ترتيبات لتسليم محافظة لحج للجماعات المسلحة، على غرار ما حصل في محافظة أبين.

وعلى ذات الصعيد, قالت مصادر خاصة لـ"مأرب برس", في وقت سابق, إن محافظ محافظة لحج، أحمد عبد الله المجيدي، معتكف في منزله منذ ستة أيام، لأسباب غير واضحة، فيما أكدت مصادر أخرى أن اعتكاف المحافظ جاء على خلفية ضغوطات يتعرض لها لتسليم المحافظة لجماعات مسلحة.

وكانت محافظة لحج قد استقبلت خلال الأسبوعين الماضيين آلاف الأسر النازحة من جارتها أبين؛ جراء الأحداث الجارية هناك.

ويبدو أن محافظات جنوبية, منها لحج وشبوة وعدن وحضرموت, في طريقها لذات الخطة التي تجري رحاها في محافظة أبين منذ أكثر من أسبوعين, والتي أدت إلى قتل وجرح العشرات, ونزوح آلاف الأسر؛ وذلك لتنفيذ أجندات سياسية تحت مبرر محاربة ما يسمى "تنظيم القاعدة" و"الإرهاب".

*الصورة لـ"مدينة الحوطة", لحج.