أطراف يمنية تنتقد الضغوط الغربية على وفد الشرعية تو حذر من تقديم تنازلات للانقلابيين

الأحد 22 مايو 2016 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس - الشرق الاوسط
عدد القراءات 1778

بعد مرور شهر على بدء مشاورات السلام اليمنية – اليمنية في دولة الكويت برعاية الأمم المتحدة، ومع فشل المشاورات، حتى اللحظة، في تجاوز الأسس الرئيسية للتفاوض والمتعلقة بجدول الأعمال والإطار العام، وعدم تثبيت أي من التفاهمات التي تم التوصل إليها، تزايدت الأصوات اليمنية المنادية لوفد الحكومة اليمنية الشرعية بالانسحاب ومغادرة الكويت، وبخاصة بعد أن بدأت تتكشف بعض المعلومات بخصوص وجود ضغوط تمارسها بعض الأطراف الدولية على وفد الحكومية، حيث تعبر الأوساط اليمنية المؤيدة للشرعية من أن تؤدي هذه الضغوط إلى تقديم «تنازلات» فيما يتعلق بـ«الثوابت».

وقال محمد مقبل الحميري، عضو مجلس النواب اليمني (البرلمان)، والمتحدث باسم المقاومة الشعبية في محافظة تعز: «إن أي حوار مع هؤلاء الانقلابيين السلاليين (الحوثيين)، رغم أنه مضيعة للوقت، فإنه يعطيهم متسعا من الوقت، وهم أناس لا شرعية لهم»، وأن مشاورات الكويت أتاحت الفرصة لهم في أن «يلتقوا بالسفراء ومسؤولين كبار، بعد أن كانوا معزولين، وبالتالي أتيحت لهم الفرصة لأن يشعروا بقيمتهم وهم لا قيمة لهم دستورية أو قانونية، وليست لهم شرعية، بدلا أن يأتوا صاغرين، جاءوا متغطرسين لأنهم شعروا بأنهم مدللون، وبخاصة من بعض الدول الراعية، التي تدعي أنها تحترم السيادات، لكنها باتت تدللهم وتمارس الضغط على الوفد الحكومي، وعلى دول الإقليم».

وأكد الحميري، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، ضرورة أن «يوضع حد لهذه المهزلة (المشاورات)؛ لأنه مصير شعب، ولو تنازل وفد الشرعية قيد أنملة، سوف تكون هناك مترتبات خطيرة، رغم أنهم تنازلوا كثيرا في الأمور المسموح بها، لكن لا يمكن التنازل عن الثوابت والقرار (2216 ،«(مشددا على ضرورة «تطبيقه تطبيقا لا يحتمل اللبس أو (اللف أو الدوران)، من خلال تسليم الميليشيات للأسلحة الثقيلة والمتوسطة، والانسحاب من مؤسسات الدولة وتطبيق مخرجات الحوار الوطني الشامل».

وأشار الحميري إلى أن «الانقلابيين يحاولون حشر أنوفهم في الشرعية ليكسبوا واحدا في المائة منها، وفيما هم يبسطون أيديهم على بعض الأرض، سيتمكنون من سحب بقية الـ99 في المائة»، وأضاف: «لذلك نحذر وفد الحكومة ونقول لهم إن عليهم التنبه للمرونة التي تبدونها رضوخا لضغط العالم، فإن تمكنوا منكم فسوف تخسرون كل شيء، فلا مرونة على حساب وطن ومستقبل، وأي تنازل في هذه المشاورات سوف يكون خيانة للوطن والدماء وللشرعية وللمواطنة المتساوية وسوف يكون انتصارا للسلالية والظلم وللمشروع الفارسي على المشروع العربي».

وردا على سؤال حول الدور الذي تلعبه بعض اللوبيات في الغرب لدعم المتمردين الانقلابيين، قال النائب الحميري لـ«الشرق الأوسط»: إن «اللوبي الإيراني في بعض الدول الغربية يقوم بذلك بشكل كبير»، إضافة إلى أن بعض الأطراف لم تجد أرخص من هذه الفئات (الانقلابيين)، عمالة وانبطاحا، ورغم أن شعارها (الموت

لإسرائيل.. الموت لأميركا)، فلم يسمع أحد باسم جماعة شيعية واحدة صنفت إرهابية، رغم الحروب التي يخوضونها ويقتلون عشرات الآلاف من البشر». وشدد الحميري على أن وفد الشرعية يتعرض لضغوط غربية، وأضاف مخاطبا هذه الدول التي لم يسمها: «أنتم ترفعون شعار الديمقراطية، فكونوا بقدر هذا الشعار وانظروا إلى الانقلابيين كيف يفعلون في اليمن، قتلوا عشرات الآلاف، وشردوا مئات الآلاف من اليمنيين وأحرقوا مدنا، فلا يليق بتاريخكم وبحضارتكم التي قامت على العدل والمساواة واحترام الإنسان، أن يفقد

من خلال ممارسة بعض السياسيين الغربيين تجاه اليمن؛ فهو لا يتناسب مع شعاراتهم». وخلال الأيام القليلة الماضية، وبعد أن تكشفت مراوغات وفد الانقلابيين في المشاورات، دعت مقاومتا صنعاء وتعز وفد الحكومة اليمنية إلى الانسحاب ومغادرة الكويت، وبخاصة في ظل عدم وجود أي تقدم يذكر على صعيد القضايا التي يفترض أن تتم مناقشتها طوال شهر كامل، وفي ظل استمرار خروقات الميليشيات الحوثية في مختلف جبهات القتال لهدنة وقف إطلاق النار.