الاثاث التركي يغزو العالم.. تركيا تجني ارباح مليارية من صناعة الأثاث أسطول الحرية ... يتراجع أمام العراقيل الإسرائيلية ويعلن تأجيل انطلاقه مباحثات عمانية - أميركية لإنهاء التوتر في البحر الأحمر و مناقشة خارطة السلام باليمن نتنياهو يضرب بعرض الحائط بقرارات محكمة الجنائيات الدولية إردوغان يغلي فجأة زيارته للبيت الأبيض بحضور أبناء الشيخ الزنداني. محافظة مأرب تقيم مجلس عزاء في فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية.. وسلطان العرادة وقيادة السلطة المحلية في مقدمة مقدمي العزاء حتى لا تقعون ضحية.. تحذير عاجل من وزارة الحج السعودية افتتاح أول مكتب لصندوق النقد الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هنية ومشعل.. شاهد قيادات حركة حماس تحضر مجلس عزاء الشيخ عبدالمجيد الزنداني إعلان جديد للقيادة المركزية الأمريكية: صاروخ باليستي حوثي باتجاه خليج عدن وهذا ما حدث
لقد هالني الهجوم الذي تعرضت له مقدمة برنامج شؤون البلد حول ما قاله ضيفها علي البكالي من أن الحراك الإنفصالي المرتبط بإيران أصولهم هندية أو صومالية تعالوا معاً نناقش الموضوع بحجمه الطبيعي دون استغلال وتوظيف سياسي .
بداية علينا الإقرار بالمسلمات الأتية:
الأولى: بأن العنصرية ليست من دين الله ولا من القيم الإنسانية وجريمة يعاقب المحرضين عليها.
الثانية: إن تقسيم ابناء اليمن الى قبائل عربية وأبناء وعدنانية وقحطانية وهذا هندي وذاك صومالي جريمة في حق الوطن والمواطن الإنسان لا تقرها شريعة الإسلام ولا قيم الإنسان .
الثالثة: مواجهة ومهاجمة وتفنيد الأراء والأفكار والمشاريع دون شخصنة وبغرض التصحيح والتصويب والمحاججة القائمة الدليل والبرهان وعلى مبداء (بالتي هي أحسن) أمر مطلوب ومحمود وواجب.
من هذه المسلمات نلج الى موضوعنا وطالما ونحن مسلمون مؤمنون نجد في كتاب الله ومواقف رسول الله مواقف كثيرة ومشابهة لحادثتنا منها نستلهم طبيعة التهم ووسائل المعالجة فبداية نجد أن الله سبحانه ذكر وفند كل الأقوال التي قالها الإنسان عليه سبحانه من أنه ثالث ثلاثة وسجل لنا اعتراض ابليس على أمره ومحاججته قرآن يُتْلَى وعبرة للناس كما أنه سبحانه ذكر في كتابه كل الأقوال والتهم التي قيلت عن رسله وأنبيائه وأتهموا بالسحر والجنون ومنها على سبيل المثال حادثة الإفك عن زوج رسولنا العظيم عليه الصلاة والسلام السيدة عائشة رضي الله عنها، فلم يقم عليه الصلاة والسلام وهو رأس الدولة والرسول والنبي بفتح السجون والمعتقلات والتعذيب وشن الحملات حتى أتت حجة الله البالغة تبريئة لسيدتنا عائشة رضي الله عنها.
من هذه الأمثلة التي هي مدونة في كتابنا عبرة لنا بالتعامل مع هكذا أحداث ، وعطفاً على موضوعنا كان يجب مواجهة الموقف بأسلوب أكثر حضارية ورقي يمثل ثقافة المستقبل ثقافة الدولة الإتحادية التي نسعى لأرسائها والتي تُمثل المواطنة المتساوية لجميع ابنائها وذالك بمواجهة البكالي بتفنيد حججه وما قاله بأن يستظيف البرنامج شخص يفند حججه وبراهينه أو إقامة دعوى قضائية اذا كان في الأمر مخالفة قانونية ما.
فهو لم يهاجم الجنوب كجنوب ولا المواطن الجنوبي كمواطن جنوبي وإنما تحدث عن الحراك الإنفصالي المرتبط بالمشروع الإيراني وهو هنا حكمه حكم الإنقلابيون في الشمال الحوثي والرئيس السابق ومليشياتهم وجيوشهم وأنصارهم وهذا أمر يخضع للرأي والرأي الأخر ويعالج بضوابطه الإعلامية والقانونية فالأخطاء هنا واردة والشيئ بالشيئ يذكر حيث هناك الكثير من البرامج والمذيعين والمحللين يهاجمون حملة المشروع الحوثي والإنقلابيين بأنهم فرس وليسوا يمنيون وعدنانيون الخ دون ان تقوم الدنيا وتقعد.
إن ما حدث هو توظيف سياسي للحدث بامتياز حيث طالت الردود المنفعلة الحدث ووصلت الى القناة ومديرها ووزارة الأعلام والشمال كل الشمال مصيبتنا ادعاء البعض من أنهم أنصار الله أو أخيار الله.
العنصرية جريمة والتوظيف السياسي لها جريمة اكبر.
إننا ندمر نسيجنا الإجتماعي بمثل هذه الأفعال والأقوال ركزوا على مهاجمة الأفكار فهي التي تصنع ثقافة الإنسان وتجعل منه خَيّراً أو شريراً فالإنسان المؤمن بفكر خاطيئ يمكنه تركه اذا وجد الحجة والجدال بالتي هي أحسن والقول اللين هذه ثقافة ديننا التي يجب استعادتها لنصنع مستقبل الأنسان بمنهج دين الرحمن لا دين الشيطان الذي يؤجج العداوة والبغضاء بين الناس.
وأختم بقول رسول الله عليه الصلاة والسلام (دعوها فإنها نتنة ) وقوله عليه الصلاة والسلام ( خياركم في الجاهلية خياركم بالإسلام ).