النفط يتراجع لليوم الثالث في ظل زيادة بالمخزونات الأميركية ريال مدريد ينتزع التعادل من معقل بايرن ميونخ في نصف نهائي دوري الأبطال إتفاق تاريخي بين السودان وقطر على إنشاء مصفاة للذهب بالدوحة غزة تُزلزل قيادة جيش الاحتلال.. قيادات كبيرة تستعد للتنحي عن مناصبها هذه أبرز الأسماء بيع محمد صلاح ضمن 4 خيارات أمام ليفربول لحسم مستقبل الفرعون المصري اختبار جديد يكشف عن السرطان خلال دقائق قيادي حوثي يتحدث عن جولة مفاوضات جديدة مع الحكومة الشرعية أوّل حكم على ترامب في قضية الممثلة الإباحية.. كم سيدفع؟ مؤسسة رصد لحقوق الإنسان تطلق أول تقرير حقوقي وفيلم وثائقي يوثقان جرائم اغتصاب الأطفال في اليمن الاعلان عن دعم أمريكي لـ صنعاء
لطالما حاولت الهروب من فكرة المذهبية والطائفية المقيتة , وكُنت أٌفاخر بأن ثورتنا إستطاعت أن تُذيب الفوارق المذهبية و الطائفية بين أبناء هذا الشعب الذي رزح رِدحاً طويلاً من القرون تحت أُتون التمترس المذهبي , ولطالما عانى أبنائه من و يلات و ظُلم و ظلامية القوى الطائفية .
جاء ظهور الإصلاح كحزب بتركيبته العجائبية – كحزب ديني مزدوج المذهب , يجمع بين الإخوان ( السُنة ) وبين القبيلة ( الزيدية ) و بعض الهاشمين – تنفيذاً لمصلحة مُشتركة في ذلك الوقت تمثلت في مُجابهة المد اليساري الذي مثلة الحزب الإشتراكي القادم من الجنوب , إلا أن هذه التركيبة العجائبية تُعتبر إيجابية في جزيئة , كونها أوجدت يمين مُتصالح غير مُتطرف مذهبياً ( على خلاف التطرف الإيديولوجي العقائدي ) فالتطرف المذهبي يُهدد وحدة النسيج الإجتماعي و هو أخطر تهديد لأي مُجتمع متنوع المذاهب , .
شئنا أم أبينا حكمتنا ثقافة المذهبية الضمنية التي تتبلور في أذهان الشارع بأن التجمع اليمني للإصلاح هو الممُثل الأقوى و الأكبر لفريق السُنة ( الشافعية) في مُقابل الحوثيون- أنصار الله - الذي أصبح قلب الفريق الآخر (الزيدية الهاشمية) سِواءً كان يختلف في الأدبيات أو يتفق مع المذهب الزيدي .
والواقع الذي أراه أن الفريق الثاني ( أنصار الله ) يتفوق على الفريق الأول ( السُني) من حيث تضافر مٌعظم إن لم يكن كافة الهاشميين من أبناء المذهب الزيدي و إلتفافهم حوله بصفته المكون السياسي الأقدر على الحفاظ على مصالح الطائفة في مُقابل التمدد و التوسع السُني و الكثافة العددية للشوافع عموماً , وخصوصاً بعد تولي الحكم و لأول مرة منذُ قرون حاكم من الفريق الأول و خروجه من السياق المناطقي و المذهبي لحُكام اليمن مُنذُ عام 897م عندما أصبح يحيى بن الحسين أول إمام زيدي ( الذي كان مقره صعدة ) .
في ظِل تنامي المخاوف المفهومة للفريق الثاني من فقدانه مصالحه الغير مشروعه الناجم عن إستئثاره بالحكم طِوال تلك الفترة , يبرز الإصلاح كحزب كما أسلفنا هو المُقابل المذهبي لأنصار الله , مع إختلاف جوهري , هو أن الإصلاح مكون سياسي محسوب على السُنة و يُمارس دور خِلافي و عُنصر خِلاف داخل الوسط الشافعي (السُني) الفريق الأول الأكثر تنوعاً فكرياً و ثقافياً و سياسياً .
إلا أن مجيئ المُشترك كيفما جاء ولظروفه , إلا أنهُ مثل نوعاً ما حالة من تصالح بين الإصلاح و محيطة المُفترض الذي يُعبر عن هويته المذهبية , و أصبح المُشترك حاضن إمتزجت فيه الغالبية العُظمى من الأطياف السياسية ذات الجماهيرية الشافعية صاحبة المظلمة التأريخية المُستمرة إلى جانب الزيدية الحقيقية المُعتدلة المُكبلة بالهادويين الدُخلاء على اليمن و على المذهب الزيدي , و تشكلت الجبهة السياسية الأقوى في تأريخ اليمن المُعاصر , التي إستطاعت في نهاية المطاف التخلص من الطاغية , بعد أن أفقدته أهم عُنصر من عناصر تربعه على العرش , و تلك هي حالة الإنقسام السياسي الإيديولجي تارةً و المذهبي تارةً أُخرى .
لذلك بتنا نفهم و نعي الآن خطر الحوثية (أنصار الله ) على اللقاء المُشترك , ليس لأنه مكون سياسي فحسب , بل لأنه يُمثل الحصن الحصين لأبناء هذا الشعب , ضد أفكار و أطماع الحوثيين و من لف لفهم من الهاشميين
و سنوجز فيما يلي جُملة من المُؤشرات التي تُدعم هذا الطرح :
•الإصرار الحوثي على دعم إنفصال الجنوب , فهو بذلك سوف يقسم الحاضنة الشعبية للقاء المُشترك إلى قسمين
•الإختراقات التي حققها الحوثييون في صفوف اللقاء المُشترك - إذا جاز هذا التوصيف - و المُتمثل في سحب حزبي الحق و إتحاد القوى الشعبية , اللذان ينتميان إلى ذات التوجه المذهبي , كمقدمة لإنحلالهما في حزب الأُمة .
•إستمالة بعض يسار المُشترك , حيث حقق الحوثييون إختراقات مُهمة تفاوت مابين :
1-حزب البعث العربي الإشتراكي , الذي تميل و تنتمي قيادته المُنصبة من قِبل رأس النظام المخلوع , التي جثمت على صدور البعثيين و جيرت الحزب بصورة مذهبية صرفة .
2-الحزب الإشتراكي اليمني , و نجاح الإختراق هُنا أقل ضرراً , حيث إقتصر الإختراق على مُستوى قيادات حزبية وسطية محدودة العدد و التأثير , و غلب عليها الإرتزاق أكثر من العقائدية .
•إستخدام العناصر الأمنية المغروسة في جسد التجمع اليمني للإصلاح , التي زرعها النظام السابق , لكي يستخدمها الآن بالإشتراك مع بعض اليسار الأنف الذكر في محاولة تأزيم العلاقة بين الإشتراكي و الإصلاح كونهما أكبر عنصرين بل العنصران الأهم في مُعادلة المُشترك .