رجال أرغموا صالح على التوقف
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 6 أيام
الخميس 25 إبريل-نيسان 2013 05:50 م

هذه السطور لن تلقى ترحيبًا من بقايا النظام وفلولهم ولا من أنصار حزب الله وزوار طهران وبطونهم من البطنين؛ لأن فيها تصادماً مع مشروعهم الضيق وطموحاتهم العرجاء في زمن الربيع العربي.

عظمة التاريخ تكمن في عظمة الرجال الذين سطروا ملاحمه ومواقفه, وعظمة التغيير في حياة الرجال العظماء أنهم عملوا على تغيير مساره ونقل الأمة من واقع إلى واقع آخر.

وقبل كل جهد بشري هناك عناية إلهية تبارك تلك الخطوات والجهود عندما تلمس صدق المقصد وحسن النية.

في حين تقابل جهود البغاة والظلمة بالشتات والفشل وتمزيق الشمل وخلخلة الصفوف.

*هناك رجل تفرغت له أبواق الفلول وعجائزهم من الكهنة والمرجفين في قذفه بكل بهتان ورميه بكل نقيصة وهو اللواء علي محسن "قائد الفرقة الأولى مدرع سابقًا، ذلك الرجل الذي انضم للحق وأهله، وجرد نفسه لمعركة النصر حتى آخر لحظة من فصول حياته, لتنجو اليمن من طوفان الدم الذي قال عنه صالح: إنه سيصل إلى الركب, نوايا الإيغال في التصفيات والقتل أمر "أُعدت فصوله وجهزت سيناريوهاته" من قِبل العطشى من صبيان القصر وأتباع السلطان الذين سيطروا على الامتيازات والنفوذ.

وفي لحظات من التداعيات قرر من غرتهم قوة المال والسلاح وظنوا في لحظة غرور من الزمن أنهم "سلاطين الكون وسدنة دار الرئاسة"، لا منازع لهم ولا رقيب عليهم فيما هم فاعلون .

* اللواء علي محسن مهما عوت ذئاب الليل الجائعة سيظل التاريخ يذكره كواحد من أبرز صناع تاريخ اليمن الحديث والمعاصر, ومن أبرز قيادات التغيير الحديث.

*خفايا القصر ومؤامرات أمراء المصالح بدأت تخرج للعلن، وبدأ الحديث عن خبايا نفوس لئيمة لم تكن تخشى إراقة دم أو تصفية أطراف أو تنكيل جماعة سوى الحفاظ على مصالحها, ولم يكن حديث الناشطة المؤتمرية إيمان النشيري، وحديثها أمام صالح وقادة حزب المؤتمر يوم أن قالت وهي تخاطب : "اقتل مليون.. اثنين.. طز فيهم..."، إيمان النشيري لم تتحدث من فراغ، لقد كانت هناك فرق ومليشيات تعمل على ارتكاب مجازر إبادة على غرار ما يجري - حاليا - في سوريا, لكن مواقف الأحرار من قيادات الجيش هي التي أربكت مخططات الظلام.

اليمن نجحت في الخروج من النفق المظلم ليس لحكمة "الزعيم"، كما يدعون وإنما لحكمة الطرف الآخر الذي جعل من يحمل آلة الموت على الشعب ان يحسب ألف حساب لمصيره قبل أن يحدد مصير غيره.

*الأيام، وقريبا، ستكشف عن عظماء من داخل المؤسسة العسكرية، عملت مع الثورة بصمت وبهدوء، وكانت تحركاتهم تصيب "النظام السابق" في مقتل.

هل تساءل أيٌّ منا: لماذا لم يجرؤ نظام صالح في أوج قوته بعيد انضمام علي محسن في أن يطلق طلقة واحدة أو صاروخًا واحدًا ضد مقر الفرقة الأولى مدرع أو قيادة المنطقة الشرقية او المحاور التي انضمت للثورة؛ لأن هناك قيادات عسكرية خلعت عن رقابها الخوف والذل والتحفت ثياب البطولة والتضحية، ورسمت من أجسادها مشاريع شهادة في أية لحظة, هناك قيادات عسكرية أبلغت نظام صالح متوعدة: "لو استخدم الطيران الحربي في قصف مواقع الجيش الموالي للثورة, فإن أول رد من تلك القيادات، التي تنتمي للقوات الجوية، هو إحراق دار الرئاسة بمن فيها, لقد كانت صدمات الأحرار من رجال الجيش تصيب النظام في مقتل، والأيام ستكشف كيف تم التخطيط لإبادة شعب من أجل كرسي تحاول أن تملكه أسرة.