آخر الاخبار

مطار إسطنبول يحقق انجازا دوليا جديدا ويتصدر قائمة مطارات أوروبا عاجل : الإمارات تحذر من منخفض جوي ..  وعاصفة شديدة خلال الايام القادمة مصر تكشف عن خسائر مالية مهولة لإيرادات أهم مضيق بالعالم بسبب توترات البحر الأحمر اجتماع عربي إسلامي بالرياض يطالب بعقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير السلاح إليها الشيخ  محمد بن راشد يعلن بناء أكبر مطار في العالم بكلفة 35 مليار دولار العليمي: ''ندعم جهود اطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن لكن الوصول حاليا الى سلام صعب'' جريمة ''بئر الماء'' في مقبنة تعز وأسماء الفتيات الضحايا.. بيان حقوقي يطالب بردع الحوثيين والتعامل معهم بحزم هيئة كبار العلماء السعودية تنبه إلى ''حالة لا يجوز فيها الحج بل ويأثم فاعله''! أمطار غزيزة في الأثناء مصحوبة بعواصف.. بدء تأثيرات الحالة المدارية التي تضرب محافظات شرق اليمن رغم التطورات في البحر الأحمر.. واردات الوقود والغذاء الواصلة الى ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين ترتفع بنحو 30%

مشيخة الدولة..!
بقلم/ عاصم السادة
نشر منذ: 11 سنة و 3 أشهر و 14 يوماً
السبت 12 يناير-كانون الثاني 2013 07:41 م

تبدو حالة اليمن مختلفة تماماً عن سائر بلدان العالم من حيث مهام الدولة المنوطة بها تجاه افراد الشعب في حماية مواطنيها وفرض هيبتها القانونية والدستورية ومعاقبة المجرمين دون احد سواها ..بيد ان بلادنا ليست الدولة وحدها من تقوم بذلك الدور ولكن ثمة سلطات قبلية وجهوية ومشيخية نافذة مازالت تتدخل في شؤون الدولة وتمارس اختصاصاتها المؤسسية بعلم الدولة وإدراكها اذا لم يكن بتشجيع منها حيث انها -أي السلطات التقليدية- تسجن وتقاضي وتساءل وتعفي وتنفذ الحدود القصاص بحق المواطنين هكذا ونكون في حالة دولة داخل دولة..!

لقد سعت الدولة اليمنية بكل مؤسساتها خلال العقود الثلاثة الماضية الى ترسيخ وتجذير القوى التقليدية بكل الإمكانيات المسخرة لقيام دولة حقيقية الأمر الذي اضعف الى حد ما من حضورها على الواقع الحياتي اذ جعلها سلطة شكلية ليس الا تمارس مهامها وفق أجنده تقليدية لا تمت للقانون والدستور بصله وبالتالي فان تلك القوى كانت وما زالت تسيطر على المشهد اليمني بكل تفاصيله أكان سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً من وراء الستار وهو الامر ذاته الذي افشل ادارة النظام السابق وأنتج عنها الاحتقانات في كل أنحاء المعمورة..

والحقيقة ان بقاء وضع البلد هكذا يسير على هذا النحو تحت مظلة العرف التقليدي ذو الرؤية الرجعية سيشكل أخطار مستقبلية على المجتمع برمته ولعل ما يحدث اليوم من صراعات وأزمات سياسية لاشك انها تراكمات منذ قيام الثورة اليمنية حتى الآن بفعل تلك القوى التي غيبت مشروع الدولة لصالح مصالحها الشخصية..

اليوم لم يعد المواطن يضع للدولة أي اعتبار ولا هيبة بل لا يثق بها لأنه يرى ان قوة شيخ قبيلته اقوى وانفذ منها فهو يمتلك السجون الخاصة ويقضي ويصدر الأحكام القضائية بين الناس ولديه والرجال والعتاد والسلاح التي تمكنه من مواجهة الدولة وبهكذا يصبح الشيخ دولة بحد ذاته..

فلم نر ونسمع قط ان الدولة إذا لجأت لها لتنصف لك من مظلمة قد حلت بك من شخص ما تحولك الى شيخ قبيلتك للنظر في القضية وحل النزاع عرفياً بينكما بدلاً عن القانون الذي شرع لنحتكم اليه جميعاً سوى في بلادنا ..وبالتالي أصبح الشيخ في هذه البلاد هو كل شيء اما الدولة فليست سوى سلطه تابعة لنافذين بل وتمتثل لأمره..!

وبرغم الحديث المتردد عن تأسيس الدولة المدنية في الوقت الحاضر الا ان ذلك بعيد كون الدولة لا تزال تستمد قوتها من القبيلة وتدين لها بالولاء. لذا ماذا ننتظر من دولة تستنجد بالقبيلة لحل المشكلات العالقة بينها وقبيلة أخرى او متمرد او مخرب ..؟!

وإذا كانت مؤسسات الدولة وأجهزتها لا تعي مفهوم الدولة ولا تعول بتطبيق القوانين فكيف نرجو من المواطن العادي الانضباط والانقياد له أصلاً..؟

وكل هذا بكوم والجنوب اليمني بكوم اخر ولاسيما عدن الذي يضرب المثل فيها كمجتمع يمثل المدنية بأروع صورها وتعتبر خالية من ثقافة المشيخ صار لديها اليوم مشائخ وبهذا تكون العدوى قد انتقلت من أقصى الشمال اليمني الى جنوبه ..!

على كل حال يتوجب علينا جميعاً تجاه ذلك هو استعادة كيان الدولة الحقيقية وسلطتها وهيبتها ونظامها المختطفة لدى تلك القوى التقليدية ورد اعتبارها وتعزيز نفوذها فمن العيب ان نظل هكذا وطناً وشعباً مرتهنان لإرادة أشخاص لا يفقهون في شيء من أمور الدولة سوى ثقافة الفيد والتسلط والنفوذ..

وفي الأخير نحلم ببناء دولة مدنية قائمة على نظام المؤسسات بعيدة عن المحاصصة السياسية، دولة تحفظ لمواطنيها حقوقهم وتساوي بينهم بالعدل وتأمن حياتهم من الخطر، دولة تهتم بالتعليم لا بالتجهيل دولة تقف إلى جانب المواطن الضعيف وتنصفه