مكاتب الأمم المتحدة باليمن ترفض دعوات المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية وتتمسك بالعمل تحت وصاية المليشيات الحوثية اليمن يترأس إجتماعاً طارئاً لمجلس جامعة الدول العربية بطلب من الأردن الجيش السوداني يحقق انتصارات جديدة ويتقدم جنوب الخرطوم قوات الدعم السريع تغتال عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الفاشر و13 آخرين بمناسبة اليوم العالمي للتعليم محافظة مأرب تحيي ملتقا تربويا لحماية الأجيال من خرافات السلالة في لقاء مع السفير الأمريكي.. البركاني يطالب واشنطن تغيير طريقة تعاطيها مع قضية اليمن حوادث يناير المرورية تودي بحياة وإصابة نحو 380 شخصًا.. إليكم أبرز 7 أسباب الكشف عن الوجهة الجديدة للرئيس السوري أحمد الشرع بعد السعودية ملف دعم الحكومة اليمنية على طاولة مؤتمر لسفراء الإتحاد الأوروبي ينطلق اليوم في بروكسل جهاز مكافحة الإرهاب في عدن بقيادة شلال شايع يفرض شروط واجراءات جديدة ورسوم مالية على جميع واردات الموانئ
يتعرض مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن (مارتن غريفيث) ومكتبه، إلى انتقادات بلغت حد الاتهامات بالانحياز والتغاضي عن ما يزعمه كل فريق من خروقات الطرف الآخر، وبلغت السخرية والسذاجة السياسية مداهما بالحديث عن المخطط الذي يعمل على تنفيذه في البلاد نيابة عن الحكومة البريطانية باعتباره حاملاً لجنسيتها، ويعقد بعضهم المقارنة بينه وبين المبعوث الأشهر جمال بن عمر، الذي كان يعمل كمندوب سامٍ مفوض يخشاه كل السياسيين، حيث كان يرفع أمامهم ورقة العقوبات التي تنتظر كل من يقدره - هو شخصياً - معرقلاً لتنفيذ (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية)، فخضع له الجميع دون مقاومة ولا حتى طلب تفسير لأي من قراراته التي كنت - ولا زلت - أقول إنها مثلت بداية المسار المدمر الذي يمر به اليمن حالياً، رغم أن الرئيس هادي كان يرى فيه الشخص الأقرب والأكثر قدرة على حمايته.
إن الحديث عن دور المبعوث في أي قضية تقتحمها الأمم المتحدة، لا بد أن يستند إلى وقائع موثقة عبر ممثليه على الأرض وعبر تحقيقات ذات مصداقية، لأن أسلوب المهاترات الصحفية والبيانات الكاذبة الذي تتخذه الأطراف المتنازعة وسيلة لكسب معاركها لا يمكن أن يعتمد عليه المراقبون المحايدون البعيدون عن الميدان، وأنا هنا لا أنفي وقوع عدد من الأحداث التي تتناولها وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية التي يمولها هذا الطرف أو ذاك، لكنها حتماً ستكون مشكوكاً في صدقيتها، ومن هنا تأتي أهمية الوجود الميداني للفريق الذي أقر تشكيله مجلس الأمن.
يتصور البعض أن التصعيد الإعلامي ضد البعثة الأممية سيحقق أهدافاً سياسية، أو أنه سيكون ذا جدوى، وهؤلاء لا يدركون أن القرارات الدولية لا تؤثر عليها وسائل التواصل الاجتماعي التي لا تقترب من الحقيقة، وإنما الوقائع التي يفرضها المتحاربون، وحيث إن الأطراف اليمنية صاحبة القرار على الأرض قد وافقت على الدخول في مسار تهدئة قد يتيح فرصة لعملية سياسية تشاركية، فإنه من الضروري التشبث بهذه السانحة النادرة لإنقاذ اليمنيين من الكارثة التي يدورون في فلكها منذ ما يقارب 5 سنوات، ومن الواضح - حتى الآن - أن الأطراف اليمنية المؤثرة في القرار لا ترى أن هناك ما يستدعي استعجالاً لوقف الحرب، ذلك أن مكاسبها المادية صارت مقدمة على المصلحة الوطنية غير مكترثين لما يعانيه المواطنون في الداخل والخارج.
يتعمد البعض إغفال أن مهمة أي مبعوث / وسيط ليست في توجيه الاتهامات والتهديدات كما كان يصنع جمال بن عمر بين 2011 و2015، بينما الأصل في عمله محاولة البناء على النوايا الحسنة والرغبة المعلنة من أطراف الحرب كي يعمل على صياغة اتفاقات دائمة بينهم تجلب السلام إلى بلد دمرته الأحقاد والجهل والإثراء على حساب الناس، كما أن التحريض عليه ليس أكثر من إضاعة جهد ومجلبة لمزيد من التوتر وتعبير عن جهل بطبيعة عمله، إن أغلب الداعين لمواصلة الحرب هم في الواقع الأكثر حرصاً على إبقاء الامتيازات التي جلبتها لهم، والمكاسب الضخمة التي لا يمكن أن يحصلوا عليها في ظل أوضاع طبيعية.
لقد أوشك اليمنيون - في الداخل وفي الخارج -، الذين يعيشون محنة الحرب، أن يفقدوا أملهم بتحقيق اختراق أخلاقي لدى الأطراف اليمنية المتحاربة، ولم يعد أمامهم إلا التمسك بإنجاز قد تحققه الأمم المتحدة، فتنجدهم من هول فجيعتهم ومآسيهم، مقروناً بضغوط خارجية.