جولدستون والضربة القاضية
بقلم/ محمد بن ناصر الحزمي
نشر منذ: 15 سنة و شهرين و 16 يوماً
السبت 10 أكتوبر-تشرين الأول 2009 07:57 م

المتابع لما يدار اليوم في الفضائيات حول تقرير جولدستون سيعرف مدى الضربة القوية إن لم تكن القاضية التي تلقاها محمود عباس مسئول سلطة رام الله من نفسه -وأقول من نفسه مرة أخرى - لأن الله عز وجل يقول \" ومن يهن الله فماله من مكرم \" فعباس ظل يلعب من فوق الطاولة ومن تحتها فمن فوق الطاولة كان يقدم نفسه انه احرص الناس على شعبه وانه المنتخب شرعيا مع انه قد انتهت ولايته وبرغم انه في الآونة الأخيرة جمع المشجعين من حوله ومؤازريه فيما يسمى بمؤتمر فتح الذي عقد في بيت لحم تحت حراسة ورخصة صهيونية من قبل المحتل إلا انه وبرغم انه يعيش أزهى نشوة انتصاره وفي غفلة من نفسه سقط سهوا بضربة وجهها إلى نفسه عندما أوحى إلى ممثله في الأمم المتحدة أن يقنع المجموعة العربية بسحب وتأجيل مناقشة تقرير القاضي جولدستون ومع أني ضد هذا التقرير الذي وضع حماس المجاهدة كطرف معتدي ويستحق المساءلة إلا أن هذا التقرير أراد الله به أن يكون هو الضربة القاضية لفريق ديتون في رام الله وعلى رأسهم عباس أمام العالم والذين أوسعوا الأمة ليل نهار نعيقا أنه هو الممثل الشرعي والوحيد، والرئيس الشرعي للشعب الفلسطيني، مع انه اخمد المقاومة، وقتل وسحل وسجن كل من يريد مقاومة المحتلين ، واجل المفاوضات حول القدس والجدار العازل، وباع اللاجئين وحق عودتهم ،وتنازل عن الأرض ،ومع ذلك ظل هو الرئيس الشرعي ،ونسى الجميع المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب والذي جاء بحماس إلى السلطة والتي لم تمكن إلى الآن حسب اللعبة الديمقراطية من حكم الشعب الفلسطيني.

ليأتي اليوم ويفضحه الله أمام العالم بأنه تحمل الضربة القاضية فوق الطاولة نتيجة لعبه تحت الطاولة والتي تظهر نتائجها تباعا فمن اجل دراهم معدودة تجارة سيئة كما قال ممثل حقوق الإنسان الاممي أن الثمن لهذه الضربة هو منح ياسر محمود عباس رخصة إقامة شركة اتصالات (جوال) وعاشت الوطنية وعاشت منظمة التحرير الفلسطينية ليأمن كشف نتائج اللعب تحت الطاولة التي يمارسها ،ومنها ما هدد به مسئولون إسرائيليون بأنهم سيفضحون دوره وفريق رام الله في حربهم على غزة، ومن اجل هذا وغيره مما خفي تحمل عباس كل مآلات اتخاذ قراره المشئوم برفض مناقشة تقرير جولدستون في مجلس حقوق الإنسان تحمل السخط الشعبي ، حتى من اقرب الناس إليه نبيل عمرو الذي كان يدافع عنه فيما مضى بسنانه قبل لسانه ،ليحمله اليوم المسئولية وتحمل عباس سخط منظمات حقوق الإنسان وبعض الأنظمة التي كانت مناصرة له لأنه اتخذ هذا القرار دون علمهم ،وتحمل الفضيحة الأخلاقية لأنه يعلم مثله مثل اليهود أنهم يمتلكون عليه وفريقه من الفضائح ما هو أفضع وألعن والأيام ستظهر هذا, قال صلى الله عليه وسلم \" إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته\" فهل بعد هذا سيظل عباس المؤتمن على حقوق الشعب الفلسطيني ؟ إن الذي باع 1400شهيد وآلاف الجرحى وآلاف المنازل المهدمة بثمن بخس دراهم معدودة ما الذي سيردعه أن يبيع ما بقي من ثوابت للشعب المنكوب ؟ إن من يغسل يد عدو شعبه \" ليس عدوه\" من دم شعبه ويقبلها لا يستحق أن يوصف بقائد للشعب المجاهد، إن من يصف العمليات الاستشهادية بالحقيرة لا يستحق أن يستقبل في بلاد الإيمان والحكمة وبلاد المدد والجهاد ، إن من يضع نفسه رهينة في يد غيره لا يمتلك قرار نفسه فما بالك بمن يضع نفسه رهينة في يد عدو شعبه فهل سيحرر شعبه ؟ أف لكل عميل وتبا لكل خائن .