آخر الاخبار
قطر.. تقع في قناة الجزيرة
بقلم/ محمد بن ناصر الحزمي
نشر منذ: 13 سنة و 9 أشهر و 9 أيام
الثلاثاء 25 يناير-كانون الثاني 2011 04:40 م

 اثبت الإعلام الحر المُخلَق ، بأنه يستطيع أن يكون قوة مرعبة ، للأنظمة الفاسدة والمتمردة على الأمة ، واقصد بالحر المُخلق ،هو الإعلام الذي جعل رسالته ، الدفاع عن الحرية المشروعة، والعمل على إحياء قضايا الأمة المجمدة سياسيا أو سلطويا ، ونصرة المظلومين ، بعيدا عن التزييف و الهدم الأخلاقي والفكري والقيمي، الذي يمارسه الإعلام الأخر ،ولا أنكر هنا أن القيادة القطرية قد أحدثت نقلة نوعية ونهضة تنموية في قطر ،( مع رفضي لبعض سياساتها ) ، ولكني أرجو لهم ما قاله تعالى \\\" وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) وللحقيقة فان القيادة القطرية أثبتت أنها استطاعت أن تمتلك أداة تغير في المنطقة ، بل وفي العالم الإسلامي ، وهذه الأداة ليست عسكرية ، ولكنها ابتدأ قوة إرادة لهذه القيادة، حين قررت إنشاء قناة إخبارية رائدة مستقلة ،إنها قناة (الجزيرة )،وتحملت بكل صمود وثبات تبعات هذا القرار ، لقد أطلت هذه القناة علينا بعد إعلام شديد الملوحة ،ما أروى ضاماّ ، ولا أنبت خيرا ، وهذا الإعلام سربته الصهيونية في منطقتنا ،ليظل الإعلام الصهيوني هو سيد الموقف ، في توجيه الرأي العام العالمي بل والإسلامي، يساعده إعلام الشهوات ،المخدر للأمة، المثير للفتنة ، لتأتي قناة (الجزيرة )وتقلب المعادلة ، من خلال نقل الخبر وصناعته ، لتصنع رأيا عاما يصب في صالح الأمة وقضاياها المصيرية في فترة قصيرة من عمرها ،من خلال ما أحدثته من تغيير على الساحة العربية والإسلامية من ثورة فكرية وسياسية ، وحراك اجتماعي ،وهذا لا ينكره إلا جاحد أو متجاهل ، وكان هذا بسبب ما تميزت به هذه القناة من شجاعة ، ودرجة عالية من الحيادية، والتي كانت مغيبة في عالم اليوم ، وعلى اثر ذلك قفزت قطر قفزة نوعية ، في سياستها الخارجية ،كما قفزت في تنميتها الاقتصادية وصارت رقما إقليميا مؤثرا في الساحة ،لامتلاكها ذلك السلاح ،سلاح الكلمة الحرة والشجاعة ،وقبله الإرادة والصمود أمام الهجوم المضاد ، ترهيبا وترغيبا ، صحيح أن قطر دولة صغيرة في قُطرها، إلا أنها صنعت لها عبر قناة (الجزيرة )مساحة واسعة في قلب كل عربي ومسلم ، وان كانت دولة قطر تقع في خليج محاط بالحيتان ،إلا أن قناة (الجزيرة ) طارت بها محلقة في سماء وفضاء الكلمة الحرة والشجاعة ،مبتعدة بها عن تلك الحيتان، حتى أن الحيتان نفسها تمنت لو كانت تستطيع أن تكون محلقة معها ،وأنّا لها ذلك ؟،وهي مكبلة بكثير من الالتزامات ، وضعف في الإرادة ،وهناك فرق بين تبني رؤية وحيدة، ورؤى مختلفة ، فالأولى تخلق الاستبداد ، وتكتم الأنفاس ، والثانية تبني صرح الحرية ، وتنمي الإحساس ،إن قناة (الجزيرة )اليوم صارت سلاح الشعوب والأقليات المظلومة ،والمعذبين في المعتقلات ، وصوت لمن لا صوت له ، وهي عين الرقيب الذي تخافه كثير من الأنظمة الاستبدادية ، التي غفلت عن مراقبة الله ، وما دور (الجزيرة )في كثير من قضايا الأمة وإيصالها إلى كل المحافل والمؤسسات الدولية، والى جماهير الأمة قبل ذلك وأخرها الجهد الجبار أثناء الحرب على غزة ،وفضح صور البشاعة والهمجية الصهيونية ؛ و نشرها في الداخل و الخارج ؛ مما اضطر بعض الفضائيات على مجاراتها والسعي لمنافستها ،إلا دليل واضح على الأداء المتميز الذي عجز الآخرون عن إدراكه واللحاق به ، وللحقيقة أيضا أن (الجزيرة) قفزة مؤخرا قفزة نوعية أخرى، عندما تبنت قضية شعب مقهور تحت الطاغوتية ،انه شعب تونس العظيم ، وبرغم أن النظام المستبد الهالك كان قد أغلق مكتب( الجزيرة) في تونس الا أنها استطاعت أن تصل إلى فعاليات الشعب التونسي بكل الوسائل الممكنة،وأججت المشاعر الناسفة لذلك المستبد، بل لا أبالغ إذا قلت :هي الرقم الثاني الذي أحدث التغيير في تونس ، واخر إبداعات (الجزيرة )هذه الأيام كشفها عن وثائق سرية ، تحوي الخيانة العظمى الذي ترتكبها السلطة الفلسطينية ضد شعبها ، من تنازل عن الارض والمقدسات ، وحقوق الشعب الفلسطيني ، من حق العودة وحق المقاومة ، وتعدا ذلك الى التنسيق المخزي لقتل المجاهدين وتسليمهم الى العدو، وهذا باب آخر ستجعل من (الجزيرة) أكثر رعبا للأنظمة التي تظهر وجها مزيفا لشعبها ،ووجها أخر حقيقيا لعدو ألأمة ، إن ظهور رموز السلطة الفلسطينية ورموز فريق (اسلو) بتلك الصورة المهتزة التي يرثا لها ،وهي لا تقل عن صورة بن علي في آخر خطاب له، وهم يدافعون عن أنفسهم دفاع المجرم الذليل ، لدليل واضح ، على الرعب الذي بثته (الجزيرة ) في قلوب المستبدين والخائنين في وسط الأمة العربية والإسلامية ،فقناة (الجزيرة ) لا تمثل مشروعا قطرياّ بل مشروع أمة بلا منافس، والية من آليات التغير المنشود ، وأمام الجزيرة مشوار طويل لتنجز ما تريده الأمة ،فتحية إلى القيادة القطرية ، وكل القائمين على هذا المشروع العملاق .