المصلوبات على جذوع العنوسة
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 17 سنة و شهر و 20 يوماً
الثلاثاء 18 سبتمبر-أيلول 2007 10:22 م

صرخات ألم من وراء حجاب.. للنبلاء.. والنبلاء فقط

«لمن ظفائري منذ أعوام أربيها»!؟ سؤال مفعم بحياة أنثوية، إذا لم يجد جواباً انقلب إلى مصدره سؤالاً قاتلاً.. وللأديب الرافعي: إن أجمل امرأة تبصق على وجهها في المرآة إذا انتفت من ذهنها صورة الرجل!! وفي الحديث الشريف «إن زوج المرأة منها لبمكان».. فماذا يعني أن لا يكون للمرأة زوج!؟

تعاني مجتمعاتنا العربية واليمنية منها على وجه الخصوص من ارتفاع نسبة العنوسة، ويبدو أنها في صفوف المنتسبات إلى كليات العلوم الشرعية أكثر.. قضية مثيرة محزنة كثيرة التجاعيد.. وقد كان السبق للزملاء في «مأرب برس» في إثارة القضية التي وصفوا فيها العوانس بالمصلوبات على جذوع العنوسة، وقد تلقى موقع مأرب برس عدداً من الكتابات بأقلام متحجبة لم تفصح عن أسمائها، وتعليقات من زوار الموقع.. والأهالي تعيد بعضاً مما نشروه بشيء من التصرف وتزيد عليه بعض الفقرات، كما تفتح القضية للنقاش على أمل أن تتلقى خلال هذا الأسبوع كتابات وآراء يمكن أن تكون مفيدة في تقديم توصيف دقيق للمشكلة أو تتضمن شيئاً من الحلول..

تعليقات زوار الموقع

جملة من التعليقات استقبلها موقع مأرب برس نعرض هنا بعضها بشيء من الاختصار.. في مقدمتها كلمة للمحرر/ مهدي الهجر من بين أسطر مقدمته المطولة قال فيها:

في واحدة من الكليات وفي جامعة ما وفي المستوى النهائي قبلت إحداهن الزواج بابن عم لها منحرف بعد ما رأت من حولها ممن عولت عليهم يفضلونها بدوية أمية على ما بها.. المهم أن بنت العم أو الخال، جاء إليها أحدهم يمشي قائلا وبما يشبه بصيغة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: يا فلانة، ألا تتقين الله وأنت تقبلين بفلان زوجاً لك على ما به من الخلق والتفلت والضياع!؟ ردت عليه: انتظرناكم ولم يأت أحد..!!

**

تذكير الجامعيات

أبو عز الدين المهدري

إنها لفتة كريمة ورائعة وفي مكانها وزمانها، إن وجود الفقيهات التقيات الورعات المؤمنات بحمد الله كثير، لكن للأسف فاتهن قطار الحياة الزوجية.. أتمنى أن تذكروا طالبات الجامعات أو من أسميتموهن بالفقيهات بشيء من التذكير بأن يدعن عنهن الغرور والتعالم والتكبر، وأن يتحلين بالإيمان الصادق وأن ينزلن من أبراجهن العاجية وأحلامهن التي لن يجدنهن إلا في الجنة، فما أن يتقدم الشاب الداعية حتى تنتظر منه الشيخة ملكاً كبيراً وعزاً وجاهاً دونه عز الملوك وجيهانهم، كما أنهن يحاصرن المعددات ويبغضنهن لدرجة ربما تشويه السمعة

التثنية..والتثليث

أمين محمد:

لقد طرحتم قضية حساسة تعاني منها مجتمعاتنا الإسلامية كافة.. وأعرف رجلاً صالحاً في قبيلة وليس بشيخ قبلي ولا ديني ولكنه صالح له كلمته أعطاه الله هيبة، قام بحل مشكلة العنوسة في قريته بأن حكم على الميسورين بالتثنية والتثليث ومن يقدر بأن يضم تحت جناحية أربعاً، وقام بدعم شباب قريته الفقراء وزوجهم على نفقته.

خففن التعالي

صالح محمد:

الحقيقة أن الموضوع مهم وبحاجة إلى مزيد من النقاش.. وأنا أميل لرأي الشيخ المهدلي .فأنا سمعت عن أشخاص تزوجوا بفقيهات حسب توصيفكم ، فكن عليهم متعاليات ويرفضن الطبيخ وخدمة المنزل بحجة أن الشرع لم يلزمهن، وتحول الأمر إلى عراك بين فقيه وفقيهة، هو يأتي برأي وهي تدحضه بآخر حتى انتهى الأمر إلى الطلاق.. لماذا لا تتواضع الأخوات ويحسنَّ التبعل، ولماذا يكثرن الجدل!؟

**

المهاجر:

مطلوب من الأخوات ترك التعالي والغرور، والتجربة التي مررت بها خير شاهد حيث أني تقدمت لإحداهن إلا أنها وهي الفقيهة العالمة ردت ردا غير جميل ثم فعلت مثلها الثانية فأصابني الغم والهم.

أغلبهن دلوعات

الحسام اليماني:

أغلبهم دلوعات و مغرورات يرفضن الزواج برجل متزوج ولو كان قادراً على أن يعدد زوجاته. وما إن يتقدم ويطرح الأمر على أبيها فلا يكاد ينتهي من كلامه حتى تثور ثورة الذي يسمع كلاماً مخالفاً لشرع الله.

الخوف في إحداهن من أن تكون «طبينة» يجعلهن يضيعن فرصاً لا تتكرر و مادام هذا تصرفهن دعهن أيها الكاتب الطيب يعنسن وإلى الأبد.

**

طبيعة الدنيا

أبو عبدالرحمن:

للزواج المبكر إيجابيات وسلبيات، وللتأخير كذلك إيجابيات وسلبيات، والصحيح هنا في المقابلة والموازنة بينها.. فأينما غلبت الإيجابيات كان هو الموقف الصحيح. ويكون ذلك بعد معرفة قيمة كل خيار بتقدير عقل لا بعاطفة.. وهذه طبيعة الدنيا، إن أعطت هنا أخذت من هناك، ولا يمكن أن تكتمل سعادة المرء بها إلا بالرضا والقناعة..

قد تتأخر المرأة في الزواج من أجل الدراسة لكنها ربما قد تكون خسرت الزوج النموذجي.. ,ما أريده للأخوات وأنا أرقب أحوالهن بعقل وقلب الأب والأخ إن تقدم العريس إن وافقها في النسبي وليس المطلق من الصفات فلا تتأخر في القبول، فالعنوسة على المستوى العام عمت وطمت بسبب أوضاعنا..

** 

للنبلاء فقط

إحداهن:

إلى النبلاء، والنبلاء فقط، أردت أن أقول بعد أفول المقال وانتقاله إلى الإرشيف ومن ثم تكفينه والتكبير عليه أربعا ألا ليت نساء قومي قرأنه -وليس رجالهم- فلعل لهن سلوى أن يجدن من سلالة النبلاء من يحدث عن معاناة خفية أبت أردية الحياء أن تفصح عنها وربما لأنهن صغنها شكوى لله ولله فقط، فالحرة لا تبارز قومها لتشكو ما ألم بها ولو توسدت الأرض والتحفت السماء ولو عز الناصر وقل المعين، لأنها من بقايا النبلاء ولكن قومى لا يدركون الحرائر.. أيها النبلاء لا يسوؤها إن لم تزوج ولكن يسوؤها أن لا أقلام تسطر أحرفا للذود عنها.. دعوا عنكم يا بني قومي بعض الغلو إذا ما تعلق الأمر بالحديث عنا، وأنا أربأ بكم أن تكونوا ممن يقنن للآخرين حتى إذا ما تعلق الأمر بأهله انبرى قبيلي ابن قبيلي!! لا وربي فذاك أشد وطئا وأشد وبيلا..

يا معشر النبلاء، اشحذوا أقلامكم وهبوا بعض بنات أفكاركم فلعلها توقظ نائما أو تذكر غافلا والله سائلهم وسائلكم.. مآسينا تبدأ من هنا من اختيار لبنات البناء الأول، من لحظة أن نفصح عن مكمن الداء، أو من اللحظة التي تترجل فيها أختنا عن ما يسمونه زيادة في كبريائها -بالرغم من أن المشكلة ليست هنا- ويكبح فيها أخونا جماح هواه.

أنا أيضا أطالب بنفرة وأى نفرة، بل ربما أطالب بسن قانون يحفظ للعفة ماء الوجه فلا يراق.. من يدري لعلنا الآن نطلق الشرارة الأولى من رحم هذا المقال الذي غادر النور إلى الإرشيف!؟

**

القضية أكبر من طبيخ

إحداهن:

مرورا كريما لكل من رد على كليماتي ولكن تمنيت لو كان بينهن قارئة فعلى شحة الردود تنعدم فرصة المرأة فيها كمتألمة على الأقل أو لنقل محتجة، ناهيك عن كونها ناقدة أو ما شابه من مزايا ربما تجرح كبرياء الرجل ممن أرادها نسخة طبق الأصل من جدته وجدتها وعندها من حقه - في رأيه طبعا- أن يسل سيف القوامة ليعيد حواء إلى بيت الطاعة ودرج الأدب.. حواء يا أيها الكرام ما خلقت من طينة التعالي ولا نفخت فيها روح الكبرياء والغطرسة، حواء هي ذلك الكائن الوديع الذي يخرس انتفاضته قليل من الاحتواء وبعض الحنان، حواء يكفيها خفض الجناح من الأخ والتفاتة حانية من الأب وإذا تزوجت فيكفيها أن تشعر أنها قبلة قلب زوجها، إنهن الشقائق، إنهن القوارير ولكن قومي لا يعلمون..

إلى أولئك الذين اختزلوا نداءات هذا المقال الرائع والذي يحترق لواقع لامسه وأدرك سره وعمي أو تعامى عنه غيره في شريحة الفقيهات أو لا، لماذا تحصر كل الصالحات بالفقيهات وكأن باحتواء الفقيهات تنتهي القضية، المرأة الصالحة يا أخي قد تدرك اليسير من الفقه الضروري والذي يضمن لها السير على هدى من دون الخوض في لجج الفقه والتي هي للمختصين، ولكنها تعي معنى السكن وتدرك كيف تحيا في بحر المودة مع زوجها، وكيف تحفظ ماله وعياله.

ثانياً: كاتب المقال أشعرني أنه يعرض مشكلة لا حل لها لأنه خاطب شريحة لا وجود لها أو لعلها كالزئبق الأحمر في ندرتها، إنه يذكرنا بالنبلاء وما أدراك ما النبلاء!

ثالثاً: لكل من ألبس أخواتنا الفقيهات رداء الملام أقول له:

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم

إن التشبه بالكرام فلاحُ

وفي لحظة أصبحت فقيهاً حقا ستدرك أن التضحية بالطبيخ الذي آلمك عدم قيامها به، أمر يمكن تداركه إذا ما كبر الولد وحان وقت القطاف، عندها ستبحث لولدك عن العروس الفقيهة.

صرخة ألم

إحداهن:

أصبت وأجدت ونثرت كلماتك الجرح بل قل الجراح , ما زالت تلك هي الأنَّة الحيية التي تتأبى وتمانع في الظهور وأزيدك من القصيد بيتا: إن شبابنا الملتزم والذي نرى فيه إشراقة الأمل وبعد مراحل الكفاح الصامت والمشترك والذي نقيم فيه حدود الله على مبدأ «بعضهم أولياء بعض» يقلب لنا ظهر المجن ونراه يهوي بفؤاده نحو إحداهن ممن شدت خصرها ورققت صوتها واصطحبت معها ما خف حمله من أطنان الماكياج والحلي، وما زال يحمل رؤاه الإيمانية نحو هذا الهوى فهو ما أراد إلا هدايتها وأن تعود إلى ربها على يديه!! فتمضي أختنا بحسرتها وتغلب أخانا زوجته على دينه، فلا بنينا بيوتاً من إيمان ولا أعدنا الحياة إلى موات القلوب..

أتراها دعوة لأختنا أو قل لجلباب حيائها أن تخلعه كي تلفت الأنظار إليها أم أنه العرق في دماء أخينا قد عاد لأصله أم أنها المروءة و شفافية الرؤية قد أعلنت اعتزالها وآثرت الانسحاب لتواجدها في الشخص الخطأ!؟

وفي الأخير أقول: اتقوا الله فيمن لو شاءت لتزوجت، والخُطَّاب كثير لكنها أبت أن تهب نفسها إلا لمن ارتضت دينه وأمانته والمفارقة أنه يفجعها باختياره مع العلم أن هذا الاختيار ما هو إلا رسالة من الله لها أنه ليس على قدر من النضج والوعي والتدين وأنه ما زال يعطي نفسه هواها وما شب عن الطوق بعد، ومن يكن هذا شأنه ففرص التأسف عليه منعدمة.. ودمتم

**

الطارق الأول

إحداهن

أردت أن أكون ممتنة للقلم الكبير الذي تكرم بعرض بعض الأحرف الحيية, ومن قبلها شرف بتلمس أنات أخواته المسلمات, ولكن العبرة تخنقني, فالألم شيء وإعلانه شىء آخر.. أن تدرك أنك أصبحت -وعلى الملا- محط عطف البعض وسخرية الآخر, أمر ليس بالهين في حمى مجتمع يضخم العثرات ويتتبع الزلات..

أفهم ويفهم الناس معي أن نطالب ببعض الحوافز مثلا أو الترقيات أو ما شابه ولكن أن تحوجنا صروف الدهر-والملك لله- أن تسلط إحدانا الضوء على موضوع كهذا, فإنه لخطب دونه حمل الجبال، فلعلي أخاصم إلى ربي من أحوجني إليه.

أخي الكريم ، في عُرف من أنَّ أول من يسطر في موضوعنا حبرا يأتي في الحلقة الثانية ليقول: سلمن بالقبول للطارق الأول!! أدري أنها انتفاضة الأقلام عندما تغضب ولكن ليس هذا القلم, وأدرك أنه الاستفزاز أو قل ربما إثارة حمية من تبقى من النبلاء، ولكن رفقا فمن قرائك القوارير.. إنها النصيحة الصدمة.

إخوتي جميعا، أنا لا ألبس الفتيات مسوح البراءة وفي المقابل لا أظلم أخي الرجل.. القضية في نظري قد تتلخص في الحب المتفاني للذات وما ينعمها وعلى مذبحها تقدم قرابين النبل والتضحية فداءا لها, نحن الآن أمام أجيال تتنكر للمعاني الكريمة في الحياة الزوجية على وجه الخصوص ولا ترى منها إلا القشور وما وافق هواها, وأنتم بالعاقبة أبصر.

أخي، ما تريد إحداهن أن تقوله: رفقا بقلمك ودع عنك استجداء من لا حياة فيهم فما هم إلا أشباه الرجال وإن وجد فيهم القوي الأمين وأجاد الاختيار وآثر الله تعالى على هواه، لم يسلم بعدها من أثرة زوجته والتي من المفترض أنها صالحة، والمفارقة أنه يستسلم لها حتى لا يهدم العش كما يتزين له, أتدري لم هذا؟ ببساطة لأنه ليس بالقوي ولا بالأمين.. ألم أقل لك أخي الكريم ألا تتعب قلمك!!

**

زواج فرند.. هل يكون أحد الحلول؟

تيسير السامعي:

أصدر مجمع الفقه الإسلامي في مكة المكرمة قبل بضعة أشهر فتوى تجيز ما أسماه الشيخ عبدالمجيد الزنداني «زواج فرند»، وقد أثارت هذه الفتوى كثيراً من الجدل والتساؤلات حول اكتمال الأركان والشروط الشرعية لهذا النوع من الزواج.

زواج فرند يقوم على أساس تنازل المرأة عن حقها في السكن والنفقة على أن يكون لها لقاء بزوجها في مكان وزمان يتفقان عليهما، وقد استدل مجيزو هذا الزواج بموقف سودة بنت زمعة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم حين تنازلت عن نصيبها من المبيت لعائشة رضي الله عنهما مقابل أن تبقى في عصمة النبي صلوات الله وسلامه عليه.

ويذهب المجيزون لهذا النوع من الزواج إلى أنه يقدم حلاً لمشكلة العنوسة التي باتت تؤرق المجتمعات العربية والإسلامية، ولا يرون لرفضه سبباً كونه مكتمل الشروط والأركان الشرعية، ومن غير التفات إلى العادات والتقاليد التي يتحجج بها آخرون باعتبار أن العادات والتقاليد لا تؤثر في الفتوى الشرعية.

ومن ناحية أخرى فإن زواج فرند يثبت جميع الحقوق الشرعية للزوجين ويختلف عن زواج المتعة الذي لا يحفظ هذه الحقوق لأي من الطرفين.

مؤشر إيجابي

رغم ما اتسمت به كتابات الأخوات من الحدة والعمق إلا أن عالم الاجتماع الدكتور فؤاد الصلاحي يراها تعبيراً من حالات فردية واقعة تحت تأثير ضغط عائلي صغير، كونهن حتى الآن لم يتزوجن، وأنهن نماذج من المرأة اليمنية بصورة عامة والتي ما زالت تنظر لنفسها ولذاتها في إطار رؤية الرجل لها، ولم تتحرر بعد من هذا الوعي المشوه الذي يجعل الرجل هو من يرسم توجهاتها ويعبر عنها، فهي لذلك -والكلام له- كائن بغيره وليس كائناً بذاته.

معتبراً أن وجود أعداد لا تتجاوز أعمارهن الثلاثين عاماً من المتعلمات ليس عنوسة بالمفهوم السائد في دول الخليج، وأنه في اليمن لم يتجاوز بعد الوضع الطبيعي الذي أفرزه التحول من نمط العيش الزراعي التقليدي في الأرياف إلى النمط المدني الحديث الذي يتطلب تفرغاً من قبل الفتاة للتعليم الجامعي، وهذا أمر -بحسب الدكتور الصلاحي- ليس مشكلة بقدر ما هو تطور ومؤشر إيجابي ينبغي تشجيعه، لأن الزواج يسحب المرأة من التعليم.

وعن الأخريات اللاتي تجاوزن الثلاثين من العمر قال القضية لا تستند إلى إحصائيات يمكن التعويل عليها وبالتالي يصعب الحكم على وجودها كمشكلة أو على الأقل اعتبارها ظاهرة اجتماعية.

لكنه -إلى ذلك- يعيب على الرجل أسلوبه في التفكير الذي يجعل المرأة مجرد متعة بالنسبة له من خلال تفضيله الصغيرة التي دون العشرين على الأخرى التي فوق العشرين التي أكملت تعليمها، وهو ما يسميه «استمرار أيديولوجية النوع الاجتماعي التقليدية لدى الرجل والمحددة لآرائه تجاه المرأة».. مطالباً المؤسسات الإعلامية والقائمين على المناهج التربوية بتغيير هذه الصورة النمطية لدى الرجل عن المرأة ولدى المرأة عن نفسها. 

لاخصوصية لهذه الشريحة

ويوافقه الدكتور عبدالغني حيدر-أستاذ العقيدة بجامعة صنعاء في كون غياب الإحصائيات يحول دون القدرة على تحديد المشكلة واعتبارها موجودة أو غير موجودة أصلاً، لكنه يعتبرها مشكلة موجودة من خلال الملاحظة العادية غير المستندة إلى دراسات، كما لا يمكن الحكم -ولذات السبب- بخصوصية لأي شريحة تمتاز بها عن غيرها.

ويعيد -في هذا السياق- أسباب المشكلة إلى أسباب خاصة تتعلق بنظرة الرجل نحو الفتاة الجامعية بأنها «مغرورة بنفسها»، أو أنها قد تأنف خدمة البيت، لكنه يستدرك بالقول: ومهما تعددت هذه الأسباب الخاصة فإن هناك أسباباً عامة تظل هي المتحكمة في القضية كغلاء المهور، وتعقيدات مراسيم ومتطلبات حفلات الزواج الكمالية والدخيلة على المجتمع اليمني، والوضع المعيشي الصعب ومستوى الفقر أصبح كذلك عاملاً بارزاً وواضح الأثر، وليس الفقر هنا -حد قوله- الذي يحول فقط عن دون المقدرة على دفع المهر وتكاليف الزواج ولكنه يدفع الرجل والمرأة للإحجام عن الزواج خوفاً من تبعات هذا الزواج في ظل هذا المستوى الاقتصادي.

وفي حين لا يرى -من وجهة نظره- أن الزواج المسيار حل يمكن الحديث عنه في سياق الحديث عن الحلول والمعالجات، باعتبار المجتمع اليمني ليس من المجتمعات المترفة مالياً، فإنه يرى ضرورة توعية المجتمع بحق البنت في أن يكون لها زوج وعلى وليها (أباً أو أخاً أو غيرها) أن لا يتعسف أو يبالغ في وضع الشروط، منطلقاً من قول الرسول صلى الله عليه وسلم «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه».

وعن القدر المرضي من الدين المقصود بالحديث قال إن القدر المرضي من الدين -كما يعتقد- هو الالتزام بالفرائض واجتناب الكبائر التي يعد اقترافها من خوارم المروءة.