آخر الاخبار

رفقة محمد بن زايد.. شاهد ثاني ظهور لطارق صالح عقب إصابته بحادث مروري في الساحل الغربي حزب الإصلاح يعلق على إشهار التكتل الوطني للمكونات السياسية تونس تحقق نجاحاً كبيراً في تصدير الذهب الأخضر إسرائيل تدك أكثر من 40 ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان وتجعلها ركاما وانقاضا عاجل: أمريكا تحبس أنفاسها وتتحصن مع تفاقم التوترات وترامب يعلن واثق من الفوز وايلون ماسك يحذر من هزيمة المرشح الجمهوري واخر انتخابات في تاريخ أمريكا لأول مرة في تاريخها… التعديلات الدستورية الجديدة في قطر وتجربتها الديمقراطية عثمان مجلي يصارح الخارجية البريطانية: الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة بحضور دبلوماسي ومباركة رئاسية .. عدن تشهد ميلاد أكبر تكتل وطني للمكونات السياسية يضع في طليعة أهدافه استعادة الدولة وإقتلاع الإنقلاب وحل القضية الجنوبية مجلس القضاء الأعلى بعدن يصدر قرارات عقابية بحق إثنين من القضاة مقتل امرأة في قعطبة بالضالع برصاص الحوثيين

مأرب قادسية العرب ماذا يحدث فيها؟
بقلم/ علي الجرادي
نشر منذ: 3 سنوات و 8 أشهر و 18 يوماً
الثلاثاء 16 فبراير-شباط 2021 09:06 م
 

جمع الحوثي كل ما يستطيع (رغبة ورهبة) من المحافظات التي يسيطر عليها، استقدم معظم مقاتليه من جميع الجبهات المتوقفة والساكنة والمهادنة، دفع بقياداته التي خاضت كل حروبه السابقة، ووضع كل تكتيكاته القتالية الحربية والسياسية والاعلامية والاجتماعية، (التواصل بالمشائخ والأفراد والضغط على أهالي المقاتلين المتواجدين في محافظات تحت سيطرته، كما قام عن طريق الأرقام الموجودة عبر شركات الاتصالات، التي لا يزال يسيطر عليها بالتواصل الفردي وعبر لجان استخباراتية بالأفراد والمؤثرين في مواجهته خصوصاً في محيط مدينة مأرب.

أرغم التجار وأصحاب المحلات وجمع أموالاً طائلة، أعلن رسمياً عما أسماها المعركة الفاصلة والنهائية، للسيطرة على مأرب ترافقاً مع تغيير في رؤية الإدارة الأمريكية بالضغط على التحالف والشرعية للوصول لاتفاق سلام، وهو ما شجع الحوثي في الاندفاع لخوض معركة فاصلة تتحدد تبعا لنتائجها الأوزان السياسية ورسم ملامح جديدة لمستقبل اليمن والمنطقة تكون فيها إيران قائدة المنطقة بعد تحكمها وسيطرتها على أهم دول المنطقة العربية (العراق، سوريا، اليمن، لبنان، والبقية كوجبة قادمة).

هذه كانت مخيلة راسمي الأهداف من وراء ما سموها بالمعركة المصيرية في مأرب.

مأرب.. قادسية العرب الجديدة

مأرب هي رمزية اليمنيين كأصل الحضارات اليمنية ومنها انحدرت معظم القبائل اليمنية، التي هاجرت واستقرت في شبه الجزيرة وبعض الدول العربية.

مأرب هي خلاصة اليمن الجمهوري وثوراتها في وجه الاستعمار والإمامة وهي امتداد لكل من يؤمنون بالجمهورية والثورة والكرامة في وجه العنصرية.. لذلك يمكن القول إن مأرب (جيش وقبايل ومقاومة) يخوضون معركة قادسية العرب الجديدة ويخوضون معركة فاصلة تحدد مستقبل اليمن والجزيرة.

ماذا فعلت مارب حتى الآن..؟

خلال الأسبوع الأول تحطمت على تخوم مأرب معظم حشود الحوثي وانكسرت كل الأنساق الذي دفع بها الحوثي باستثناء اختراق محدود في صرواح يتم التعامل معه.. اتبعت مأرب تكتيكات عسكرية ودفاعية نوعية وجديدة فاجأت الحوثي وأصابته بخسائر مهولة وكبيرة.. امتصت مأرب كما ونوعا هذه الحشود عن طريق تنوع الأداء والأنساق ما بين تشكيلات عسكرية وخبرة القبيلة القتالية.

تعزيز المحافظات المجاورة لمأرب مثل شبوة وأبين والجوف وبقية المحافظات مكنت مأرب من تبديل أنساقها الدفاعية تجنباً للإرهاق الذي راهنت عليه خطة الحوثي الهجومية.

يمكن القول إن الخطة الهجومية للحوثي، التي اعتمدت على تعدد الأنساق وتواليها قد فشلت وأصابتهم بنكسة انعكست على معنويات الافراد والقيادات التي بدأت تلقي باللوم على قيادات عليا وضعت الخطة بمعزل عن تكتيكات مارب الدفاعية.

ساهم طيران التحالف بتوجيه ضربات نوعية في سلسلة الامدادات التي كان يعتمد عليها الحوثي لتعويض النقص والضحايا في الأفراد.. وإذا استمرت المعركة بهذه الوتيرة وبهذا المستوى من الطرفين فان الأيام القادمة قد نشهد انهياراً حقيقياً داخل البنية العسكرية والأمنية لمليشيات الحوثي بفعل الخسائر المهولة في صفوفها ونوعياتهم وخبراتهم القتالية، وكذلك بفعل انهيار معنوياتهم التي اعتمدت على إشاعة أن مارب تم السيطرة عليها وأن المقاتلين سيذهبون لحراسة النفط والغاز في صحراء مأرب.

قدرة مأرب على امتصاص الصدمة الأولى بهذه الحشود وتكسير أنساق الحوثي يؤدي إلى نتيجة واحدة (إذا كان الحوثي قد جمع ودفع ما لديه كمعركة مصيرية فإن مأرب قد انتصرت وما بعدها فإن مارب هي التي ستقرر ميدان المعركة القادمة).