لن أدافع عن الوطن !!!
بقلم/ عبد الملك المثيل
نشر منذ: 9 سنوات و 8 أشهر و 21 يوماً
الأحد 05 إبريل-نيسان 2015 12:09 م

فجأة هبّت عاصفة الحزم ، لتكشف لكل مكابر وجاهل ومجادل وغبي ومتخلف حقيقة ما سّموه جيش يمني ، وكشفت لنا أيضًا السعرات الحرارية العالية لما سموه الوطنية .

أصدقاء لي تهامسوا نميمةً متحدثين عني في محكمتهم الخاصة ليصدروا تهمة الخيانة العظمى ضد شخصي المتواضع .

كان بإمكان أحدهم أن يتجرأ ويتصل بي لينصحني حتى لا أجد نفسي خائنًا كما وصفوا ، فلي أدب يتفطر إبتسامة حتى والآخرين يشتموني ، لأني تعودت دوما البقاء بين الثمار العالية ولم ولن أسقط بشتيمة أحد ، أو توجيه التهم لأي كان ، لأني مؤمن بحرية كل إنسان لوضع نفسه حيث يشاء .

طوال عقدين من الزمن ، والكثير يسخرون من الأنشطة والكتابات والحديث عن قضايا الوطن ، كممارسة قمت بها والعديد من الزملاء المخلصين ، ثم مع ثورة ٢٠١١ م أصبح كل الناس مناضلين ، ما عدى قلة آثرت أن تطوف حول صنم علي صالح .

اليوم يزايد علينا البعض بالوطنية ، مع أن وطنيتهم لا زالت محصورة حول الصنم ذاته .

حسنًا ... دعوني أتحدى أيًا منهم ليثبت لنفسه وليس لنا صدق وطنيته وغيرته الطافحة ، ليهب ويسافر كي يدافع عن الوطن .

مرة أخرى أقول ... حسنًا ، تعالوا نناقش المسألة بعقل ومنطق وبدون تعصب وادعاء فارغ لوطنية تم استهلاكها من سياسيين قتلة كغطاء لبقائهم وممارساتهم واستقبلتها عقول ليس في مخيخها سوى المخلوع وكأنه معجزة السماء .

لنبدأ بسؤال مهم ... من المعني بالدفاع عن الوطن ؟

المنطق مدعومًا بالعقل يقول ... الجيش اليمني .

نعم ... الجيش اليمني هو المخول بالدفاع عن الوطن فقد كان أحد مفاخر المخلوع عند الإستعراض العسكري المكرر بين فترة وأخرى ، واستنزف عشرات المليارات لبنائه وتدريبه وشراء الأسلحة الفتاكة لمؤسسة القوات المسلحة كما قالوا .

غير أن هذا الجيش يقاتل الشعب اليمني ، وبينما الطيران يقصف معسكراته ، يقوم الجيش بقصف واجتياح الجنوب .

بصراحة ( أمر من الجنون ) أن يجادل أحد لتوضيح هذه المعادلة لأنه سيخسر مهما كانت بلاغته .

الجيش يقوم بمحاولة دخول عدن حتى يمنع هادي من العودة ، ليفرض المخلوع والحوثة معادلة تؤدي للعودة لحكم البلاد .

إذًا هذه مهمة الجيش ، وكأن عدن مدينة في الحدود السعودية بالنسبة للجيش وحي في تل أبيب بالنسبة للحوثة .

المفترض أن يستيقظ الحمقى فقط في هذه الجزئية ، لكنهم يصممون على البقاء في مربع الجدل البيزنطي .

حسنًا مرة ثالثة ... دعوني اسأل ... لماذا علي أنا كمواطن أن أدافع عن اليمن ، ليبقى المخلوع والحوثي ، ومراكز القوى وهم وأولادهم في أمان وعلي أن أموت ليحيوا هم ويحكمون !!!

أنا المواطن الفقير المريض المحروم من العلاج والدواء والتعليم والمشرد في بقاع العالم مغتربًا ، علي مهمة الدفاع عن اليمن لكن أولئك الذوات وابنائهم عليهم أن يهربوا إلى المخابئ المحصنة والخارج ثم يتفقون سياسيًا ليستمروا وأنا علي أن أموت ، وإن عشت سأظل فقيرًا جائعًا بدون كهرباء وماء ودواء ومتطلبات الحياة .

بصدق ... تلك قسمة خالية من كل معايير القيم السماوية والبشرية .

في معترك عاصفة الحزم ، أنا كمواطن لم أجد ملجأ أهرب إليه ، أو صفارات إنذار تحذرني من قدوم الصاروخ والقذائف ومتفجرات الطائرات !!!!

ثم يقولون لي دافع عن اليمن .

لم أجد فرق عسكرية أو شعبية متخصصة لتوفير إحتياجاتي كمواطن ، لأنها في الأصل مشغولة بقتال اليمنيين ، ثم يقولون لي دافع عن الوطن !!!

أنا لست معني بالدفاع عن اليمن ، وقولوا عني خائن كما تريدون ، فالخيانة ليست صك إعدام بأيادي الجهلاء !!!

المعني أولًا بمسألة الدفاع عن اليمن قواته المسلحة وجيشه ، وهاقد ظهرت الفضيحة المزرية لكذا مسميات .

المعني بحماية البلاد من تقاسموا ثروة الوطن ونهبوا أراضيه وصادروا شواطئه ووزعوا فتات ما أكلوه على المطبلين الراقصين حول موائدهم .

المعني بالدفاع عن الوطن من تقاسموا العمالة للخارج واستلموا المليارات من السعودية وقطر وليبيا ( سابقًا ) وإيران .

المعني بالدفاع عن الوطن من تملكوا القصور والشركات العملاقة والطائرات الخاصة والسيارات المصفحة ، والأرصدة المليونية ، المسروقة مني أنا الشعب من دوائي وغذائي وتعليمي .

المعني بالدفاع عن الوطن من تملك حتى المحاكم وسيطر على القضاء ومنع عني العدل ، وأذاقني الويل والظلم ، وظل في بروجه المشيدة لا يعرف ما أعانيه وألقاه .

أعتذر يا سادة فلم يكن الجيش لي كمواطن ، ولم أنل من الثروة نصيب ، ولا من القصور حجرًا ، ولا من الشركات سهمًا واحدًا .

أعتذر يا سادة فلم أعرف الأمن ولا العدل ولا القضاء ولا التعليم .

أعتذر يا سادة فأنا شعب ضعيف مشرد أعاني العسر ولم يتم تهيئتي للدفاع عن الوطن في هكذا مواقف .

أعتذر يا سادة عن الدخول في حرب لنصرة من فتك بي كشعب وسلبني أمني وثروتي وحق مواطنتي ، ولم يقدم لي ما قدمته الأنظمة لشعوبها .

عندما يتم توفير متطلباتي الأساسية كشعب أعدكم أن أرتدي رداء الوطنية ، أما الآن وأنا جائع عاري فلن أستطيع الدفاع عن الوطن ، وعلى من تملك السلطة والثروة والأرض والجيش والمناصب والطائرات والشركات أن يدافع عن الوطن فتلك مهمته الأولى والأخيرة .