مكافئة للاعبي المنتخب اليمني وهذا ما قاله المدرب بعد الفوز على البحرين تعديل في موعد مباراة نهائي كأس الخليج في الكويت إضراب شامل في تعز احتجاجًا على تأخر صرف المرتبات ارتفاع ضحايا حادث تحطم الطائرة المنكوبة في كوريا إلى 127 قتيلا دولة عربية تسجل أكبر اكتشاف للغاز في عام 2024 الكويت تعلن سحب الجنسية من 2087 امرأة إنستغرام تختبر خاصية مهمة طال انتظارها حملة تجسس صينية ضخمة.. اختراق شركة اتصالات أمريكية تاسعة اشتعال الموجهات من جديد في جبهة حجر بالضالع ومصرع قيادي بارز للمليشيات الكشف عن إستراتيجية جديدة وضربات اوسع ضد الحوثيين
كُلنا يعلم تاريخ الألماني " هتلر " أشهر نازي عرفه القرن العشرين ، وصاحب نظرية الأرض المحروقة عند الإحساس بقرب النهاية ، كما كلنا يعلم أيضاَ تاريخ حليفه الإيطالي " موسوليني " فيما عُرف بتحالف المحور مقابل الحلفاء في الحرب العالمية الثانية ، وهو أيضاً كان أشهر فاشي في تلك الحقبة .
ومع أن هاذان الاثنان كانا وما زالا يضرب بهما المثل في استباحة الدماء ، وارتكاب المجازر البشرية بحق الأبرياء بكل وسائل الدمار ، التي تفوق كل الأوصاف والتي لا تخطر حتى على بال إبليس نفسه ، فإن تاريخ القرن الحادي والعشرين بدأ يفتح لنا نوافذ نرى من خلالها نماذج ونُسخ أخرى لـ " هتلر " النازي ، وبأسماء كان يقال لنا أنها عربية ، لكننا بتنا اليوم نشك كثيراً بأصل نسبها ، وانتمائها للعروبة أو الإسلام .
الزعيم " النازي " الجديد ، معمر " الفاشي " أو القذافي لا فرق ، هو واحدٌ من أولئك الذين نشك اليوم ألف مرة بأن دمائهم وأنسابهم عربية الأصل ، بل نكاد نجزم أنه لا يمكن أن يكون أصل من يرتكب كل هذه الفظائع بحق شعبه وأبناء جلدته إلا صهيونياً أو نازياً أو فاشياً ، وما نراه اليوم في ليبيا شيء لا يصدقه العقل ولا المنطق ، ولم نر أو نشاهد مثله – على الأقل - في التاريخ المعاصر إلاّ من النازيين الصهاينة في حق شعبنا الفلسطيني ، ومن خلال طائرات الأباتشي والإف 16 التي كانت تقصف غزة وجنوب لبنان .
إن فاشية ونازية معمَّر الليبي اليوم ، قد فاقت حتى نازية هتلر الألماني نفسه ، فهتلر الألماني لم يدم في سدة الحكم سوى11 عاماً امتدت تقريباً من العام 1934 – 1945م ، ، بينما الفاشي معمّر الليبي مضى عليه في الحكم ما يربو على 42 عاماً ، وهي فترة لا تقل سوى قليلاً فقط عن عمر حياة هتلر بكاملها ، والذي تُوفي وعمره يقارب الـ 56 عاماً ، ثم إن هتلر الألماني كان يقود حرباً ضروساً تنطوي على أطماعه في توسيع رقعة امبراطوريته في الأراضي المجاورة لألمانيا والاستيلاء عليها ، بينما الفاشي معمَّر يقتل أبناء شعبه بطائرات الميراج الحربية ، وما أدراك ما طائرات الميراج ، إنها مقاتلات تحمل صواريخ جو أرض ومدافع عيار 30ملم ، وقنابل تزن الواحدة منها ما يقارب الـ 500 كيلوا جرام ، وقنابل عنقودية ، وقذائف صاروخية ، وكل ذلك للرد على متظاهرين سلميين خرجوا إلى الشوارع للتعبير عن مطالبهم المشروعة بعد قهر وظلم و كبت دام 42 عاماً في سجن هذا الفاشي .
كان تصورنا أن فرعون مصر الحديث هو أطغى الطغاة ، وكبيرهم الذي علمهم كل فنون الطغيان ، فإذا بنا نفاجأ أن هناك مراتب أعلى للطغيان ، تعتمد على طول الفترة الزمنية التي يقضيها الطاغية على سدة الحكم ، فكلما زادت المدة زاد مقدار الطغيان حتى يصل حداً لا يمكن وصفه أو تخيله ، ويصبح تعبير النازية أو الفاشية قليل عليه ، كما كنا نطلق لفظ " المجنون " على القذافي ، وذلك من باب التندر نظراً لخطابات الرجل الشهيرة والمعروفة لدى الجميع ، سواء في القمم العربية أو غيرها من المناسبات ، والتي كان آخرها خطابه في مناسبة المولد النبوي المنصرم ، والمتناقضة على حسب مزاج الرجل ، ثم طريقة ملبسه المزركش والمتلون ، وخيمته الشهيرة التي كان يستقبل بها كبار ضيوفه ، وكتابه الأخضر ، ذاك الذي يتغنى به صبح مساء ، حتى بات كأنه والقرآن سواء ، وغيرها من الأمور التي كانت مثار تندر لدى العديد من المتابعين ، فإذا بهذه الثورة العظيمة تكشف لنا أن الرجل كان فعلاً " مجنون " وبشكل رسمي ، وما نشاهده اليوم على شاشات التلفزة يؤكد لنا صدق ذلك .
كما كنا نقول أيضاً عن مبارك أنه رجل عنيد ، والتاريخ يحكي لنا أيضاً أن هتلر كان عنيداً ، لكن هذا الفاشي جعلنا نتمنى لو كان عنيداً ، إنه شخص مخبول ومعتوه ، فاقدا للوعي ، أعمى الله بصره وبصيرته ، وربما صور له غروره وكبرياءه في لحظة ما أنه بات إلهاً يُعبد ، وأن شعبه مجرد عبيدٍ له ، أفزعته كلمة " لاااااا " حينما وصل دويها إلى قصره فأصاب أذنيه بالصمم ، كيف لا وهو لم يتعود على سماعها منذ 42 عاماً ، وعلى الشعوب أن تتعلم اليوم درساً هاماً في هذه المرحلة الفارقة من تاريخها ، وهي ان بقاء حكامها لفترة طويلة على سدة الحكم يجعلها تدفع بعد ذلك أثماناً باهظة في استعادة حريتها وكرامتها بقدر صمتها طوال تلك الفترات .
إن هيتلر النازي وبتجاوزه كل الحدود في العناد والكبرياء ، كان قد فقد كل الخيارات التي كانت بحوزته ، ولم يبق أمامه في اللحظة الأخيرة سوى خيار الانتحار ، فمات منتحراً مع إحدى عشيقاته ، حينما لم يجد مفراً من الهروب أمام زحف الجيش الأحمر آنذاك ، والذي باغته في عقر داره برلين ، حين وصل إلى أبوابها وانتهت بوفاته فصول أشرس حرب عرفها التاريخ الحديث ، فهل سيكرر هتلر اليوم " معمَّر الفاشي " نفس السيناريو وخاصة أنه لم يتعظ بأسلافه المصري والتونسي ، لأن العظة والعبرة لمن كان له قلب فقط ، وهو بالطبع لا يملك قلباً ولا عقلاً ، وهل سينتظر حتى وصول الثوار إلى قصره العزيز على قلبه ، ثم تنتهي بعد ذلك كل أوراقه ، وهي عملياً قد انتهت ، ثم لن يكون امامه في آخر لحظة سوى الانتحار ، حيث وهذا هو مسار التاريخ ، وهذه هي سننه .
آمل ذلك .. بل آمل له اكثر من مجرد الانتحار .