قاطعوهم !!
بقلم/ احمد طه خليفة
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 22 يوماً
الإثنين 26 ديسمبر-كانون الأول 2011 08:45 م

من المهم جدا الانتصار لشهدائنا الأبرار الذين كتب الله لهم النصر والشهادة معا في هذه الثورة المباركة العظيمة .. وإذا كنا قد كبلنا باتفاقيات حرص من قبل بها على حقن دماء اليمنيين فنحن على الأقل كمواطنين مع تحفظنا على بنود في تلك المبادرات يجب أن نقوم بما تمليه علينا ضمائرنا وهو مقاطعة كل من تسبب في قتل الثوار أو ساهم في ذلك أو نظَّر له أو أفتى بجوازه..

البداية يجب أن تكون في مجلس النواب والذي فقد شرعيته ممارسة ونظريا ولكن حتى يثبت هؤلاء أنهم بيت القانون ويفترض أن يكون أول من ينفذه .. فيجب عليهم تغيير رئاسة مجلس النواب برئاسة جديدة استنادا للائحة المجلس التي توجب انتخاب هيئة رئاسة جديدة كل سنتين .. ويجب على هذه الهيئة هذه المرة أن تكون من مدنيين ومن حملة الشهادات الجامعية على الأقل ومن أصحاب الكفاءات الحقيقية .. وهذا المطلب يطال كل اللجان المنبثقة عن مجلس النواب لأن رئيسه وكثير من القيادات في اللجان قد شاركت أو تتهم بالمشاركة في أعمال البلطجة ضد الثوار والمبادرة وآليتها لم تمنعا ذلك.. وإلا .. قاطعوهم!!

كذلك يجب أن يتم تعيين محافظين جدد ممن لم تطالهم اتهامات البلطجة وكذلك الحال بالنسبة للمجالس المحلية يجب اختيار مجالس أهلية تساعد المحافظين الجدد عوضا عن المجالس المحلية التي أسهم كثير من أعضائها بالبلطجة وأعمالها المشينة ..ومادامت الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون (كذا وكذا) وصورية فلماذا لا يتم عمل انتخابات محلية لتغيير هذه المجالس والإتيان بمجالس منتخبة ومحافظين شباب يكون الترشح فيها أيضا فقط لحملة الشهادات الجامعية على الأقل ويعبرون عن أمل الثورة في التغيير .. و إلا .. قاطعوهم!!

الإعلاميون البلاطجة الذين يتحملون الوزر الأكبر من دماء اليمنيين والإساءة لزملائهم يجب أن يتم مقاطعتم نهائيا .. فلا يتم حضور مؤتمراتهم الصحفية ولا تقبل مقالاتهم أو تجرى حوارات معهم .. بل يجب مقاطعة كل من يتعاطى معهم من الإعلام العربي والغربي وهذا الإعلام الدولي الذي تحيز ضد اليمنيين وثورتهم لسنا في حاجة إليه .. كما أن هناك العديد من المنتسبين للإعلام وينتسبون لنقابة الصحفيين من أصحاب الخلفيات الأمنية وليس لهم شأن لا بإعلام ولا بصحافة ولا بتقديم وجهة نظر وإنتاج فكر.. لذلك يجب أن تقوم نقابة الصحفيين بغربلة قوائمها وفتح باب الانتساب إليها لأصحاب الكفاءات و الخبرات وعلى واتحادات الكتاب والأدباء والفنانين المبادرة بالقيام بذلك أيضا.. وتطال المقاطعة تلك الصحف والمواقع التي تمارس البلطجة والتشهير ضد الثورة والثوار والأمل القادم ... قاطعوهم!!

ويجب أن تشمل المقاطعة الوطنية الثورية كل من ساهم بالمال وتقديم الخدمات الداعمة لبلطجة النظام ضد الثوار والمواطنين أو قام بتبريرها من دول وسفارات وشركات ومؤسسات محلية أو أجنبية حكومية أو خاصة .. ويشمل ذلك كل من أصدر أوامر تعسفية في حق الموظفين والعمال أو استخدم البلطجية لتوفير الحماية أو غيرها .. وهذا يشمل كل الوزراء والمسؤولين والسفراء الأجانب الذين ثبت تورطهم في هذه الأعمال .. فتتم مقاطعتهم إعلاميا ووظيفيا وحركيا وشعبيا ... قاطعوهم!!

ويدخل في إطار البلطجة في اليمن البلطجية المعممون .. وهم الفقهاء والعلماء والأمناء الذين أفتوا باستحلال دماء المتظاهرين .. فهؤلاء لا يجب حضور دروسهم أو خطبهم كما يجب عدم طلب الفتوى منهم أو اللجوء إليهم في كتابة عقود الزواج أو الطلاق أو الملكية وغيرها .. ويلحق بهم كذلك عقال الحارات ومن شابههم... قاطعوهم!!

ويدخل في قائمة البلطجية للأسف كل من يحاول التسلق على أكتاف الثوار أو يحاول التلاعب بتوجهاتهم عن طريق الدعم المالي أو السياسي الممنهج لصالح تجميل صور فاسدين انضموا للثورة أو توجيههم لقبول حلول هنا أو رفض حلول هناك.. أو كل من يشارك بالاعتداء على الثوار تحت مسميات التنظيم أو التنسيق فهؤلاء لم يخرجوا بإذن منكم ولن يتوقفوا بقرار لكم .. وإذا لم تدركوا ذلك ببساطة سنقاطعكم ونقول .. قاطعوهم!!

لماذا المقاطعة؟؟

لأن البلطجية بكل أنواعهم استمروا في غيهم وظلمهم وبلطجتهم ويعملون على إنتاج جديد فيها .. ومن أمن العقاب أساء الأدب ..وما حدث لمسيرة الحياة في الطريق وساحة التغييرليس ببعيد وإذا كان قد قبل بعضنا المبادرة على مضض وتحفظات فإن بعضنا الآخر مازال يرفضها وسينضم إليه كل من يلمس سوء النية والتلاعب على المواطنين والوطن.. والمقاطعة أسلوب حضاري راق وشكل من أشكال الثورة السلمية وحل تدفع الأيام إليه .. ومن لم يتأدب بالزمن يؤدبه الناس الشرفاء المخلصون الثوار.. وهذه دعوة لموقعكم ولكل المواقع العربية واليمنية لتبني حملة (قاطعوهم!!) وهي كذلك دعوة للمشاركة لكل مواطن شريف يريد الخير للوطن والمستقبل الأفضل للأمة ..

طبعا هذه الدعوة ليست إقصاء للآخر ولكنها إعلاء لكلمة الحق ورفع لصوت العدل .. وليست دعوة للعداء المجتمعي بل ترميم لتآكل الأخلاق المجتمعية الفاضلة التي لم تكن تبرر العدوان على المسالمين أو تقبله بل كانت ترفضه وتعده جرما كبيرا وعيبا عظيما .. والغرض من هذه المقاطعة عزلهم سياسيا وإعلاميا حتى يتوقفوا عن بث شرورهم و إطلاق روح الفتنة بين الثوار والمواطنين وحتى لا يحققوا أي مكاسب مستقبلية تعيد إنتاج ذلك النظام وتلك الأصنام..

وبالمناسبة فإن هذه الدعوة وإن كانت موجهة أساسا لليمن إلا أنه على كل من تعرضت ثورتهم للبلطجة في كل الدول العربية أن يعلنوا حملات مقاطعة للبلطجية والشبيحة ممن ضاعت حياتهم وأضاعوها فأرادوا الانتقام من شعوبهم بحرمانهم من مستقبل أفضل .. نعم قاطعوهم !!