حيث الإنسان يعيد الحياة والبسمة لأهالي قرية نائية بمحافظة أبين ...مشروع للمياه النقية ينهي معاناتهم وألامهم
ما تبعات نقل مراكز بنوك يمنية من صنعاء إلى عدن؟
قطر تضيئ المدن السورية بعد تزويدها بالغاز لتوليد الكهرباء
عاجل : واشنطن تستهدف مخازن الأسلحة بمحافظة صعدة وطائرات أمريكية تحليق بكثافة في سماء الحديدة
حزب الإصلاح بمحافظة المهرة يخرج عن صمته ويعلن موقفه من زيارة عيدروس الزُبيدي بمعية الحشود العسكرية المرافقة له في موكبه
عاجل: القيادة الوسطى الأميركية تعلن إطلاق عملية واسعة النطاق ضد الحوثيين في اليمن
الحوثيون يكشفون عن أعداد القتلى والجرحى للغارات الأمريكية على العاصمة صنعاء
تكنولوجيا المسيرات الحوثية وعلاقتها بالشركات الصينية
اليمن ضمن قائمة دول تًخطط أمريكا لمنع دخول مواطنيها إلى أراضيها نهائيًا.. تعرف عليها
عاجل: ترامب يتوعد بسحق الحوثيين واستخدام القوة المميتة ضدهم ويقول ''أن وقتهم قد انتهى''
السلسلة الجبلية التي تضفي ميزة جمالية على مدينة عدن، اليوم بالكاد يستطيع المرء رؤية قممها العالية بانتشار العشوائيات على سفوحها بعد أن شوّهت مظهر المدينة وحرمتها من حلّتها البديعة التي تزهو بها حسناً وبهاءً، وتغيرت ملامحها وبدأت تختفي خصوصيتها المألوفة والمعروفة عنها منذ القدم.
وكلما حدثت مشكلة ما في العشوائيات الممتدة على سفوح الجبال نتذكر حجم الكارثة الذي أصبح الجميع متعايشاً معها، وتم الاعتياد عليها كأمر طبيعي وتجاهلتها الجهات المختصة والمسؤولة عنها بعد أن خرجت عن حدود السيطرة، إضافة إلى عدم وجود إجراءات احترازية من شأنها أن تستوعب حجم الكارثة المحدقة ووضع الحلول البديلة، وإيقاف الزحف المتزايد، وكان أبرز تلك المشاكل وآخرها، الحريق الهائل في جبل ردفان في المعلا والذي التهم عدداً كبيراً من المنازل العشوائية، وفي غضون ساعتين تحولت إلى ركام، وتلا ذلك مطالبة المتضررين من المحافظة والمجالس المحلية بصرف تعويضات عن خسارة ممتلكاتهم، ولا ننسى الأمطار الأخيرة التي أدت إلى جرف عدد من الأكواخ التي قام السكان ببنائها على مجرى السيل.
في التواهي والقلوعة والمعلا وكريتر يتدفق الناس إلى أعالي الجبال، حيث ينتهي بهم الحال للعيش في منازل عشوائية بسبب عجزهم عن شراء شقق سكنية خاصة ودفع مبالغ باهظة، فلا يمكن للموظفين من ذوي الدخل المحدود والطبقات الفقيرة في أي حال من الأحوال الحصول على سكن ملائم ويضطرون إلى الاستسلام لواقع الحال، ويصبح الجبل هو الخيار الوحيد لبناء كوخ سكني، ففي الغالب تكون مواد البناء من الزنك والخشب البالي والخرق والكراتين في شكل أكواخ متفرقة ذات أزقة ضيقة لا تكفي سوى لعبور شخص واحد منها، وهذا الاكتظاظ يولد مشاكل كبرى منها سوء التهوية وصعوبة إسعاف المرضى وإخماد الحرائق وإدخال الخدمات الأساسية للسكان.
إن تزايد العشوائيات ينذر بأزمة سكانية واجتماعية وبيئية، فالسكان يعيشون في بيئة غير صحية، حيث تنشأ مخاطر صحية ناتجة عن سوء تصريف مخلفات الصرف الصحي والطفح المتكرر للمجاري؛ بينما المناطق الأكثر ارتفاعاً ينعدم فيها وجود شبكات للصرف الصحي، ناهيك عن تراكم القمامة مما يجعل السكان يلجأون إلى جمع النفايات وإشعال النيران فيها، وإحراق القمامة بحد ذاته تنجم عنه مخاطر صحية وبيئية..
كما يعاني سكان هذه المناطق من نقص الخدمات المُقدمة، ويفتقدون إلى وجود المياه النقية والكهرباء، حيث يعمد الغالبية إلى الربط العشوائي للتيار الكهربائي، ونتيجة التهاون وعدم تقدير المخاطر تترك الأسلاك والتوصيلات الكهربائية مرمية على الأرض ليدوس عليها المارة، ويلعب الأطفال أمامها، ومع قلة الوعي وانعدام التعليم وتفشّي البطالة من السهل أن تتحول العشوائيات إلى بؤر اجتماعية قابلة للانفجار وملائمة لانتشار الجريمة والسلوك العنيف والتطرف والإدمان على المخدرات والكحول والمتاجرة بهما..
ومع كل هذه المشاكل الناجمة عن العشوائيات والكوارث المتوقع حدوثها، لا نستطيع إلقاء اللوم على ساكنيها، ففي الأول والأخير هم يبحثون عن مأوى لهم ولأبنائهم.. ومع العلم أن هذه العشوائيات مرشحة للزيادة لعدم إقامة أية مشروعات سكنية تستوعب محدودي الدخل، وغياب الشراكة المجتمعية بين المؤسسات الحكومية والمدنية والخاصة لحل أزمات المجتمع، ويبقى من الضروري المطالبة بإزالة العشوائيات التي شوّهت المدينة، وإيجاد أماكن مناسبة كبديل للسكان تضمن لهم الحصول على الخدمات الأساسية وربطهم بعملية التنمية.