آخر الاخبار

أول دولة عربية تتبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الخدمات الحكومية الجيش السوداني يصل القصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم .. وقوات الدعم السريع تتعرض لانتكاسات واسعة في عدة مدن سودانية لماذا أعلن الرئيس زيلينسكي استعداده للتنحي عن رئاسة أوكرانيا؟ منظمة دولية تكشف عن تصفية 953 يمنياً.. الحوثيون في طليعة القتلة وفي مناطق الشرعية تتصدر عدن قائمة التصفيات الجسدية وحزب الإصلاح والمؤتمر في صدارة الضحايا معارك في مأرب والجوف وتعز وقوات الجيش تعلن التصدي لهجمات الحوثيين قبائل الطيال وسنحان وبني حشيش وبلاد الروس تعلن النفير العام لاستعادة الدولة وطالبت مجلس القيادة الرئاسي بضرورة توحيد الصف الوطني،وحشد الإمكانات لدعم الجيش والمقاومة.. صور مؤشرات ايجابية على عودة الإستقرار للبحر الأحمر.. 47 سفينة عدلت مسارها إلى قناة السويس بدلاً من الرجاء الصالح الإتحاد يعزز الصدارة بفوز كبير على غريمه الهلال الجيش الأردني يعلن احباط تهريب كمية من المواد المخدرة عبر طائرة مسيرة إعلام أمريكي: ''الحوثيون هاجموا طائرات مقاتلة ومسيرة أمريكية وجدل داخل الجيش حول كيفية الرد''

ثورة 14 اكتوبر المجيدة انتصار لجميع اليمنيين
بقلم/ د.عارف عبدالرزاق دحوان
نشر منذ: 4 سنوات و 4 أشهر و 9 أيام
الخميس 15 أكتوبر-تشرين الأول 2020 09:43 ص

تعد ثورة الرابع عشر من أكتوبر (تشرين الأول) واحدة من أعظم ثورات التحرر العربي؛ إذ فجرها شعب أعزل من السلاح إلا من سلاح إيمانه بحقه في العيش بكرامة وعزة، واستطاع الثوار ورفاقهم الأحرار بعتادهم المحدود وأسلحتهم التقليدية، وإمكانياتهم المتواضعة إجبار الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس على الرحيل، وجلاء آخر جندي بريطاني في الثلاثين من نوفمبر (تشرين الثاني) 1967، ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر العزيزة والغالية على قلوبنا جميعًا، هذه الذكرى التي سطر فيها الشعب اليمني أروع الملاحم البطولية وقدم في سبيل انتصارها خيرة رجاله، ليعلنوا للعالم أجمع أن لا حياة تحت ظل احتلال مهما بلغت مغرياته.
لقد أضحت ثورة الرابع عشر من أكتوبر محطة فاصلة في نضال شعوب المنطقه معلنة نهاية حقبة من انتقاص السيادة للأرض العربية والارتهان للأحلاف الخارجية العابثة بمصائر ومقدرات بلادنا. والتي اعتادت القفز على تطلعاتها المشروعة في التحرر وصوغ مستقبلها في البناء والتنمية وبما يحفظ عزتها وكرامتها، نحتفل اليوم بالذكرى السابعة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر التي بدأت من قمم جبال ردفان الشماء وامتدت جذورها إلى جميع السلطنات والولايات في الجنوب.
لقد مثلت ثورة 14 أكتوبر (اليمن الوحدة) شارك المناضلون أبناء الجنوب في تحرير الشمال من الطغاه المستبدين إلى جانب إخوتهم أبناء الشمال في ثورة سبتمبر (أيلول) الخالدة، بعد إعلان نجاح ثورة سبتمبر انطلق الأبطال اليمنيون نحو تحرير الجنوب المحتل من أكبر إمبراطورية عرفها التاريخ، وعند نجاح ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة جرى الانقضاض على العاصمة صنعاء أثناء نكسة يونيو (حزيران) المشئومة عربيًّا عام1967م عاد أبناء الجنوب الأوفياء إلى شمال الوطن آنذاك في حرب السبعين يومًا وانتصرت إرادة الشعب اليمني شمالًا وجنوبًا في 1994، عندما كان الجنوب في خطر انتفض كل أبناء الشعب بكل فئاته وانتصرت إرادة الشعب، وفي هذه الحرب كان أبناء الجنوب في صعدة وفي الحديدة، وفي كل جبهات القتال إلى جانب أخواتهم أبناء الشمال، ليس لاستعراض العضلات وإنما من باب الوازع الأخوي، عاش الشعب اليمني حرًّا موحدًا خالدًا في كنف الجمهورية اليمنية.
تعد ثورة 14 أكتوبر منعطفًا مهمًّا واستثنائيًّا في تاريخ اليمن المعاصر قهرت المستعمر وانتصرت للإرادة الشعبية والأهداف العظيمة، والقيم الإنسانية النبيلة، وستبقى ذكرى هذه الثورة حية في قلوب الأجيال يستلهمون منها المعاني السامية، وتمنحهم الثقة بقدرة الشعب على تحقيق التطلعات مهما كان حجم التحديات. إن ثورة 14 أكتوبر هي امتداد لثورة 26 سبتمبر الخالدة، هي انتصار لجميع اليمنيين ضد المحتل الأجنبي والإمامة الكهنوتية، وما كان لطلائع ثورة سبتمبر أن يواصلوا مسيرة النضال من دون أن تفتح مدينة عدن الباسلة أبوابها ويتخذوها منطلقًا لنشاطهم الثوري، فواحدية الأهداف والنضال المشترك التي عمل من أجلها الثوار للتخلص من الاستعمار البغيض والحكم الإمامي البائد لتمهيد المجال أمام مشروعهم الحضاري الذي نجحت ممارسات الإعاقة والتعطيل في الحيلولة دون تحقيقه، ولو في الحد الأدنى من الطموح الوطني، وهو ما يحتم علينا جميعًا العمل لاستعادة فكر وجوهر ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وإعادة الاعتبار لنضالات رواد الحركة الوطنية الأوائل.
إن الوضع اليمني الحالي هو نتيجة أخطاء الأنظمة المتعاقبة ويجب علينا العمل يدًا بيد وبكل صدق ومسؤولية لرسم معالم المستقبل وتجاوز الماضي بكل الأخطاء المتراكمة والموروثة منذ عقود طويلة، وإخلاص النوايا وكف أيدي العابثين بمصالح الشعب والوطن من دعاة العنف والإرهاب والالتفاف حول مشروع استعادة الدولة من قبضة الميليشيات الانقلابية، التي مارست أبشع الجرائم في حق أبناء الشعب ومؤسساته، وهو ما يزيدنا إيمانًا بالعمل الدائم والمستمر لإسقاط الانقلاب من أجل عزة الوطن وكرامة المواطن، والتاريخ لن يرحم من لم يقف في صف الشعب في الظروف الاستثنائية والصعبة، فإن جسر العبور الآمن للوطن هي مخرجات الحوار الوطني نحو مستقبل مشرق وغد مزدهر.
* باحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، كلية لندن للإقتصاد والعلوم السياسية LSE