آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

14 اكتوبر ثورة الهوية والوحدة اليمنية
بقلم/ عبدالخالق عطشان
نشر منذ: 3 سنوات و 8 أشهر و 18 يوماً
الثلاثاء 13 أكتوبر-تشرين الأول 2020 08:11 م
  

يظل الإستعمار استعمارا فلا يوجد استعمار سيء ولا استعمار جيد وإنما نستطيع القول أن هناك استعمار قبيح وإستعمار اقبح منه فعلى سبيل المثال فإن الإستعمار البريطاني في جنوب اليمن استعمار قبيح بينما الاستعمار الإمامي في شمال اليمن أقبح منه وأعظم خطرا لأن المستبد الإمامي يشرعن استبداده مدعيا زورا وبهتانا أنه مأمور بهذا الاستبداد من السماء وأن وسائله القمعية إنما هي تأييد وتأكيد لاستبداده وأن رموزه وسلالتهم لهم الأفضلية والرفعة على ماسواهم من البشر.

حين النظر إلى التاريخ اليمني نزداد يقينا على أن اليمن جغرافية واحدة مترابطة وزاد من ترابطها أواشج القربى والصلات الإجتماعية ويتأثر جنوبه بشماله وشرقه بغربه سلبا وإيجابا ويتداعى كالجسد الواحد إذا أصابه مايُهمه من نوازل وأحداث وما كان للمستعمر البريطاني أن يقتطع الجنوب اليمني لولا الإستبداد الإمامي والذي حاول الهيمنة على اليمن جميعا وعجز عن اخضاعه بل وكان سببا في التفريط بجنوبه وتسليمه للمستعمر لانشغاله بالصراعات البينية على كرسي الإمامة وتقاسم مغانم الحروب فيما بينهم كل ذلك الإجرام الإمامي دفع ثمنه الإنسان اليمني في شماله والجنوب.

اشراقة الـ26 من سبتمبر لم توفقها الحدود التي أقامها يحيى حميد الدين في اتفاقيته المهينه مع المستعمر البريطاني والمسماه معاهدة الصداقة والتعاون المتبادل بين اليمن وبريطانيا في 11فبراير1934م والذي بموجبها منح الاستعمار البريطاني مالا يستحقه فقد وصل الوهج السبتمبري إلى كل ربوع اليمن السعيد والذي كان وهجه علامة للثوار في الجنوب اليمني للبدء في الاستعدادات والترتيبات لبدء الثورة الأكتوبرية المباركة حيث كانت صنعاء وتعز وإب والبيضاء محطات ثورية تزود فيها ثوار اكتوبر بالتشاور والتشارك مع ثوار سبتمبر بالعتاد المعنوي والمادي ورسم الخطط والتكتيكات وتحديد الزمان والمكان لانطلاق ثورة 14 اكتوبر.

لقد كانت الجغرافية اليمنية الواحدة مُسَخرة للإنسان اليمني في تحقيق غاياته فجبل عيبان كان شريكا وشاهدا على ثورة الـ26 من سبتمبر بينما كان جبل ردفان يشرئب ويُيمم ببصره صوب شقيقه عيبان في صنعاء ينتظر إشارة البدء في تزلزله بثوار اكتوبر والذي كان على رأسهم البطل الثائر راجح بن غالب لبوزه قائد الثورة الأكتوبرية والذي مازال عليه غبار مشاركته في ملاحقة فلول الإمامة بُعيد ثورة 26سبتمبر في شمال الوطن حتى حانت ساعة الصفر وانسكب الثوار من جبل ردفان معلنين ساعة الخلاص من الإستعمار البريطاني ومع الإنطلاقة الأولى للثورة كانت التضحية الكبرى فقد ارتقى القائد لبوزة شهيدا بدمائه مخضبا ومخضرما جمع بين نضالين ضد الإمامة والإستعمار البريطاني.

 

 لقد صنعت المملكة المتحدة تاجها وطرزته من أشلاء وجمائم أبناء المستعمرات التي استعمرتها وحسبت أن اليمن أضحى جوهرة في تاجها وأرضا تستقر فيه بعض أشعة شمسها الوهمية التي لاتغيب غير أن لهب بنادق ثوار اكتوبر وعزمهم واصرارهم مزقوا أشعتها وبددوا أحلامها وأدرك حينها المستعمر أنه زائلٌ لامحاله واعترف تحت وطأة النضال اليمني بأنه يواجه ( الذئاب الحُمر) الذين نهشوا كبرياءه وافترسوا غطرسته ليعلن هزيمته ورحيله ابتداءا في 1968 م غير أنه لم يطق البقاء لضراوة الفعل الوطني النضالي الاكتوبري ليُقدِم ساعة رحيل آخر جندي له في 30نوفمبر1967م.

إن التعاون الثوري وبناء جسور النضال بين ثوار سبتمبر وأكتوبر والتأكيد على اسم اليمن في كل محاور لقاءاتهم في الشمال والجنوب وجعل الجغرافيا اليمنية كلها منطلقا لفعالياتهم الثورية بل وفي لقاءاتهم الخارجية ومشاركة ثوار من الجنوب في مواقع قيادية واستشارية في شمال اليمن والعكس ليدل دلالة واضحة أن التشطير ومحاولة سحق الهوية اليمنية خطيئة طارئة وجُرمٌ عابرا قترفته الإمامة والاستعمار البريطاني استطاعت ثورة أكتوبر وقبلها سبتمبر التأكيد على أن الهوية يمنية والوحدة قدر اليمنيين والعروة الوثقى التي لانفصام لها.

فهل يعتبر دعاة التشطير اليوم والمضيعون لهويتهم اليمنيىة الأصيلة ومن يدعمهم في الخارج أنهم ينكرون حقائق الجغرافيا ويتنكرون لتاريخهم العريق ويكفرون بتضحيات الثوار وينحدرون صوب التلاشي والضياع ؟؟.