عاجل ..مروحية الرئيس الإيراني تتعرض لحادث... وأنباء متضاربه حول مصير ابراهيم رئيسي تراجع مستمر.. آخر تحديث بأسعار الصرف في صنعاء وعدن وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية بـ 15 لغة بهدف توعية الحجاج إعلان هام من الديوان الملكي السعودي بشأن صحة الملك سلمان وفاة نجل العلامة العمراني السفير والدبلوماسي اليمني عبدالوهاب محمد شاهد.. أشهر يويتوبر عربي يصل اليمن لهذه المهمة وناشطون يدعون لتسهيل حركته وتنقلاته الإعدامات في إيران تتصاعد بشكل مخيف و 50 حالة خلال الشهر الجاري إنقسامات وخلافات حادة تعصف في حكومة الإحتلال الإسرائيلية وقد تقلب موازين المفاوضات على الهدنة جيش روسيا يواصل التقدم والزحف ورئيس أوكرانيا يعلن عن هجومًا أوسع نطاقًا احتدام الصراع الرئاسي بين ترامب وبايدن واتهامات بالخرف والمخدرات والقادم أعظم
حمود أبو طالب
إذا كان الشيطان يكمن في التفاصيل فإن أكبر الشياطين يسرح ويمرح في تفاصيل السياسة التي تحول الشعوب إلى كائنات تتلظى بالبؤس والشقاء إن هي حاولت الحصول على بعض حقوقها، كما يحدث الآن في اليمن، التي لو وصفناها في هذا الوقت بالسعيدة فإننا نرتكب ذنبا ونقترف خطيئة في حقها. نعم كانت سعيدة، لكنها اليوم ينطبق عليها وصف شاعرها العبقري عبدالله البردوني:
هذي البيوت الجاثمات إزائـي
ليل من الحرمان والإدجاءِ
من للبيوت الهادمات كـــأنها
فوق الحياة مقابر الأحيــاء
تغفو على حلم الرغيف ولم تجد
إلا خيالا منه في الإغــفاء
وتضم أشبـاح الجيـاع كـأنها
سجن يضم جوانح السجناء
القمم الخضراء والسفوح المخصبة والسهول الوارفة لم تعد قادرة على حماية اليمني البسيط من وحش الفاقة والحرمان، لأن السياسة جرفته في دواماتها وألقت به صريعا على ضفة الألم، بينما صانعو اللعبة، رابحهم وخاسرهم، يرفلون في النعيم على حساب ألمه.. السياسة الملعونة أدخلت اليمني من أزمة إلى أزمة ونقلته من محنة إلى محنة، وحين قرر الخروج من أسر الوصاية على حياته كان الثمن باهظا، وها هو الآن يدفعه من رمق الحياة..
بعد أكثر من عام على أحداث اليمن، وبعد المواربة والتحايل والالتفاف على وصف الأوضاع بصفتها الحقيقية، أجبرت الحالة اليمنية كل المعنيين بالأوضاع الإنسانية على تسميتها بـ «الكارثة»، وهي بالفعل كارثة حين تؤكد البعثة الدولية الإنسانية أن اليمن يعاني من أزمة متفاقمة يتجاهلها المجتمع الدولي رغم مستواها المماثل لتلك المسجلة في القرن الإفريقي، وحين تتحدث لغة الأرقام سنتأكد أن هذه المعلومة ليست إنشائية أو مشوبة بالمبالغة..
هناك انعدام خطير للأمن الغذائي حين يعاني حوالي عشرة ملايين يمني من مشكلات في الحصول على الغذاء وتأمين لقمة العيش، وهناك مؤشر أحمر حين يحتاج خمسة ملايين يمني إلى مساعدة فورية لأن أنياب الجوع تنهشهم بضراوة، وهناك أكبر من كارثة أخلاقية حين نعرف أن أكثر من مليون طفل مهدد بالفناء نتيجة مضاعفات سوء التغذية.. ويمكن التأكيد أن الأرقام أكبر مما تذكره المنظمات الدولية لأنها غير قادرة على الوصول إلى عمق المأساة، وبالتالي تخيلوا كيف هو الوضع الحقيقي في اليمن..
لن نطيل في شرح الحال لأنه لا يحتاج إلى مزيد من الشرح.. والأفضل أن نتوجه إلى الذين أنقذوا اليمن سياسيا من خلال المبادرة الخليجية، أن ينقذوه إنسانيا بمبادرة إنسانية سريعة..
إليك يا ملك الإنسانية أتوجه بالنداء..
إليك يا خادم الحرمين الشريفين..
إليك يا من تسطع نخوتك وشهامتك ومروءتك عندما تسمع صرير المعاناة أو تشاهد ملامح التعب..
إليك يا من بنيت جسور الإنسانية بين شعبك وشعوب العالم:
شعب اليمن الشقيق، إخوتنا هناك، يحتاجون عاجلا إلى جسر يمتد إليهم من قلبك الكبير الناصع..