قتل صباح - اليوم الأثنين- مجاهد مهيوب سرحان، 20 عاما، وأصيب شخصين آخرين أحدهما يدعى "مارش محمد قائد" وجرى نقلهما إلى مستشفى اليمن الدولي. في حين أصيب جندي نتيجة إلقاء مسلحون مجهولون قنبلة يدوية على طقم عسكري تزامنا مع بدء إدارة الأمن بنشر خطة أمنية لاستعادة الأمن بالمدينة.

وقالت مصادر محلية لـ(مارب برس) أن حادث مقتل مجاهد سرحان، وإصابة الأثنين الآخرين، جاء نتيجة نزاع نشب على خلفية أرضية يتنازع عليها طرفين من أبناء مناطق المخلاف شرعب ويدعي كل طرف ملكيته لها.

وإلى ذلك أفاد شهود عيان ان انفجار قنبلة يدوية ألقاها مسلحون مجهولون صباح اليوم ا على طقم عسكري كان يرابط في جولة الحوض القريبة من مبنى محافظة تعز ، مما أسفر عن إصابة جندي نقل على اثرها إلى المستشفى العسكري. تزامنا مع تدشين إدارة أمن المحافظة لخطة أمنية لا ستعادة الأمن في المدينة.

وبينما رفضت الأجهزة الأمنية الإفصاح لمراسل مارب برس بتعز عن أي معلومات حول الحادث. أوضح شهود عيان " أن مسلحين كانا يستقلان دراجة نارية عند جولة حوض الأشراف، ألقيا قنبلة على طقم تابع للأمن المركزي، عند اقترابهم منه، ولاذا بالفرار، فيما أصيب أحد الجنود بإصابة متوسطة- بحسب وصف شهود العيان.

وأكد مراسل مأرب برس أن الحادث جاء تزامنا مع بدء إدارة أمن محافظة تعز، تدشين خطة الانتشار الأمني التي تهدف إلى إعادة الأمن والاستقرار للمحافظة. مشيرا إلى أن الحملة "تبدأ بالتوعية الأمنية وتوضيح خطر تأجير الدراجات النارية للمسلحين ودعوة أصحاب الدارجات لعدم تسليم دراجاتهم النارية لأي كان قريبا أو بعيدا كي لا يكونون عرضة للمساءلة في حال تم استخدام تلك الدراجة فيما يعرض امن المواطن للخطر".

وأوضح مصدر أمني في إدارة أمن تعز لـ" مأرب برس" أن الحملة تهدف إلى إنهاء المظاهر المسلحة بالمدينة" والتي قال أنها "أضرت بالصورة الحضارية لأبناء تعز واستخدمت استخدام سيئ لا يخدم ثقافة وسلمية أبناء المحافظة التي عرفوا بها".

 وقال:" أن هذه المظاهر قد تستخدمها جماعات إرهابية لتشويه صورة اليمن على وجه العموم وصورة أبناء تعز على وجه الخصوص وهذا لا يليق بأبناء مدينة تعز التي عرفت بمدنيتها وحضارتها وثقافتها على مر التأريخ". منوها إلى أن أبناء تعز "لن يسمحوا بانتشار مثل هذه المظاهر المسلحة أو ان يتخلوا عن مدنيتهم وثقافتهم ليستبدلوها بالفوضى والعنف واللجوء إلى السلاح". ويأتي تدشين الحملة بعد يوم واحد من مقتل معلم أمريكي على يد مسلحين من تنظيم القاعدة، وفي وقت لا تزال التحريات متواصلة لمعرفة عن سبب مقتله.

إلى ذلك تتواصل ردود الفعل حول الانفلات الأمني الذي تشهده مدينة تعز ومقتل المدرس الأمريكي - يوم أمس الأحد - حيث استنكر المركز القانوني الدولي الإنساني لحقوق الإنسان ماوصفها بـ"الجريمة الشنعاء التي راح ضحيتها أحد مدرسي المعهد السويدي في تعز الأمريكي الجنسية وما سبقها من جريمة تفجير لمنزل أحد أعضاء المجلس المحلي بالمحافظة ، الذي قال انه "يعد من كبار أصحاب رؤوس المال في اليمن".

وأدان المركز في بلاغ صحفي- تلقى مأرببرس نسخة منه- "التفجيرات التي حصلت في كلا من محافظة عدن , وحضرموت بالإضافة إلى حرب أبين وصعده وغيرها من الممارسات الخارجة عن القانون كجرائم الخطف للأجانب واستهداف المرافق العامة والخاصة بالتفجيرات واستهداف الأطقم الأمنية بالاختطاف وإطلاق النار". معتبرا أن ذلك :" يمثل خطراً محدقاً بكل الوطن حيث يحاول الخارجون عن القانون إعادة الأمور إلى المربع الأول ونشر الفوضى وعدم الاستقرار في كامل التراب الوطني" وفق بلاغ المركز .

وحذر المركز القانوني الدولي، الجميع من خطورة الأوضاع وما تمثله تلك الحوادث من تشويه صور اليمن محليا وخارجيا ، منبهاً كل الجهات المسئولة والقيادات السياسية إلى ضرورة الالتفات للانتشار المفزع للأسلحة بأيدي المدنيين وعودة المظاهر المسلحة إلى شوارع المدن وما تمثله لدى عامة المواطنين من رعب وإرهاب وارتباطها بتجدد الانفلات الأمني".

وقال بلاغ المركز أنه :"إذ يحمل الجميع مسئولية الحفاظ على حياة وممتلكات الأفراد وأمن واستقرار المجتمع فأنه يدعو جميع القوى الحية في هذا الوطن على التكاتف وتحمل المسئولية أمام الله من جر اليمن إلى هاوية الحرب الأهلية والانفلات الأمني". مناشدا الجميع "بالبدء في تطبيق حملة تعز بلا سلاح لتكون منطلقاً ليمن بلا سلاح ليأتي اليوم الذي تكون فيه جميع مدننا بدون مظاهر مسلحة ولينعم مواطنينا بالأمن والأمان ولتتجه الجهود نحو بناء اليمن الجديد في مجالاته المختلفة" .

ومن جانبها أدانت لجنة الحقوق والحريات في نقابة المحامين ومركز معين للتنمية المجتمعية والمركز اليمني للعدالة الانتقالية بتعز حادث مقتل المعلم الامريكي بالمحافظة. واعتبروا - في بيان مشترك لهم ما تعرض له المدرس الأمريكي "جريمة بشعة انتهكت فيها كل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية والقوانين المحلية".

وحملوا في البيان الذي تلقى " مأرب برس" نسخة منه وزارة الداخلية ممثلة بإدارة أمن تعز المسئولية الكاملة عن حالة التفلت الأمني الذي تمر به المحافظة و الانتشار الملحوظ لظاهرة حمل السلاح دون رقيب أو حسيب".

وقال البيان :" كما ندين ما تعرض له المحامي هاني العزاني من اعتداء بالضرب على خلفية تصريحه في قناة السعيدة عن مقتل الأمريكي جويل، وبأن من اغتاله هو شخص يرتدي الزى العسكري من قوات الأمن المركزي، مؤكدا على انه قد تم الاعتداء على المحامي من قبل "بلاطجه مأجورين". وناشد البيان "كل الخيرين في هذا الوطن الإبلاغ عن أي معلومات حول الواقعة حتى تأخذ العدالة مجراها ويتم ضبط القتلة والمعتدين" وفق تعبير البيان الجماعي .