حكمت محكمة الصحافة والمطبوعات, الاثنين 24/5/2010, بحبس الزميل سامي غالب- رئيس تحرير النداء الأسبوعية المستقلة الصادرة من صنعاء, وثلاثة آخرين من زملاء المهنة, وهم: عبد العزيز المجيدي، وشفيع العبد، وفؤاد مسعد، إضافة إلى الكاتب والأديب ميفع عبد الرحمن ثلاثة أشهر مع وقف التنفيذ، وأدنت الصحيفة بالتحريض وإثارة النعرات المناطقية والعنصرية، على خلفية مواد وتحقيقات صحفية تتعلق يما يجري في المحافظات الجنوبية, في حين أفرجت النيابة العامة ظهر اليوم ذاته عن الصحفي "حسين اللسواس" الذي كان معتقلا بالسجن المركزي بصنعاء, بناء على توجيهات الرئيس علي عبد الله صالح التي أصدرها بمناسبة العيد العشرين للوحدة اليمنية والتي قضت بالإفراج عن جميع المعتقلين من المحافظات الجنوبية, وأولئك الذين اعتقلوا على خلفية حرب صعدة الأخيرة.

وقال سامي غالب- رئيس تحرير صحيفة النداء إنه تفاجأ, وزملاؤه, بـ"الحكم الذي تم غيابيا ولم نطلع على حيثياته", مبديا أسفه على حكم الإدانة الذي أصدره القاضي "على الرغم من أن النيابة ظلت طوال جلسات المحكمة منذ ديسمبر 2009, عاجزة عن الرد عن الدفوع الجوهرية من محامي الدفاع, ولم تستطع تقديم أدلة على اتهامها للصحيفة بالتورط في إثارة المناطقية أو نشر أخبار كاذبة".

وأضاف غالب لـ"مأرب برس", "نحن لم نتمكن من السماع لحيثيات الحكم, ونتمنى أن نحصل على نسخة منه حتى يتمكن محامونا من تقديم عريضة استئناف", شاكرا المحاميين نبيل المحمدي, وشكيب الحكيمي "على دفاعهما الطوعي والأداء المتمكن خلال جلسات المحاكمة والذين زودنا بالثقة بأدائنا الصحفي", كما شكر "كل زملاء المهنة وكل الذين تضامنوا معنا".

إلى ذلك, كشف مصدر مسئول في اللجنة الأمنية العليا, طبقا لما نقله موقع سبتمبر نت, عن ترتيبات تجري حاليا للإفراج عن (200) معتقلا على ذمة أحداث صعدة, و(98) معتقلا على ذمة الأحداث التي جرت في المحافظات الجنوبية, "تنفيذاً لتوجيهات الرئيس علي عبد الله صالح", وما جاء في "خطابه التاريخي الهام الذي ألقاه عشية الاحتفالات بالعيد الوطني العشرين للجمهورية اليمنية".

من جهته, اعتبر "منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان" الحكم الصادر بحق صحيفة النداء ورئيس تحريرها وأربعة آخرين من محرريها وكتابها, بأنه "تأكيداً على التردي الخطير في وضع حرية الرأي والتعبير، والحريات الصحفية خصوصاً في اليمن".

وقال المنتدى, في بيان له حصل "مأرب برس" على نسخة منه, إن الحكم "يعزز الانحدار المستمر في الالتزامات الوطنية بحقوق الإنسان ويفاقم من سوء السمعة الدولي الحائق بوضع الحريات على المستوى الوطني".

وأكد منتدى الشقائق على "إدانته البالغة والصريحة لهذا الحكم بحق صحيفة النداء المستقلة، الذي يتناقض بشكل علني مع الوعود الرسمية بإطلاق صفحة جديدة على صعيد حقوق الإنسان والحريات على المستوى الوطني", مستنكرا بشدة "هذا التأسيس للأحكام القضائية على اتهامات فضفاضة بالتحريض وإثارة النعرات المناطقية وغيرها يتم تكيفها للحد من حرية عمل الصحف وتناولها بالنقد للشأن العام، ويؤكد على كون هذا النوع من الملاحقات القانونية بحق الصحافة والصحفيين يؤسس لتحول شمولي يضرب حرية الرأي والتعبير بما هي تشكله من ضمانة رئيسية للديمقراطية في اليمن ويخلق مناخاً معادياً تجاهها".