اليدومي : يجب اليقظة والحذر من أصحاب المشاريع المشبوهة..كلمات الأحزاب تشيد بأداء الإصلاح

الأربعاء 11 مارس - آذار 2009 الساعة 11 مساءً / مأرب برس - خاص : علي الغليسي
عدد القراءات 6358
 

قال الأستاذ محمد عبدالله اليدومي القائم بأعمال رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح إن قرار النضال السلمي الذي انتهجه الإصلاح والمشترك جاء تعبيرا عن العزم والإصرار والتصميم على تلبية تطلعات الشعب في التغيير السلمي والديمقراطي ، مؤكدا أن قطار النضال السلمي تحرك ولن يتوقف بإذن الله حتى يتحقق الإصلاح السياسي والوطني الشامل.

وأضاف في كلمته التي ألقاها في إفتتاح الدورة الثانية للمؤتمر العام الرابع للإصلاح أن النضال السلمي لايعني السهولة والدعة وأنه بدون الإستعداد للتضحية وامتصاص الصدمة يتحول النضال إلى شكل من أشكال المهادنة مع الظلم والفساد حيث أن الاستفزازات كثيرة ومحاولات الاستدراج إلى العنف وسرقة الجهود وتوظيفها من قبل المشروعات المشبوهة ستأخذ أشكالا عديدة مما يتطلب الكثير من اليقظة والحذر لا التجمد والتوقف .

واعتبر اليدومي السياسات التي وصفها بالغير رشيدة التي أنتهجتها السلطة أنتجت خلال الفترة الماضية جملة من الاختلالات الخطيرة طالت مختلف جوانب الحياة حيث مورس التضييق على الحريات والحقوق وأهدرت الثروات والمال العام ، وتدهورت الأوضاع الصحية والتعليمية وكل الخدمات الأساسية والضرورية التي تقدمها الدولة للمواطنين كواجب دستوري مشيرا إلى أن السلطة فوتت على اليمنيين فرص البناء المؤسسي للدولة الوطنية القادرة على إنجاز عملية التنمية الشاملة والعادلة والتي طالما حلم اليمنيون بها وناضل الثوار والأحرار في سبيل تحقيقها حيث جرى تكريس الممارسة الفردية على حساب دور المؤسسات الدستورية وحلت الولاءات والمصالح الضيقة محل الشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية مشددا على ضرورة أن تتداعى القوى و تطرح الأطراف السياسية والإجتماعية كل أجندتها على الطاولة بدرجة عالية من الشفافية والصدق تسمح بإدارة حوار جاد ومسئول يفضي إلى ما من شأنه إخراج البلاد من أتون الأزمات القائمة التي استفحلت في مجمل الأوضاع وأحكمت حلقاتها على الحاضر والمستقبل ، وتأسف اليدومي على تقاعس السلطة التي كان بإمكانها في الفترة الماضية أن توفر الأجواء لتحقيق ذلك الذي كان يمكن أن يجنب البلاد الكثير من الإشكالات ويقطع الطريق أمام المشاريع المشبوهة .

وأشار إلى أن اتفاق الأحزاب والتنظيمات السياسية على إجراء إصلاحات إنتخابية وسياسية خلال فترة التمديد لمجلس النواب وتأجيل الإنتخابات حولين كاملين يضع الجميع أمام تحديات ومسئوليات كبيرة تفرض احترام الوقت كون إهداره كما جرى سابقا ستكون عواقبه وخيمة

اليدومي الذي بدأ كلمته بالتذكير بالشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمة الله ومحفوظ شماخ ومحمد فرحان عبد السلام ومحمد أحمد مشعوف الأسلمي والترحم عليهم ، إختتمها بشكر قواعد الإصلاح واللقاء المشترك الذين انخرطوا في النضال السلمي وشاركوا في مختلف وسائلة وتوجه بالشكر الجزيل للأخ رئيس الجمهورية على إسهامه في إنجاح المؤتمر وللأخ الشيخ حميد الأحمر ولجميع العاملين في قاعة أبو اللو على استضافتهم للمؤتمر.

من جهته نقل الأخ صادق أمين أبو رأس الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام إلى قيادة الإصلاح ومندوبي مؤتمره العام تحايا رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام وتمنياته بنجاح دورة مؤتمر الإصلاح والخروج برؤى ناضجة معتبرا مشاركته افتتاح أعمال دورة الإصلاح تنطلق من عامل الشراكة الوطيدة بين المؤتمر والإصلاح التي وجدت تحت مظلة الوحدة المباركة والتعددية السياسية مناخا مثاليا للتنامي ، مشيرا إلى موقف الإصلاح من الدفاع عن الوحدة وترشيح الرئيس علي عبدالله صالح عن المؤتمر والإصلاح في عام 1999م الناتج عن سعة إدراكهما مكامن المصلحة الوطنية العليا لليمن بعيدا عن أي حسابات ضيقة.

واعتبر أبو رأس أن تجربة اليمن الديمقراطية لا تزال ناشئة قياسا بعمر تجارب دول الديمقراطيات الراسخة إلا أن أهميتها بالنسبة لنا تتعاظم على نحو متميز كونها تجربة يمنية خالصة مبنية على أساس معطيات الواقع الداخلي وليست مستجلبة أو مفروضة ، منوها إلى أن المؤتمر الشعبي العام حافظ على نفسه الطويل ولم تمنعه الإشكاليات والتباينات في وجهات النظر حول عدد من القضايا المرتبطة بموضوع الانتخابات من التعاطي بمزيد من الشفافية وبمزيد من الديمقراطية إيمانا من المؤتمر بأن أخطاء الديمقراطية لا يمكن إصلاحها إلا بمزيد من الديمقراطية والشفافية والتنازلات التي تكفل بلوغ حالة التوافق المنشود التي تسهم في تعزيز السلام الوطني والأمن الاجتماعي

أما كلمة اللقاء المشترك التي ألقاها الأخ سلطان العتواني رئيس المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك فقد أشارت

إلى أن إنعقاد مؤتمر الإصلاح علامة واضحة على مدى التزام أحزاب اللقاء المشترك بتطوير المؤسسات التنظيمية والوثائق السياسية وركز العتواني على الأزمة السياسية التي شهدتها بلادنا بعد جلسة 18أغسطس مؤكدا أن المجلس الأعلى للقاء المشترك حين وقع على اتفاقية التمديد لمجلس النواب كان ينطلق من حرصه على مصلحة الوطن واستقراره واستجابة لصوت العقل الذي تمنى أن يكون ناظما وضابطا لكل الحوارات القادمة المتعلقة بتنفيذ بنود الاتفاق وفق جدولة زمنية محددة منوها إلى ان المشترك لن يقبل أن يكون العامان القادمان تمديدا لعمر الفساد والاختلالات والانتهاكات الصارخة لحقوق المواطن والوطن ونهب المال العام وتبديد الثروة الوطنية.

الدكتورة أمة السلام رجاء قالت في كلمتها عن المرأة أن اتساع القاعدة النسائية للإصلاح دليل على أن الإصلاح هو الخيار للمرأة التي تريد أن تنطلق لإثبات حقها دون أن تفقد هويتها ، وهو الخيار لمن أراد أن يتصدى لفكر الغلو أو لفكر التفريط وهو المكان الذي يلبي للمرأة طموحاتها ويحتوي تطلعاتها لمشاركة حقيقة أكبر وأعمق أثرا في المجتمع وقد دلت المرحلة السابقة وكذلك الميدان أن التجمع اليمني للإصلاح ينسجم في حركته مع معطيات الواقع ومع طموحاته أيضا

وأكدت رئيسة المكتب النسوي للإصلاح على ضرورة تهيئة الظروف والقوانين لمشاركة فاعلة للمرأة في المجالس النيابية وزيادة وعي أفراد التنظيم والمجتمع بأهمية مشاركة المرأة سياسيا كعضوة فاعلة تتبنى قضايا أمتها ووطنها ، مشددة على بذل جهودا حثيثة لإحداث القناعات ولتغيير النظام الإنتخابي ليصبح وفق القائمة النسبية مما يفتح الباب لمشاركة النساء في ظل أجواء آمنة خلال مراحل العملية الانتخابية ويوم الاقتراع وينأى بالمرأة عن الاستغلال السياسي الذي دأبت كثير من الاتجاهات على المتاجرة به

أما كلمة الدكتور محمد قاسم الثور نقيب الأطباء والصيادلة عن المنظمات الجماهيرية فقد طالب مؤتمر الإصلاح باتخاذ قرارات مناسبة لدعم استقلالية منظمات المجتمع المدني ورفع اليد عنها كي تقوم بدورها خارج الأحزاب في تحقيق أهدافها لصالح منتسبيها مشيرا إلى أن منظمات المجتمع المدني تحاول في ظل ظروف البلد أن تشق طريقها وسط الضباب والعراقيل من أجل توطيد بناها الداخلية أو تنشيط فاعليتها وسط منتسبيها والدفاع عن استقلاليتها في وجه محاولات الأجهزة الرسمية والحزبية لاستنساخها وتوجه في ختام كلمته بدعوة كافة الأحزاب الفاعلة إلى الإنخراط في عمل دؤوب من أجل تنشيط المنظمات النقابية والعمالية والحرفية والتعاونية والفلاحين وإخراجها من سيطرة الأجهزة الرسمية كي تنهض بدورها المستقل من أجل استخلاص حقوق العمال والفلاحين والموظفين المشروعة والارتقاء بمستوى معيشتهم.

هذا وقد تخلل حفل الافتتاح عدد من الأوبريتات الإنشادية التي تنوعت بين الفصحى والشعبي والإنجليزي كما ألقيت قصيدتان شعريتان من قبل الأخ سليمان الأهدل وفؤاد الحميري نالتا استحسان وإعجاب الحاضرين.

يذكر أن الدورة الثانية للمؤتمر العام الرابع للإصلاح أطلق عليها إسم (دورة الفقيد عبد الله بن حسين الأحمر رحمة الله) ويحضرها (4000) عضوا وعضوة يمثلون الوحدات التنظيمية بمختلف مناطق ومحافظات الجمهورية .