NoDrones حملة إنسانية عالمية ضد استخدام الطائرات بلا طيار بذريعة مكافحة الإرهاب

الإثنين 18 فبراير-شباط 2013 الساعة 05 مساءً / صحيفة مأرب برس
عدد القراءات 3346
مناهضةً للتدخل الأمريكي بشأن مكافحة الإرهاب, قاد ناشطون مدنيون حملة «#NoDrones» وتُعرّف بأنها «حملة إنسانية عالمية على موقع Twitter من أجل حظر استخدام الطائرات بلا طيار كوسيلة حرب تحت أي ذريعة حتى لو كانت تلك الذريعة هي مكافحة الإرهاب؛ لأن الطائرات بلا طيار هي بحد ذاتها إرهاب بلا حدود». 
يضيف الناشطون: «نحن في الحملة ضد نشاط القاعدة، ولكننا ضد استغلال القاعدة كحجة لاستخدام أسلحة مدمرة كالطائرات بلا طيار».
وتتصاعد احتجاجات اليمنيين ضد الهجمات التي تنفذها القوات الأمريكية في اليمن عبر طائرات Drones؛ وهي طائرات من دون طيار تجوب الأجواء اليمنية بالتحكم من قواعد أرضية وتقتل من تسميهم الحكومة الأمريكية إرهابيي القاعدة في جزيرة العرب.
والهجمات الأمريكية مستمرة في اليمن لأكثر من 10 سنوات؛ منذ بدأت في الـ3 من نوفمبر 2002.
رسميًا, انتقدت وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور, يناير المنصرم, استخدام الطائرات الأمريكية التي تعمل بلا طيار ضد الأفراد المشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة في اليمن, ودعت إلى استخدام العمليات البرية بدلًا من ذلك لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين.
وقالت الوزيرة لـ«رويترز» خلال زيارة للإمارات العربية المتحدة إن سقوط ضحايا أبرياء يمثل انتهاكا جسيمًا.
وموقف مشهور يعد معارضة علنية نادرة للإجراء الأمريكي؛ فالرئيس هادي لدى زيارته للولايات المتحدة الأمريكية سبتمبر المنصرم, امتدح نتائج طائرات الدرونز, وقال إنها تصيب أهدافها بدقة عالية. ونُقل عن السفير الأمريكي في صنعاء إشادته بهادي على أنه أكثر فاعلية ضد القاعدة من صالح, وقال إن الأول يوافق شخصيًا على كل هجوم.
وأضافت مشهور على هامش اجتماع للأمم المتحدة في دبي من أجل حملة تبرعات إنسانية لليمن إن اليمن ملتزم بمكافحة الإرهاب لكنها تدعو إلى تغيير الوسائل والاستراتيجيات؛ لأن الوسائل والاستراتيجيات يمكن أن تطبق على الأرض دون إضرار بالمدنيين ودون أن تؤدي إلى انتهاكات لحقوق الإنسان.
وأبرز من قُتل بالطائرات الأمريكية من دون طيار في اليمن الداعية أنور بن ناصر العولقي, وقُتل في الـ30 من سبتمبر 2011. يقول الدكتور ناصر العولقي, والد أنور: «أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على فعلة شنيعة عندما استهدفت بالقتل أحد مواطنيها الشيخ الداعية أنور ناصر العولقي».
وأوضح العولقي في حوار له مع «القدس العربي» أكتوبر المنصرم: «بعد استشهاد أنور جاءني اتصال من اتحاد الحريات المدنية الأمريكية (aclu) وكذا من مركز الحقوق الدستورية في الولايات المتحدة الأمريكية (ccr) وهما من أكبر المنظمات المدافعة عن الحقوق والحريات المدنية في أمريكا، وأبديا استنكارهما الشديد لما حدث، وطلبا مني الموافقة على رفع قضية في المحاكم الأمريكية المختصة ضد الحكومة الأمريكية؛ لأن جريمة قتل أنور وزملائه تمت خارج إطار القانون، وهذا يتنافى مع الدستور الأمريكي تمامًا».
وتزامن رفعنا للقضية منذ ثلاثة أشهر, يقول العولقي, مع حملة إعلامية كبيرة تبنتها بعض الصحف الأمريكية ومنظمات المجتمع المدني وأساتذة القانون، نددوا بما جرى، على أساس أن قتل الشيخ أنور العولقي يعتبر مصادرة كاملة لحقوقه التي يضمنها له الدستور الأمريكي, غير أنه لم يتم البت فيها حتى الآن.
ويعتقد بعض المحامين أن القضية قد تصل إلى أعلى سلطة قضائية في أمريكا، وهي المحكمة الدستورية العليا.
والحملة التي تبناها ناشطون عبر موقع Twitter هدفت إلى إنقاذ أرواح الأبرياء حول العالم، وقد شارك فيها أشخاص من جنسيات متعددة ومن هويات دينية ولا دينية وعرقية مختلفة من كل من: اليمن وأمريكا والسعودية ومصر وهنغاريا وجنوب أفريقيا والبرازيل وفلسطين ولبنان والسودان وبنجلاديش وباكستان وبريطانيا و سوريا والبحرين، وبينهم صحفيون أيضًا.
وبدأ الجزء الأول منها في 13 مايو 2012 بمبادرة تطوعية من المغرّدة (نون عربية @NoonArabia) حيث كان ذلك موعد زيارة مستشار أوباما لحرب مكافحة الإرهاب والمرشح لرئاسة الـ سي آي إيه «جون بيرنان» إلى اليمن, غير أن الحملة الثالثة لها - بعد أن كانت الثانية في 4 سبتمبر 2012 بعد غارات جوية أمريكية قتلت 13 مدنياً بينهم 3 أطفال في محافظة البيضاء – استؤنفت في 4 فبراير 2013 تزامنًا مع قرب تولي جون بيرنان (57 عامًا) إدارة الاستخبارات الأميركية المركزية.
وهدد ناشطون يمنيون بطرد السفير الأمريكي من اليمن. وغرد أحدهم في Twitter: «إذا كانت أمريكا تظن أنها صارت أكثر أمنًا بفضل طائرات بدون طيار فنحن على يقين أنها ستكون أكثر أمنًا بسفارات بلا سفراء».
ودعا مغردون يمنيون إلى مناهضة التدخل الأمريكي عبر هاشتاج خاص بالعمليات الأمريكية في اليمن: «شاركونا حملة لا للتدخل الأمريكي وطائرات بدون طيار في بلادي اليمن على التويتر باستخدامكم الهاش تاج : #NoDrones #US #Yemen».
وغرّدت ناشطة على Twitter: «هل تحضنون أطفالكم ليناموا في دفء حنانكم؟ هذه الأم كانت تحتضن أطفالها مثلكم تماماً، ثم زارتها القذائف»!
ورفض المتحدث باسم دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الأميركية آندروهالوس التعليق لموقع قناة «الحرة» على الحملة الإلكترونية التي يشنها اليمنيون ضد الغارات الأميركية.
ورغم أن واشنطن تتجنب التعليق عادة على التفاصيل المتعلقة بتنفيذ مثل هذه الغارات، إلا أن مكتب الصحافة الاستقصائية الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له ويتابع العمليات الأميركية، كشف في المدة الأخيرة أن ما بين 36 و56 مدنياً قتلوا خلال عام 2012 في اليمن جرّاء العمليات التي تنفذها هذه الطائرات.
وطالت هجمات الطائرات الأمريكية محافظات: مأرب، أبين، شبوة ، حضرموت، والبيضاء، إضافة إلى مناطق عدة من العاصمة صنعاء.
ووعد مرشح الرئيس الأميركي باراك أوباما لرئاسة الـ(سي.آي.أي) برينان, أعضاء مجلس الشيوخ الذين سيصوتون لإقرار تعيينه، بمزيد من الصراحة بشأن برامج مكافحة ما يسمى الإرهاب، قائلا إنه يجب إعلان عدد الضحايا المدنيين جراء غارات الطائرات بلا طيار.
وقال في ردود مكتوبة على تساؤلات لصحفيين سياسيين، بحسب «الجزيرة», إنه في تلك الحالات النادرة التي يقتل فيها مدنيون تجري مراجعات ويتم تقديم تعويضات للعائلات إذا كان ذلك ملائمًا.
وواجه برينان أسئلة حادة من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء خلال جلسة عقدتها لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ بشأن ترشيحه الأسبوع الماضي, حيث سئل - إلى جانب أساليب الاستجواب - عن الهجمات التي تشنها طائرات بلا طيار ضد المشتبه بأنهم إرهابيون في باكستان وأفغانستان واليمن ومناطق أخرى.
ودافع عن تلك السياسة وقال إن بلاده ما زالت في حالة حرب مع تنظيم القاعدة وحلفائه، وذكر أمام مجلس الشيوخ أن «استخدام القوة القاتلة ضد الإرهابيين هو الملجأ الأخير»، موضحًا أن مثل هذه الإجراءات «لا تتخذ إلا عندما لا يكون هناك أي سبيل للتخفيف من ذاك الخطر».
ويقول قادة سياسيون واجتماعيون إن هجمات الطائرات الأمريكية من دون طيار تحدث نتائج عكسية, وتقود إلى تكوين صورة سوداوية تراكم الكراهية للولايات المتحدة والغرب عمومًا, وهو ما تستفيد منه الجماعات المتطرفة في البلاد.
وقال الرئيس اليمني الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد, إن الحل الأمني المتبع في محاربة الإرهاب يؤدي إلى انعكاسات سلبية وآثار ارتدادية وتوسع النقمة الشعبية سواء على النظام الذي سمح للطائرات الأجنبية بالضرب بلا رقيب أو حسيب أو على أميركا وعلى الغرب.
وأضاف في مقابلة له مع «الشرق الأوسط», يناير الماضي: «لا ننسى أن أبرياء سقطوا ويسقطون جراء هذه العمليات العسكرية، ولنا في ما حدث في المعجلة بأبين ورفض بشبوة وفي مأرب والبيضاء وأماكن عدة، عظة وعبرة، فالقتلى كان معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ الذين لا ناقة لهم في الإرهاب ولا جمل». وأكد «على أهمية دور القوات المسلحة وقوى الأمن الوطنية في حماية الوطن وأمنه واستقراره وسيادته».




اكثر خبر قراءة أخبار اليمن