آخر الاخبار

سوء الادارة يضع اليمن على قائمة أسوأ اقتصادات العالم

الخميس 19 يوليو-تموز 2012 الساعة 06 مساءً / مأرب برس - ترجمة / مهدي الحسني
عدد القراءات 3517
 
 

مرتان خلال شهر في هذا الربيع، قام مسلحون بضرب الأنبوب المؤدي الى محطة الغاز الطبيعي المسال الذي شيدته شركة توتال الفرنسية في اليمن. ومازالت توتال بعدها بأسابيع تتفاوض مع القبائل المحلية للسماح لطواقمها بإصلاح الأنبوب وإعادة تشغيل محطة الغاز المسال التي تنتج 6.7 مليون طن في العام، وهي مكون رئيسي في الجهود التي تبذلها اليمن لتزويد مواطنيها بالمزيد من الطاقة ولتنويع إقتصادها بعيداً عن النفط الخام.

تطلب الأمر من توتال الحصول على موافقات موقعة "مع أكثر من 12 قبيلة وجماعة منشقة" قبل أن تجري محاولات إصلاح الأنبوب، وفقاً لما ذكره مصدر في ذلك القطاع الصناعي لإنترناشيونال أويل ديلي.

هكذا اصبحت الحياة في اليمن اليوم، حيث تعاني الدولة الغنية بالنفط من القبائل المتمردة وفرع تنظيم القاعدة المقاوم والطائرات الأمريكية من دون طيار التي تحلق في السماء لتثير أعمال إنتقام دموية على الأرض.

 لقد كلفت الإضطرابات السياسية اليمن أكثر من ربع إنتاجها من النفط، وساعدت في وضعها على رأس قائمة أسوأ إقتصادات العالم لهذ العام.

ثروات البلاد الطبيعية ليست سبباً في أن تكون دولة ما في قائمة أسوأ الإقتصادات في العالم، دول مثل اليمن وتشاد تجدان مكانهما في القائمة نتيجة لسوء إدارتهما.

ساعدت هجمات القاعدة والقبائل المسلحة على خفض إنتاج النفط بمعدل 125,000 برميل يومياً العام الماضي، وسط إنتشار العنف الذي أدى إلى إستقالة علي عبدالله صالح الذي حكم فترة طويلة من الزمن.

تقول باربارا بودين، وهي بروفيسورة في كلية وودرو ويلسون للشؤون الدولية بجامعة برينستون، وسفيرة الولايات المتحدة لدى اليمن من 1997-2001 "بمعني أن اليمن مرت بعاصفة شاملة.

 الاضطرابات السياسية كانت مدمرة لليمن، كما كان الحال بالنسبة لمصر و ليبيا، لكنك تتحدث عن دولة كانت أصلاً تراوح في الحضيض."

تمتاز اليمن عن جاراتها مثل سوريا و ليبيا و أفغانستان، كما تقول بودين بتركيبتها السكانية المتماسكة و المقسمة بين المذهبين الإسلاميين الشافعي و الزيدي. قد تمثل القبائل مشكلة بالنسبة للمستثمرين الأجانب مثل توتال، نتيجة لمطالبتهم بوعود صارمة بتوظيف أفراد القبيلة مقابل تقديمهم للحماية. لكن ذلك يختلف في الدرجة فقط، و ليس النوع، عن الضغوط التي تمارسها بعض المدن على شركات مثل وول مارت قبل السماح لهم بالتوسع. "الأمر أقل تلميعاً في اليمن." وفقاً لبودين.

وتمتلك البلاد ربما أفضل ميناء طبيعي في العالم، عدن، المرسى الواقع ضمن بقايا بركان عتيق. لكن اليمن لديها صعوبة في جذب الاستثمارات نتيجة لسمعتها و الخطر الذي عززه تفجير المدمرة الأمريكية يو إس إس كول في ميناء عدن في العام 2000. و في هذه الأثناء حذرت منظمتي اليونيسيف و أوكسفام من الازمة المتصاعدة، حيث يفتقر نحو 10 مليون شخص للغذاء الكافي، و يعيش 40 بالمائة من السكان تحت خطر الفقر. و في ظل زيادة سنوية بمعدل 2 بالمائة في عدد السكان الذي يشكل الشباب معظمه و الأمية المنتشرة، ستواجه اليمن كارثة إقتصادية إذا لم تقوم بتطوير نظام التعليم و تنوع من إقتصادها، الذي يعتمد الآن بشكل رئيسي على زراعة الكفاف.

*مجلة فوربس الأمريكية - تقرير دانيال فيشر

ترجمة مهدي الحسني

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة عين على الصحافة