منذ الأربعاء المنصرم ومحافظة عدن تعيش احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالب بإسقاط النظام, وسقط خلالها حتى الآن 9 قتلى وعشرات الجرحى, وجميعهم من المدنيين, باستثناء إصابة جنديين مساء اليوم الاثنين في مدينة الشيخ عثمان من قبل مجهولين كانوا يستقلون سيارة مدنية.

اليوم الاثنين, قال مصدر محلي في محافظة عدن إن مجهولين كانوا يستقلون سيارة مدنية أطلقوا النار على طقم عسكري في مدينة الشيخ عثمان, وسط عدن, ما أدى إلى جرح جنديين من الأمن المركزي, قبل أن يلوذوا بالفرار.

إلى ذلك, لا يزال الآلاف في مدينة المنصورة معتصمين منذ الأربعاء الماضي, فيما خرج المئات مساء اليوم الاثنين في مدينة المعلا, وآخرين في مدينة الشيخ عثمان للمطالبة برحيل نظام الرئيس علي عبدالله صالح.

وسُمعت مساء اليوم الاثنين (التاسعة والنصف) اشتباكات بالرصاص الحي في حي السعادة بمديرية خور مكسر لم يعلم مصدرها بعد.

إلى ذلك, لا تزال محافظة عدن تعيش صراعا محموما بين قياداتها, أبرزها الصراع الدائر بين محافظ المحافظة الدكتور عدنان عمر الجفري ومدير الأمن عبدالله قيران على إثر استخدام الرصاص الحي في قمع المتظاهرين وهو ما أدى إلى قتل العديد من المواطنين المدنيين بينهم أطفال, إضافة إلى جرح العشرات.

مصادر أمينة تحدثت, الجمعة الماضية, عن توقيف مدير أمن عدن العميد عبدالله قيران وتكليف اللواء صالح الزوعري نائب وزير الداخلية بالإشراف على أمن عدن, إلا أن توجيهات عليا كانت قد قضت بإعادت قيران إلى منصبه, وهو ما أثار حنق المحافظ الجفري الذي لم يتورع عن تقديم استقالته التي تم رفضها.

مراسل "مأرب برس" في محافظة عدن أكد في وقت سابق نقلا عن مصادر خاصة تقديم محافظ محافظة عدن د. عدنان الجفري استقالته احتجاجاً على عدم التزام الأمن بتوجيهاته فيما يخص التعامل مع المتظاهرين، إلا أن توجيهات عليا رفضت الاستقالة.

وكشفت مصادر مطلعة خاصة لـ"مأرب برس" في وقت سابق أن أحد أسباب استقالة محافظ محافظة عدن تكمن في عودة مدير الأمن عبدالله قيران بأوامر عليا، حيث بث التلفزيون الرسمي السبت المنصرم اجتماعا للجنة الأمنية بعدن برئاسة نائب الرئيس عبدربه منصور هادي، وهو الاجتماع الذي تغيب عنه المحافظ الجفري وحضره قيران.

وقالت مصادر خاصة إن نائب الرئيس عبدربه يدفع باتجاه إقالة قيران إلا أن توجيهات عليا تصر على بقاء قيران مديرا لأمن عدن, فيما المحافظ الجفري يواصل اعتكافه في منزله منذ أيام.

وكان محلي صيرة قد قدم استقالته مطلع الأسبوع الجاري؛ احتجاجا على قمع المحتجين بالرصاص في محافظة عدن, فيما كان محلي الشيخ عثمان بأعضائه الـ26 قد قدم استقالته أيضا لذات السبب, في وقت تعرض فيه مبنى الأخير للإحراق الأسبوع المنصرم.

إلى ذلك علّق محلي مديرية المنصورة نشاطه, الأسبوع الماضي, في حين لوح بتقديم استقالته جراء قمع الاحتجاجات السلمية في المحافظة.

وتشهد مديريات المنصورة, والشيخ عثمان, وخور مكسر, والمعلا, والتواهي وكريتر احتجاجات مستمرة يقودها آلاف الشباب منذ الأسبوع المنصرم, للمطالبة بإسقاط النظام, بالتزامن مع مظاهرات أخرى تقدر بعشرات الآلاف في كل من تعز وصنعاء محافظات أخرى للمطالبة برحيل النظام.

وقال مراسل "مأرب برس" في عدن إن مديرية المنصورة تحتضن أكبر تلك الاحتجاجات التي تشهدها عدن, والتي كان المحتجون فيها قد نصبوا لهم خياما منذ الأربعاء الماضي, فيما لا يزال اعتصامهم مستمرا للأسبوع الثاني على التوالي.