الجفري: لا نتمنى لبلادنا صوملة ولا تونسة والانتخابات لن تحل ازمات البلاد

الثلاثاء 18 يناير-كانون الثاني 2011 الساعة 10 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 3489

وصف عبدالرحمن الجفري ريس حزب رابطة ابناء اليمن (رأي) المرحلة التي تمر بها بلادنا اليوم بالحرجة والخطيرة، معبراً عن الخشية من أن تكون البلاد مقدمة على تونسة أو صوملة، مؤكداً "بأن حزب (رأي) لا يتمنى لبلادنا لا تونس ولا صومال، مضيفاً "هناك من يصر على إيصالنا إلى ما آلت إليه هذه أو تلك من خلال عدم الجدية في إيجاد معالجات جذرية عميقة لمختلف أزمات الوطن".

واشار الجفري في افتتاح الدورة الاعتيادية لسنة 2011، للهيئة المركزية لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي) صباح اليوم في العاصمة صنعاء، إلى أن الانتخابات التي يتعالى الصخب السياسي حولها اليوم ليست إلا "أداة"، ومن ثم فإن إجراءها في موعدها أو عدم إجراءها "لا يمكن أن يوفر معالجات جذرية للحالة الخطيرة والحرجة التي تعيشها البلاد بل إنها ستعيد إنتاج ماهو أسوأ، ولن يتأتى بها حل أزمة الجنوب ولا أزمة في صعدة، ولا الأزمة الاقتصادية".

وقال إن "انعدام الرؤية سيقود البلاد إلى كارثة، ونخشى أن رئيس البلاد لا تصله إلا معلومات مغلوطة عن حقيقة أوضاع الوطن وما بلغته أزماته من مستويات خطيرة".

مضيفاً: الأزمة السياسية كالمرض العضال، وهي ليست كامنة في من يحكم بل كيف يحكم؟، ولهذا فإن نظام الدولة البسيطة هو جذر كل الأزمات والمشكلات، ومن هنا فإن رؤيتنا المعلنة في مارس من العام الماضي المتضمنة ضرورة التوجه نحو إعادة هيكلة الدولة واعتماد الفيدرالية من إقليمين شمال وجنوب في إطار كل إقليم وحدات حكم كامل الصلاحيات، هي المخرج الأسلم والأقل كلفة من التأزم والتشظي التي تكاد أن تعصف بالوطن، ونحن نأسف أن نسمع ساسة كبار في البلاد يقولون أن النظام الاتحادي الفيدرالي كالانفصال، وهو طرح مغلوط فلم يحصل في الدنيا والتاريخ أن دولة قامت على نظام اتحادي فيدرالي قد فشلت، كما لم يحدث أن نظام دولة بسيطة قد أبقى على الوحدة.

وأضاف أن الدولة المركبة تعد النموذج الأنجح لإقامة وحدات وحمايتها حيث أن كل مواطن يشعر في سياقها بأنه مشارك وليس تابع، ولذلك فإن أكثر من 120دولة في العالم تعتمد الفيدرالية استطاعت أن تحقق نجاحات وإنجازات على كافة الأصعدة، أما القوة فلا تحافظ على وحدة، فإن أقمنا وحدة بالقوة فعلينا أن نحافظ عليها من خلال إرساء أسس بقائها واستمرارها.

مردفاً بأنه "إن لم نتجه صوب اعتماد الفيدرالية ستكون الأوضاع في بلادنا مرشحة لما هو أسوأ، ونحن في الرابطة نخاف على البلاد، إذا تواصل تكريس الأوضاع وعدم المبادرة إلى تحقيق الإصلاحات الجذرية العميقة فلن يكون هناك انفصال بين جنوب وشمال، بل ستكون هناك انفصالات، ولن تستطيع القوة أن تمنع هذا، ولنا في تاريخ الشعوب عبر كثيرة".

وجدد الدعوة إلى حوار شامل لايستثني أحداً بما في ذلك الحراك الجنوبي والحوثيين، وأن يعقد الحوار في مقر مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أو الجامعة العربية وبحضور أصدقاء اليمن، مشيراً إلى أن مشاركة أصدقاء اليمن في مرحلة حرجة مثل هذه ليست جديدة حيث كل المنعطفات الهامة في تاريخ اليمن المعاصر القريب منها والبعيد قد شهدت استعانة بالأشقاء والأصدقاء دون أن يحسب ذلك تدخلاً خارجياً في الشأن الداخلي.