آخر الاخبار

عاجل.. المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار في غزة.. حماس تحسم موقفها نشطاء حوثيون ساندوا الجماعة عند اقتحام صنعاء :ضحكنا على أنفسنا عاماً بعد عام ولم نجد غير الظلم والكذب وقلة الحياء والمناطقية تتبجح أكثر الارياني: التعاون بين الحوثيين والقاعدة يتم بدعم إيراني ويهدف إلى إضعاف الدولة اليمنية وتوسيع نطاق الفوضى الرحالة اليمني يناشد السلطات السعودية بمنحة ترخيص لاستئناف رحلته إلى مكة المكرمة. المجلس العربي: إغلاق مكتب الجزيرة بفلسطين يهدف الى التغطية على الفظاعات المقبلة التي قررت حكومة نتنياهو الاقدام عليها  ‏توكل كرمان: اختيار إغلاق قناة الجزيرة في اليوم العالمي لحرية الصحافة صفعة في وجه الصحافة .. وبلا قيود بالتحقيق الفوري في جرائم الاحتلال تحرك سعودي وبريطاني لدعم الصومال عبر منظمة دولية أردوغان: تركيا سخرت جميع إمكانياتها لضمان محاسبة القتلة وقد رفعنا المستوى التجاري والدبلوماسي للضغط على إسرائيل إذا اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان... ايران تتوعد تل أبيب بتحرك لم تقم به عند اجتياح غزة بعد زيارة ناجحة لمحافظة مارب .. رئيس مجلس القيادة الرئاسي يعود الى العاصمة المؤقتة عدن

الصلاحي: نظام التعليم اليمني يتصف بأزمة بنيوية انعكاسا لأزمة الدولة وغياب مشروعها الحداثي

الخميس 22 أكتوبر-تشرين الأول 2009 الساعة 03 مساءً / صنعاء- مأرب برس- بشرى العامري:
عدد القراءات 7142

أوضح الدكتور فؤاد الصلاحي- أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء:" إن النظام التعليمي اليمني يتصف بأزمة بنيوية تشمل كل مستوياته، طونه انعكاس لازمة الدولة وغياب مشروعها الحداثي، واصفا إياه بذي جودة ونوعية رديئة لا يعمل على تجسير الفجوة بين الجنسين ولا يرتقي بمهارات ومعارف الأفراد ولا يضيف إلى اﻟﻤﺠتمع . وأضاف:" هذا التردي يفقد التعليم هدفه الإنمائي والإنساني وينعكس سلبا في تحسين نوعية الحياة وتنمية قدرات الإنسان الخلاقة.

معتبرا الصلاحي التعليم في محاضرته التي ألقاها أمس الأربعاء- بالمركز اليمني للدراسات التاريخية وإستراتيجية المستقبل أن البناء المؤسسي في مختلف مؤسسات التعليم العالي ذو طابع شخصاني يفتقد إلى الإدارة الرشيدة في صنع القرارات ويضع قيود على إمكانات الباحثين ونشاطهم العلمي ولا يشكل حافزا لهم على الإنتاج العلمي وينفق موارد البحث والتطوير في مجالات السفر والاحتفالات الكرنفالية العصبوية

متهما في المحاضرة التي ألقاها في إطار استئناف المركز اليمني لنشاطاته الثقافية والفكرية الأسبوعية- الجامعات اليمنية بعدم تفكيرها وانتاجها علما خاصا ﺑﻬا ، كونها لاتهتم بضرورة جعلها مؤسسات لا نتاج الفكر والمعرفة واستيعاب التطور العلمي العالمي وتبيئته محليا- وفق تعبيره.

وقال الدكتور الصلاحي:"(اذا كانت الحكومة اليمنية قد أقرت في رؤيتها الإستراتيجية لليمن 2025 ان التعليم العالي جزءا أساسيا من البنية التحتية للتنمية الوطنية الشاملة . فهذا التصور لا يتجاوز البيانات التى تعتمدها الحكومة في خطاباﺗﻬا ذلك ان الممارسة العملية تسير بشكل معاكس لهذا الخطاب).

مبينا ان ولوج اليمن إلى مجتمع المعرفة رهين بتطور نوعي في المؤسسات التعليمية وهذا يتطلب رؤية إستراتيجية تجعل من التعليم هدفا قوميا لا يجوز التلاعب بمدخلاته ولا بنظامه وهنا يكون اعتماد الكفاءات العلمية هي الآلية الناظمة لتعيين القيادات الإدارية. ولا يمكن اعتماد رؤى ذات هواجس أمنية تضخم المخاوف من الطلاب وهيئة التدريس فالأصل اﻧﻬم جميعا مواطنين يمنيين يعملون لتحقيق مصالح الوطن وهنا يجب ان يستشعر جميع العاملين في هذه المؤسسات مواطنيتهم المتساوية الأمر الذي يعزز لديهم الحوافز الايجابية للعمل الإبداعي .

48قسما للقرآن والإسلاميات مقابل 13للفلسفة والاجتماع والاقتصاد والإعلام بالجامعات الحكومية

وأكد الصلاحي: على ان التوسع الكمي في عدد الجامعات والكليات والمعاهد ليس دليلا بحداته على التطور الايجابي للمسألة التعليمية فهذا الأخير يتطلب معايير نوعية لا كمية.

مشيرا الى ان الإشكال الحقيقي الذي أغفلته الحكومة ووزارة التعليم العالي هو ان تعدد الجامعات الحكومية جاء بصورة مكررة لبعضها خاصة وان (الجامعة الرئيسية (جامعة صنعاء) نقلت خبراﺗﻬا ومناهجها وأساليبها الإدارية وهي تقليدية بطبعها الى الجامعات الجديدة

مشيرا أيضا إلى عدم وجود جامعة حكومية تتميز بكلية نوعية تنفرد ﺑﻬا ولا بأسلوب إداري متطور ولا بأساليب تعليمية متطورة بل نجد الكثير من المقررات التعليمية نفسها تتطابق في معظم الكليات. ومما زاد الأمر سوءا نوعية الإدارة الجامعية التي تتصف بالبؤس الفكري والعلمي ,

موضحا ان تعدد الجامعات الحكومية ارتبط برغبة سياسية شعبوية أكثر منه برؤية علمية ومن هنا يدرك المرء أهمية الجامعات للنظام السياسي من خلال استخدامها سياسيا في السيطرة على الشباب والتحكم بسلوكهم وفق مقتضيات المرحلة السياسية الراهنة . وحتى هذا الأخير لم يأتي من باب المشروعية الحداثية للدولة فهذه المشروعية تقتضي ان يكون التعليم الجامعي ( وغير الجامعي) من اجل خلق مواطنون لا رعايا وهو الأمر الغائب تماما، وأضاف:" فنحن نجد مقررات تعليمية جامعية تناهض المسار الديمقراطي للدولة كما يغيب عم هذه المقررات أي إشارة الى حقوق الإنسان ، وفي حين ان التطور الكمي للجامعات الحكومية مطلوب وفق رؤية إستراتيجية تعتمد منظورا واسعا لمفهوم التعليم ودلالاته. فلا يكفي القول انه لدينا عدد من الجامعات والكليات فهذا يندرج ضمن أوهام السياسيين في تضخيم المنجزات".

وتابع حديثه عن التعليم الجامعي :" إن الجامعات لم تضف الكثير من المعارف والمهارات إلى الأفراد كما أنها لم تستطع أن تحدث تغيرا في بنية اﻟﻤﺠتمع التقليدية ومنظمتها الثقافية وذلك يرجع الى أسلوب إدارة الجامعات ومقتضيات الأداء التعليمي بصورته التقليدية

 وقال:" (ان هذه الجامعات لا تزال تعتمد على أساتذة موفدين من الخارج بما في ذلك جامعة صنعاء التى يجب ان تكون قد تجاوزت الاحتياج للموفدين من هيئة التدريس المعارين وهذا يعكس غياب رؤية مستقبلية لمسار العملية التعليمية على مستوى البلاد بشكل عام وعلى مستوى كل جامعة بحد ذاﺗﻬا) .

ومن المفترض ان ينتهي حاجة جامعة صنعاء الى الموفدين في مرحلة التعليم الجامعي وتتحول حاجاﺗﻬا الى أساتذة زائرين يعملون في مرحلة الدراسات العلياء.

مشيرا إلى أن التوسع الكمي للجامعات لم يقابله توسع مماثل في احتياجات العملية التعليمية، فقاعات المحاضرات – حسب قوله- قليلة مقارنة بعدد الطلاب وهي غير مزودة بأي وسيلة من وسائل التعليم الحديثة إضافة الى فقر المكتبات الجامعية وتخلف محتواها وغياب النشاط الثقافي والعلمي العام للطلاب داخل الحرم الجامعي وغياب المحفزات المادية والمعنوية التى تستهدف هيئة التدريس والطلاب في أن واحد

ومما زاد في تعقيد الأزمات داخل الجامعات الحكومية اتجاهها الى تبني مسارات تعليمية سميت بالتعليم الموازي والتعليم الخاص مما أثقل كاهل الجامعة وهيئة التدريس ، فهذا التعليم لا نص دستوري أو قانوني يشرعن وجوده بل من باب التحايل وفق رغبات خاصة في زيادة موارد الجامعة التى لم تنعكس ايجابا لا في رواتب هيئة التدريس ولا في تطوير أساليب التعليم ولا في المكتبات ولم يحصل الطالب نفسه على حقوقه من الرحلات والترول الميداني كتدريب هام في بعض المقررات ولا في الأنشطة الرياضية والثقافية العامة وهنا يمكن القول ان الجامعات ومختلف مؤسسات التعليم لا يمكن باي حال من الأحول النظر اليها كمؤسسات للجباية والإيرادات المالية .

واعتبر الصلاحي أن من المآخذ على التعليم ا لجامعي شيوع التماثل والتكرار المفرط لبعض الأقسام دون تطوير ملموس في المقررات التعليمية او مفرداﺗﻬا ، وحسبه- فاعتماد التكرار في الشكل والمضمون لا يساعد في بناء مجتمع المعرفة ويضعف دور الجامعة في التنمية علاوة على التأثير السلبي على الطلاب .

مؤكدا على ضرورة إحداث روح التغير والتحديث في منظومة العملية التعليمية الخاصة بكل قسم، وقال:" أن ما تكشف عنه إحصاءات (مجلس التخطيط الأعلى للتعليم) عن تكرار في أقسام قرأن وعلومه ،دراسات إسلامية منوها إلى تكرر هذا ال قسمان وبتسميات متعددة 48 مرة في حين لا يوجد في كل الجامعات الحكومية والخاصة سوى 6 أقسام للفلسفة ، 4 أقسام لعلم الاجتماع ، 2 لعلم الاقتصاد وقسم واحد للإعلام ، 4أقسام لرياض الأطفال رغم أهمية هذه الأخيرة كأقسام نوعية في كلية التربية وحاجة اﻟﻤﺠتمع العام والمدارس ف ي التعليم الأساسي لخريجيها.

واقع الجامعات اليمنية يعكس شخصانية مفرطة لا مجال معها للعمل المؤسسي

وبينما عبر الصلاحي في محاضرته عن استيائه الكبير من واقع الاتعليم الجامعي المعاش حاليا، معتبرا ياه انعكاسا اما وصفه بـ"شخصانية مفرطة" فقد طالب النظام التعليمي اليمني ان يكون مرتكزا أساسيا لبناء مجتمع المعرفة، مبينا ان من اهم معوقات بناء مجتمع المعرفة،الاعتقاد بغربية العلم والتكنولوجيا-اى إﻧﻬما غربى المنشأ- والنظر الى التنمية على اﻧﻬا عملية يتم نقلها من تجارب الدول المتقدمة أو أنها عملية تطور ونمو اقتصاد.

وأردف قائلا (نجد اهتمام كبير من غالبية هيئة التدريس ورغبة كبيرة من الطلاب للالتحاق بمساق الدراسات العلياء نجد إدارة الجامعات ووزارة التعليم العالي تتعامل مع هؤلاء وفق بيروقراطية جامدة حيث الإقرار بمساق الدراسات العلياء لم يواكبه تجهيزات في البنية التحتية اللازمة (إدارة مؤهلة ، فصول دراسية، مكتبة متخصصة، وسائل تكنولوجية ..) بل وحتى أجور هيئة التدريس متدنية ولا تأتي الا وفق متابعات تأخذ من الوقت أكثر من وقت الدراسة ذاته وقال أن السائد أن إدارة الجامعة ومجالس الجامعات والتي أصبحت تعمل وفق منطق رئيس الجامعة حيث يتبادل المنفعة مع أعضاء اﻟﻤﺠلس من العمداء ولم نسمع يوما انه تم احتدام النقاش في قضية عامة ذات اطار تنظيمي يرتبط بأسلوب الإدارة او النشاط الأكاديمي، وأطاف:" فالمعروف ان الواقع المعاش في الجامعات اليمنية يعكس شخصانية مفرطة لا مجال معها للعمل المؤسسي.

  فردية البحوث العلمية نتاجا لغياب الخطط البحثية لدى إدارة الجامعات ومجالسها الأكاديمية

وبينما دعا في الوقت نفسه القائمين على التعليم الجامعي بوجوب جعل مساق الدراسات العلياء مرتبطا بمسار تطور البحث العلمي ودعمه ماليا ، كون عدد كبير من الأطروحات الأكاديمية يمكن توجيهها نحو أهم القضايا والمشكلات التنم وية بكل مجالاﺗﻬا وبما يمكن الطلاب والأقسام العلمية اعتماد منظورا للبحث العلمي يعكس حاجات اﻟﻤﺠتمع ويلبي رغبات التطور الفكري والمنهجي للكليات والأقسام العلمية- فقد ابدى الصلاحي استغرابه مما وصفها بالمفارقة في ان البحث العلمي في الجامعات اليمنية ياخذ طابعا فرديا، وقال:" فلا بحوث مشتركة او جماعية لغياب خطط مسبقة يتم اقرارها من الأقسام العلمية او من الكليات ناهيك عن غياب الخطط البحثية من إدارة الجامعة ومجالسه الأكاديمية إضافة إلى غياب الخطط والمشاريع البحثية الجماعية يغيب عنصر التمويل للأبحاث وهنا يلجا بعض الناشطين من هيئة التدريس الى المنظمات الأهلية المحلية او الدولية لتمويل مشاريع أبحاثهم في حين تتحول موازنات البحث العلمي في الجامعات الى بدل سفر للقيادات الإدارية في الجامعة

هناك تغييب مقصود للبحث العلمي واعتماد سياسات اقصائية للتمويل الخاص بالبحث والتطوير

وأشار الدكتور الصلاحي في حديثه الى وجود تغييب مقصود للبحث العلمي من خلال اعتماد سياسات اقصائية للتموي ل الخاص بالبحث والتطوير. وغياب التنسيق بين الجامعات والمؤسسات الحكومية المختلفة وهو الأمر الذي يجب ان يخطط له من قبل وزارة التعليم العالي ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام . وان الجامعات الحكومية وهي اكبر بيوت خبرة في البلاد لا يتم استشارﺗﻬا أو إشراكها في مجالات البحث العلمي والتقييم للمشروعات الإنمائية حيث يتم الاستعانة بخبراء من الخارج وبتكاليف باهظة دون الاهتمام بالعنصر اليمني من الداخل ان الجامعات الحكومية لا تمتلك رؤية إستراتيجية للبحث العلمي ولم يتم إشراك هيئة التدريس في إقرار مثل تلك الرؤى الإستراتيجية، وبالتالي لا يمكن تعليل غياب البحث العلمي بغياب أو قلة الموازنات المالية فهذا اﻟﻤﺠال- أي البحث العلمي- يمكن أن يكون أهم مصدر من مصادر تنويع الدخل للجامعات الحكومية والإسهام في تجهيزاﺗﻬا المؤسسية اللازمة، إ ضافة إلى غياب الرؤية الإستراتيجية لهذه المؤسسات واعتماد التعيين من خارجها دون محددات موضوعية في الاقدمية والعطاء العلمي جعل من القيادات الإدارية ان تسلك في نشاطها مسلكا نخبويا لا تعطي أهمية ﻟﻤﺠموع العاملين معها في المؤسسة

واعتبر التعيين وفق اشتراطات حزبية وعلاقات شخصية، السبب وراء جعل الأداء الأكاديمي معيارا ثانويا، برزت على ضوئه صراعات متعددة في النشاط اليومي بين رؤساء الجامعات والموظفين وبينهم وزملائهم الأساتذة وخلق مظاهر تذمر انعكست في مشاعر إحباط لدى الغالبية من هيئة التدريس .

مقترحا للخروج من هذه الأزمات ضرورة إعادة انتخاب رؤساء الأقسام وعمداء الكليات وانتخاب شخصين أو ثلاثة يتم تعيين واحد منهم كرئيس للجامعة لإعادة الاحترام للمؤسسات التعليمية واعتماد تقاليد أكاديمية تحترمها جميع المؤسسات التعليمية في العالم

معللا السبب الرئيسي في هذا التكرار السلبي الى إدارة الجامعات وسوء تعاملها مع الشأن الأكاديمي إضافة الى الرغبة في افتتاح جامعات جديدة وبأسرع وقت دون الاستعداد الكامل لمثل هذا الأمر يجعل من النقل والتقليد آلية متبعة في البناء التنظيمي والأكاديمي للجامعات الجديدة، ولكن هذا لا يجب أن يعفي مسؤولية هيئة التد ريس في كل قسم من الأقسام الأكاديمية عن نشاطها التعليمي وما وصلت اليه مقرراﺗﻬا ومناهجها من مستوى متدني .. وجدد مطالبته بوجود رؤية ناقدة للنشاط التعليمي تكون لجميع الأقسام الأكاديمية ولمقرراﺗﻬا التعليمية على الأقل في كل أربع سنوات، معتبرا أن اعتمادها مثل هذه الرؤى يجب إقرارها في مجالس الجامعة باعتبارها من مفردات الرؤية الإستراتيجية للتعليم الجامعي ومن ثم تلتزم مختلف الكليات والأقسام بتنفيذها

وأضاف :" من الأمور الواضحة في وعي قيادات المؤسسات التعليمية) وزير التعليم العالي ورؤساء الجامعات ) ليس بالقليل من أعضاء هيئة التدريس التناقض والازدواجية في إدراكهم لماهية العلوم التطبيقية والاجتماعية وقال :"إن غالبية هؤلاء من خريجي كليات العلوم الاجتماعية ولم يعرف عنهم أي إبداع او إنتاج علمي الا أﻧﻬم في خطاﺑﻬم المعلن – على الأقل- يؤكدون على أهمية العلوم التطبيقية، وتابع:" وهم بذلك يعكسون بوعي زائف ما يتردد في الوعي الشعبي من أهمية مبالغة في مجالات التكنولوجيا والطب على وجه الخصوص ويتناسون بان جميع التخصصات في العلوم التطبيقية كما هي في اﻟﻤﺠتمع الغربي تستند أساسا الى اطر فلسفية تحدد ماهيتها وعلاقاﺗﻬا باﻟﻤﺠتمع

الوعي الزائف بأفضلية العلوم التطبيقية جعل الوزارة والحكومة تدفع موازنتها المالية نحو مجالاتها

وأشار الدكتور الصلاحي أستاذ علم الا جتماع بجامعة صنعاء:"ان الوعي الزائف بأفضلية العلوم التطبيقية جعل من قيادات التعليم الجامعي ووزارة التعليم العالي بل والحكومة ان تدفع بجزء كبير من موازنتها المالية نحو مجالات العلوم التطبيقية بل جزء من هذه اﻟﻤﺠالات .. مثال ذلك انشا مؤسسة البحث العلمي ودعمها بموازنة مالية كبيرة والتى عملت لعدة سنوات بتجاهل للعلوم الاجتماعية مع ان اليمن بكل خريجي العلوم التطبيقية لم يشهد حالة واحدة نابغة او ذات ابداع يستحق التقدير، وقال:" ان مقولة التعليم من اجل سوق العمل ازعومة يراد من ورائها باطل وهنا يتجلى الوعي الزائف لدى قطاع كبير من النخبة السياسية والأكاديمية .

ونوه الصلاحي في محاضرته أمام عددا من الطلاب والأكاديميين:" ان إخضاع التعليم لقانون العرض والطلب فيه كثير من الابتذال وتسطيح مهنة التعليم ومدلولها السوسيولوجي ، فالعلم والمعرفة ليس للتوظيف فقط بل لتحقيق كينونة الإنسان في وجوده الاجتماعي والحضاري وتحريره من التخلف والجهل وتمكينه من التعامل العقلاني مع بيئته الطبيعية والاجتماعية ولكي يكون مشاركا وفعالا في مجتمعه لابد من بناء قدراته معرفيا في اساليب التعامل مع قضايا السياسة الوطنية والقضايا العامة ويكون وجهة نظره ازاء معالم التطور العالمي .

مشيرا الى ضرورة دعم الحكومة لتعدد وتنوع مجالات التعليم وتخصصاته في شتى اﻟﻤﺠالات التطبيقية والإنسانية وهو الأمر الذي ينعكس في توليد فضاءات عمل جديدة، وان مقولة ربط التعليم بسوق العمل أدى الى تقليل وتخفيض مقصود في أقسام الفلسفة وعلم الاجتماع والاقتصاد والإعلام والفنون الجميلة والعلوم السياسية واللغات وغيرها بل ان أقسام رئيسية من كلية الآداب لا تزال غائبة عن بعض الكليات في الجامعات الإقليمية(جامعة اب كمثال حيث تغيب عنها اقسام الفلسفة وعلم الاجتماع ، وكذل ك جامعة الحديدة ،وعمران، ،،كا تمت محاولة إلغاء مواد فلسفية واجتماعية من كلية التربية جامعة صنعاء ).

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن