مسئول يمني كبير يكتب عن عام على توليه المنصب

الأحد 30 يوليو-تموز 2023 الساعة 03 مساءً / مأرب برس-مأرب/سبتمبر نت
عدد القراءات 2538

مقالة بعنوان ''عام من العمل والأمل''

بقلم وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن الداعري:

مضى عام من العمل والأمل والطموح والتحدي والثقة والإصرار، عام على الإنطلاق في طريق بناء المؤسسة العسكرية وتعزيز قدراتها والنهوض بها على كل المستويات، ونحن إذ نعاود تأمل المسار نذكر أنفسنا بما قطعناه من الدرب والعهد ولننظر أين نحن من اهدافنا وغاياتنا المرسومة، ولندرك ماينتظرنا من مهام وواجبات ومسؤليات وطنية كبيرة وكثيرة تستدعي الإستمرار في حالة توثب واستنفار وفعالية كاملة وتعاضد وتركيز وحرص على تقاسم شرف الفعل والإنجاز كل من موقعه، مدفوعين بروح الانسجام والتآزر، ومتسلحين بوعي راسخ مدرك لمكانة ورسالة القوات المسلحة ودورها وتضحياتها وما يعنيه ويوجبه الإنتماء اليها من ولاء وإخلاص ووفاء والتزام وانضباط وتجرد وارتفاع الى مستوى الوطن والواجب والإستعداد لكل التضحيات.

 لقد جعلنا نصب أعيننا منذ البداية اعطاء أولوية لمعالجة أهم المشكلات والمعوقات والتغلب على الصعوبات، وفي هذا الإطار حرصنا على بذل قصارى جهدنا لانتظام المرتبات وترتيب أوضاع الجبهات وفتح الكليات العسكرية في سبيل التعليم والتأهيل والتطوير والتدريب واكتساب القدرات والخبرات، مانحين الأولوية للمقاتلين في ميادين البطولة وجبهات الكرامة في مختلف مناطق الجمهورية وساحات المجابهة. 

ورغم صعوبة المرحلة وتأزم الأوضاع وشحة الإمكانات وثقل الأعباء، لم ندع الظروف تهزمنا أو تعيقنا وتحدد حركتنا، ولم نسمح لليأس بأن يتسلل إلى أرواحنا ويشل فينا العزم والإرادة، ولقد مضينا بتصميم مسنودين بدعم وإسناد القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي وبقية الأعضاء الأكارم، ومدعومين بالروح الوطنية العالية لدى قواتنا المسلحة بكافة منتسبيها ووحداتها وتشكيلاتها وهياكلها المختلفة.

على صعيد البناء والتنظيم المؤسسي اتجهنا نحو تفعيل الرقابة والتفتيش والمحاكم والنيابات العسكرية والشرطة العسكرية، كما شرعنا في ترميم وتاهيل عدد من المؤسسات التابعة لوزارة الدفاع والتى ظلت شبه مدمرة ومعطلة منذ بدايات الحرب.

 كما ركزنا جهدنا على توحيد التشكيلات العسكرية المنضوية في إطار مجلس القيادة الرئاسي وكانت هيئة العمليات المشتركة التي تضم كوادر كفؤة من كافة المكونات العسكرية، وذلك بهدف تنسيق الجهود لمواجهة العدو الوجودي المشترك ميليشيا الحوثي الارهابية اضافة الى تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين.

ملف المبعدين والمتقاعدين العسكريين أوليناه اهتماما ومتابعة خاصة حتى أصدر فخامة الرئيس قرارا بمعالجة أوضاع أكثر من 50 ألف، وعملنا على التنسيق والتواصل المستمر مع اللجنة العسكرية التي تشكلت بموجب اتفاق الرياض وسعينا جاهدين لتذليل الصعاب امامها وجعل مخرجاتها موضع التنفيذ.

قدر لقواتنا المسلحة منذ البداية ان تخوض حروبا متعددة في وقت واحد، قتال الحوثيين وإعادة البناء وتجميع القوة والتحشيد والتدريب وقدمت ومازالت تقدم مواكب من خيرة قادتها وضباطها وجنودها في ملاحم أسطورية ملهمة جنبا الى جنب مع كل المقاومين رفقاء السلاح متقاسمين الفداء ومجد الشهادة وعز الخلود.  

ووفاء لتلك التضحيات الجسيمة ولكل المرابطين في مواطن البطولة والفخر، نجدد العهد على المضي قدما في حماية المكتسبات والدفاع عن الوطن ومواجهة مليشيا الارهاب الحوثية حتى يشرق فجر الخلاص.

الشكر موصول لكافة المكونات العسكرية على مرونتها وتعاونها للم شمل القوات المسلحة وتوحيدها تحت قيادة واحدة، والتحية للأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية شركاء القدر والمصير على مواصلة الدعم والإسناد اللامحدود.

وإلى عام جديد من البذل والعطاء والصمود والتكامل والتلاحم والجهد المثمر والانطلاق نحو وطن يعمه الأمن والاستقرار.

(بروفايل)

الفريق الداعري هو إبن مديرية ’’جحاف’’ -إحدى مديرية محافظة الضالع- وبات أحد تلاميذ الكلية العسكرية في 1985م في عدن، حينها تشكلت شخصية الرجل العسكرية والقيادية وهو المولود في عام (1965م).

حاز على درجة البكالوريوس ومنها الماجستير لكن الأخيرة كانت في صنعاء بين العامين (1998-2000م) وتخللت المرحلتين دورات عسكرية كانت كفيلة بزراعة أكبر قدر ممكن من النجوم والنياشين والأوسمة على مناكب الرجل. 

تقلد ’’الداعري‘‘ فصيل مشاه في اللواء 22 في المهرة في العام (1985م) كأول منصب له وتدرج إزاءها في قيادة السرايا وأركان حرب وركن العمليات في اللواء ذاته والمحافظة أيضًا خلال خمس سنوات لينتقل بعدها إلى المنطقة الشمالية الغربية مديرًا لعمليات المنطقة وركن التدريب فيها ورئيس عمليات اللواء الدفاع الجوي بالمنطقة ورئيس أركان اللواء (135) مشاه بالمنطقة من (2000-2010م).

شق الرجل العباب، حتى أضحى قائدًا للواء (122) مشاه في صعدة، بين العامين (2010-2012م)، فيما شارك الرجل بفعالية في صعدة إبان الحروب الستة التي دارت في (2004-2010م) بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين.

انتقل ’’الداعري‘‘، في (2013م) إلى مأرب ولبث غير بعيد عن أسوار المدينة العتيقة، ونزل في معسكر ’’صحن الجن‘‘ ذائع الصيت، حملق الرجل في الأفق وهو يحدس تقدم المليشيات في الجوف وعمران وصعدة مؤمنًا بحتمية المعركة وضرورة وأد الأحلام التوسعية للمليشيات المدعومة من إيران.

مع سيطرة المليشيات على صنعاء في 21سبتمبر/ أيلول من العام 2014م والانقلاب على الدولة، تيقظ اليمنيون والعسكر منهم؛ حيث كان يدرك ممن خاضوا الحروب الستة مع المليشيات في مران وساقين ومرورًا بسفيان وبني حشيش إلى الآذان في الناس جميعهم ودعوتهم للتصدي للمتمردين ودحض خرافة الدم المقدس الموصول بالسماء.

مع تقدم جحافل المليشيات في صرواح في العام 2015م، وسيطرتها على معسكرات الدولة هناك؛ باتت المدينة أمام خيارين اثنين أحلاهما مر والوجل يلبسها؛ المدينة كما لو كانت بغداد المحاصرة من قبل المغول، لكن تبدد حلم سيطرة المليشيات عليها وقاتلت قبائل مارب والمقاومة الشعبية معها قبل أن يتشكل الجيش الوطني وأخذت مطارح نخلا والسحيل ترفد الجبهات بفلذات الأكباد.

لم يكن قائد اللواء ١٤ مدرع التابع للحرس الجمهوري وهو من أقوى وأكفاء الألوية وأكثرها عتادا بعيدًا عن المعركة، وفتح مخازن الأسلحة على مصراعيها وأخرج الدبابات والعربات والذخيرة والأسلحة إلى المعركة وباتت مخازن اللواء مؤنًا للمقاومة الشعبية التي تشكلت من قبائل مأرب واليمنيين ودُحر الحوثيون من أسوار المدينة، حارب ’’الداعري‘‘ تحت إمرة قائد المنطقة العسكرية الثالثة ’’عبدالرب الشدادي‘‘ في صرواح واعتمد الشدادي على اللواء الذي كان رسنًا لرمح الجمهورية التي يراودها أغراب ’’قم‘‘.

قاتل الداعري في بطون الأودية وفيافي الصحراء المترامية في صرواح حتى أصيب في صرواح اصابة بالغة لينقل معها إلى الخارج للعلاج؛ (قبل استشهاد الشدادي)؛ فيما تعين ’’الداعري‘‘ بعدها نائبا لرئيس هيئة الركن في العمليات المشتركة التي كان يرأسها الفريق الركن صغير بن عزيز في (2019م).

ثمة تحول في تاريخ الرجل الذي بات وزيرًا للدفاع في اليمن الذي تعين في 2022م؛ الرجل الذي تدرج في الرتب العسكرية لقرابة (37) عامًا؛ منذ 1985م حتى 2022م؛ عمل على تحويل مقر وزارة الدفاع من مأرب إلى ’’معاشيق‘‘ في عدن (عاصمة البلاد المؤقتة).

مع تحويل مقر الوزارة إلى عدن؛ وضع الرجل نصب عينيه الاهتمام بالجبهات إلى جانب إيلائه اهتمامًا بالقضاء العسكري ودعم المشافي العسكرية وفي مقدمتها "مستشفى باصهيب العسكري" في عدن الذي أصبح يعمل بكل طاقته، فضلا عن اهتمامه بالكليات العسكرية واستئناف نشاطها عقب توقف دام لسنوات، وكذا إعادة تفعيل مؤسسة الاثاث والتجهيزات المدرسية والتي دب فيها الروح بعد ثمان سنوات من الإغلاق وهي نماذج على سبيل المثال لا الحصر.

تتداخل المجريات في ظل الهدنة المبرمة بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا والمليشيات لكن الخروقات والنوايا "المبيتة" للمتمردين تشير إلى نكث الاتفاقات كما هو الحال لجميع الهدن مع الدولة منذ العام 2004م في مران والتي كان ’’الداعري‘‘ أحد شهود العيان عليها؛ ويذهب مراقبون إلى أن الزيارة التي قام بها وزير الدفاع اليمني ’’محسن الداعري‘‘ مؤخرًا إلى مصر ومنها إلى تركيا من شأنها البحث عن أسلحة متطورة، لتغير مجريات المعركة.