انسلاخ الناصري وتحوله الى ”مليشيا مأجورة“.. تحضيرات مكثفة لـ”انقلاب رابع“ في اليمن

الإثنين 27 يوليو-تموز 2020 الساعة 10 مساءً / مأرب برس ـ خاص
عدد القراءات 6265

 

كشفت حادثة اعتداء مسلحين يتبعون الحزب الناصري، على مسيرة جماهيرية داعمة للحكومة الشرعية بمحافظة تعز (وسط اليمن)، حقيقة الأوضاع في تعز، وتحول الحزب الى مليشيا متمردة لتنفيذ اجندات ومشاريع دولة الامارات في المحافظة.

والسبت 25 يوليو/تموز، سقط 11 جريحا في صفوف المتظاهرين في المسيرة التي انطلقت لدعم قرار رئيس الجمهورية القاضي بتعيين العميد عبد الرحمن الشمساني قائدا للواء 35 مدرع خلفا للواء عدنان الحمادي، حيث أطلق متمردون يتبعون الحزب الناصري، النار باتجاه المسيرة التي انطلقت باتجاه منطقة العين.

كما تعرض المصور اليمني معاوية الحمادي الذي كان يغطي حادثة الاعتداء على المسيرة، لاعتداء من ذات المسلحين، اللذين قاموا ايضا بتهشيم هاتفه الشخصي ومصادرة الذاكرة الخاصة به، بعد الاعتداء الجسدي عليه أثناء تأديته عمله الصحفي.

*مطالب التحقيق واللجوء للقضاء*

وعقب الحادثتين، أدانت الأحزاب السياسية في تعز الاعتداء على مسيرة سلمية واعتبرته "إعتداء آثم، وظاهرة خطيرة وغير مسبوقة في تعز التي تميزت بحرية التعبير“.

واكدت الاحزاب في بيان لها على ضرورة "قيام محافظ تعز بالتحقيق في حادثة الاعتداء على المسيرة ومحاسبة من قاموا بهذه الجريمة"، داعية الجميع لتجنيب الجيش وآلويته العسكرية المناكفات السياسية والصراعات الداخلية من اجل مواجهة الانقلاب واستكمال التحرير.

واكد البيان على ضرورة استكمال تنفيذ القرارات القاضية بإخراج كافة ألوية الجيش من مدينة التربة إلى الجبهات وإحلال قوات الأمن العام وأجهزته محلها لحفظ الأمن وتحقيق السكينة في المدينة. وضرورة وحدة الصف ودعم مؤسسات الدولة بالمحافظة وتوجيه الطاقات نحو مواجهة وإسقاط الانقلاب الحوثي الذي يهدد النظام الجمهوري وهوية الشعب اليمني.

وبموازاة ذلك، علم ”مأرب برس“، من مصادر مطلعة إن ضحايا التظاهرة السلمية التي أقيمت في مديريتي المعافر والمواسط بريف تعز قرروا تقديم دعاوى جنائية عاجلة ضد كل ما يسمى قيادة التنظيم الناصري، ممثلة بالأمين العام، عبدالله نعمان، واثنين من ضباط اللواء ٣٥ مدرع و ٥ من الجنود.

*استعارة استبداد*

عضو مجلس النواب، ومحافظ تعز السابق، علي المعمر، عبر عن أسفه لما شاهده من قمع واستخدام للرصاص الحي ضد متظاهرين سلميين ارادوا التعبير عن رأيهم، ونشروا مسبقا اهداف مسيرتهم، حسب قوله.

وقال ”المعمري“ في تدوينة على “فيسبوك“، رصدها ”مأرب برس“، ان “اللجوء للقوة في مواجهة الأنشطة المدنية السلمية فعل مدان ومستهجن”، مضيفا : “لا أظن احدا في تعز يرتضي رؤية هذه المشاهد في مدينة دفعت ضريبة مضاعفة نيابة عن كل اليمن، للخلاص من ماضي الاستبداد والقمع واحتقار الجماهير، والاستهتار بأرواح المدنيين”.

وطالب جميع مكونات المحافظة بموقف واضح وإدانة ما تعرض له المتظاهرون من قمع وترويع، مشددا على ضرورة محاسبة من أقدموا على الاعتداء وردع من تسول له نفسه استعارة ماضي الاستبداد القبيح.

*انقلاب رابع*

بدوره، قال الاعلامي اليمني أحمد الشلفي، ان جناح الإمارات نجح في الفترة الماضية من استقطاب قيادات بعض الأحزاب مثل الحزب الناصري والاشتراكي والمؤتمر لتكون الظهير السياسي للعملية العسكرية التي تجري حاليا على قدم وساق بغرض استكمال عملية خنق تعز من الداخل والخارج واستغلال عداواتها مع حزب الإصلاح لضرب الحزب وقدراته هناك.

وأضاف في مقال له: ”رغم تأكيد البعض أن خطة الإمارات لتفجير صراع دموي في تعز بدءا من منطقة التربة بالحجرية ستواجه تحديات كثيرة فإن ظواهر الأمور والتقارير الواردة من هناك تشير إلى استعدادات غير عادية على الأرض داخل مدينة التربة ومناطق أخرى في الحجرية وكذلك استعدادات آلاف الجنود والسلاح الثقيل والآليات العسكرية في مناطق الساحل المجاورة تهدف لتطويق التربة وإسقاط مناطقها ومؤسساتها الحيوية في خطة محكمة تجهل تقديرها الرئاسة اليمنية وأنصارها كما حدث في سيناريوهات إسقاط عدن وسقطرى بيدأ تباع الإمارات.

*اللواء 35 وآمال الناصري*

اما الناشط، يعقوب العتواني، فأشار الى ان الحزب الناصري ”لا يبالي وهو الذي سعد بإيجاد راع إقليمي، بمبادئه كحزب وطني، ولا يمانع الانسلاخ عن دوره الأساسي كأحد الأحزاب التي تحظى بتمثيل داخل الحكومة الشرعية وممارسة أدوار موازية مناقضة للأولى كل المناقضة“.

وأضاف في مقال له: ”يشجعه في ذلك ضعف السلطة الشرعية التي لا تبخل بشرعيتها ومناصبها على أحد حتى أولئك الذي يخططون بوضوح للانقلاب عليها كما حدث مع قادة الانتقالي في السابق“، مبينا ان ”اللواء 35 مدرع كان دائما محط آمال الناصري في بناء ذراع عسكري داخل الجيش الوطني.

وتابع ”وظل ذلك المسعى رغم خطورته، قابلا للتغاضي بمنطق اللحظة التي احتاجت فيها تعز إلى الاحتشاد لصد العدوان الحوثي والدفاع عن الجمهورية ، لكن الأمر الذي خرج عن أي تبرير هو محاولة الحزب ربط اللواء بجهة خارجية تكشفت مساعيها الاستعمارية على الملأ ، وتفوقت مؤخرا حتى على الحوثيين فيما يخص تقويض الشرعية“.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن