السعودية تطالب تسليمها معتقلي اليمن في غوانتانامو لاستجوابهم

الأحد 15 مارس - آذار 2009 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - متابعات
عدد القراءات 5978

كشف المحلل في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة "كارنيجي" للسلام الدولية "كريس بوسيك" أن فكرة إرسال واشنطن لبعض المعتقلين اليمنيين في غوانتاناموا إلى السعودية بغرض الاستجواب والتحقيق معهم من قبل السلطات السعودية وليس لإعادة التأهيل كما تزعم الإدارة الأميركية.

 وقال بوسيك في تصريحه لموقع شبكة " CNN " الإخبارية الأميركية "إن فكرة إرسال بعض المعتقلين اليمنيين إلى السعودية لإعادة تأهيلهم هي ملجأ للولايات المتحدة وحافز أساسي بالنسبة للحكومة السعودية.

وأضاف: "ربما يريدون استجوابهم"، منوهاً إلى أن عدداً من المعتقلين السابقين في غوانتاناموا هم الآن مطلوبون من قبل السلطات السعودية في قضايا إرهاب.

وأشار كريس إلى أن السعودية ربما ترغب في استجواب سجناء آخرين حول أي علاقة لهم بشبكات إرهابية سعودية أو غيرها من الشبكات الإرهابية قبل أن يتم تسليمهم إلى اليمن.

جاء ذلك بعد إعلان الإدارة الأميركية عن بثها لإرسال "15" معتقلاً يمنياً إلى السعودية لإعادة تأهيلهم.

ووفقاً لمصدر دبلوماسي طلب عدم الإفصاح عن هويته لحساسية الموضوع فإن فكرة إرسال المعتقلين إلى السعودية كانت موضوع نقاش مع كل من المسؤولين اليمنيين والسعوديين.

وفي تحول جذري لما قامت به إدارة بوش، أعلنت وزارة العدل الأمريكية يوم الجمعة شطبها لتسمية "مقاتل عدو"، والتي سمحت للولايات المتحدة بأن تحتجز الإرهابيين المشتبه بهم دون توجيه اتهامات جنائية ضدهم.

يذكرأن السعودية تمتلك برنامجاً لاستقبال العائدين من غوانتانامو ويتضمن التعليم ولم يشمل الأسرة وإعادة الإدماج والتدريب المهني. ويعتبر هذا البرنامج نموذجاً ناجحاً، على الرغم من أن بعض الخريجين منه قد عادوا إلى أحضان المنظمات المتمردة والإرهابية.

وتحتجز الولايات المتحدة حالياً نحو 240 سجيناً، منهم نحو 100 معتقل هم من أصول يمنية. وقد أعدت الحكومة الأمريكية 15 معتقلا يمنيا للعودة إلى بلادهم، في حين سيواجه 15 آخرين المحاكمة. وبعض المعتقلين من الـ70 الآخرين هم قيد النظر لإرسالهم إلى السعودية والبعض الآخر لم يتم تحديد مصيره بعد.

المتحدث باسم السفارة السعودية لم يتحدث مباشرة حول فكرة استقبال يمنيين من عائلات سعودية للدخول في البرنامج السعودي، لكنه قال: "الحكومة السعودية تجري مباحثات مع الحكومة الأمريكية بشأن عودة جميع السعوديين المحتجزين في غوانتانامو".

وفيما لم يؤكد على هذه الخطة، قال المتحدث باسم السفارة اليمنية في واشنطن محمد الباشا إن بلاده تعارض إرسال اليمنيين إلى أي مكان آخر غير العودة إلى اليمن، مضيفاً بقوله: "نريد أن يعود المعتقلون اليمنيون إلى بلادنا".

ووفقا للدبلوماسي اليمني الباشا فإن الحكومة اليمنية تعمل على إنشاء برنامجها الخاص لإعادة تأهيل العائدين، مؤكداً أن بلاده تنظر إلى البرنامج السعودي كنموذج.

وقال الباشا إن بلاده تسعى للتعامل مع مشكلات الإرهاب من داخل حدودها.

إلى ذلك جددت اليمن مطالبتها للولايات المتحدة الأمريكية بسرعة تسليم المعتقلين اليمنيين في معتقل غوانتانامو.

وقال مصدر أمني يمني مسؤول لوكالة الأنباء اليمنية " سبا " إن اليمن يرفض إرسال أي من مواطنيه المعتقلين في غوانتانامو إلى أي دولة.

وأوضح أن اليمن أعد برنامجاً تأهيلياً للمعتقلين اليمنيين الذين يطالب الولايات المتحدة الأمريكية تسليمهم إليه مبينا أن البرنامج يشتمل على برامج توعية دينية وثقافية بجانب برامج تأهيلية تستهدف إكساب المعتقلين مهارات مهنية وفنية إضافة إلى توفير السكن لهم ولعائلاتهم للعيش معهم داخل مركز التأهيل الذي يتم إعداده حاليا لتأهيل المعتقلين لإعادة إدماجهم لاحقا في المجتمع. 

* ترجمة أخبار اليوم