2016 عام الصدمة في منطقة متخمة بالصراعات

الثلاثاء 27 ديسمبر-كانون الأول 2016 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس - العرب
عدد القراءات 1440

ينتظر الشرق الأوسط عاما جديدا، بينما يستعد للخروج من عام 2016 الذي شهد انعطافات حاسمة تمثلت في حسم النظام السوري معركة حلب، وبدء معركة الموصل لطرد عناصر تنظيم داعش شمال العراق، وتشكيل الحوثيين مجلسا رئاسيا في صنعاء. كما شهد انقلابا عسكريا فاشلا في تركيا غير الكثير من الخارطة السياسية في المنطقة.
وتحاول أوروبا التعافي من صدمة خروج بريطانيا من الاتحاد، لكن ذلك سيستغرق وقتا على ما يبدو بعد انتخاب الأميركيين للرئيس دونالد ترامب الذي شجع فوزه صعود الشعبوية والتطرف اليميني، خصوصا تجاه المسلمين في أوروبا.
وأسهم تقارب متعجل بين تركيا وروسيا بتزويد موسكو بمحور تقارع به العالم لا سيما إذا ما أصبحت إيران ضلعه الثالث، كما يدفع تركيا إلى الذهاب بعيدا في الابتعاد عن خياراتها الأوروبية والأطلسية التقليدية.
وصمد التقارب التركي الروسي أمام حدث اغتيال السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف الأسبوع الماضي، في إشارة تعكس المستوى الذي وصل إليه عمق ارتباط المصالح المشتركة بين البلدين.
وشكلت محاولة الانقلاب التي جرت في تركيا في يوليو الماضي عاملا أساسيا لتحول جذري في الاستراتيجية التركية تجاه ملفات المنطقة لا سيما الملف السوري.
كما ساهم سقوط مدينة حلب في يدي نظام الرئيس السوري بشار الأسد في عبور الأزمة السورية إلى مرحلة جديدة، وتحول كافة أطراف هذه الأزمة المحليين والإقليميين والدوليين نحو استحقاقات جديدة، ليس أقلها استفراد موسكو بالشراكة مع أنقرة وطهران بشؤون الحل في سوريا، خصوصا لجهة الترويج لمنبر أستانة عاصمة كازخستان بديلا عن منبر جنيف أو استلحاقا واستكمالا له.
ويجمع المراقبون في العالم على أن انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة في نوفمبر الماضي يعد حدثا مفصليا في عام 2016.
وإذا ما تراكمت أحداث الحروب والمآسي في العالم عامة وفي منطقتنا خاصة، فإن انتخاب ترامب قد يؤشر إلى أعراض تغيّر هذا العالم وولوجه نظاما دوليا جديدا في أصوله وقواعده.
ومثّل حدث انتخاب ترامب تحوّلا داخل الولايات المتحدة نفسها، بما اعتبر تمردا على النظام السياسي التقليدي من قبل مرشح جاء من خارج الدوائر الحزبية التقليدية، حتى أن ترشحه من قبل الحزب الجمهوري بدا مفروضا واستسلاما لما حققه الرجل من صعود أطاح بـ16 مرشحا جمهوريا وجعله قدرا لا يمكن دفعه بالنسبة إلى قيادات جمهورية جاهرت بالاعتراض على شخص هذا المرشح الطارئ والذي لا تتسق لهجته مع تاريخ الحزب العريق.
ويأتي حدث ترامب رئيسا وكأنه صدى للاستفتاء الذي جرى في بريطانيا في يونيو الماضي، والذي أدى إلى التصويت بأغلبية بسيطة لصالح خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
والمشترك بين الحدثين يتجلى في تأييد المرشح ترامب لخيار الـ”بريكسيت” وتشجيعه البريطانيين على الخروج من التجمع الإقليمي الأوروبي من جهة، كما في ركوب ترامب للنزق السياسي الجديد الذي يدعو إلى “بريطانيا أولا” في أوروبا وإلى “أميركا أولا” في الولايات المتحدة.
ويسلط حدثا ترامب و”بريكسيت” المجهر على تنامي صعود اليمين المتطرّف ليس بالضرورة من خلال الأحزاب اليمينية المتطرفة فقط، بل من خلال أطروحات تبناها ساسة تقليديون يسعون إلى مجاراة التقليعة الدولية المستجدة، والتي تشكك في القواعد التي حكمت العالم منذ الحرب العالمية الثانية، بما يهدد صلابة الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي.
وقد يضع انتخاب ترامب العالم في منطقة رمادية بانتظار جلاء الخيارات الحقيقية لواشنطن. وقد يكون امتناعها عن التصويت على قرار مجلس الأمن بشأن المستوطنات الإسرائيلية بدل استخدام الفيتو مؤشرا آخر على تحوّلات أميركية لافتة.
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن