الاثاث التركي يغزو العالم.. تركيا تجني ارباح مليارية من صناعة الأثاث أسطول الحرية ... يتراجع أمام العراقيل الإسرائيلية ويعلن تأجيل انطلاقه مباحثات عمانية - أميركية لإنهاء التوتر في البحر الأحمر و مناقشة خارطة السلام باليمن نتنياهو يضرب بعرض الحائط بقرارات محكمة الجنائيات الدولية إردوغان يغلي فجأة زيارته للبيت الأبيض بحضور أبناء الشيخ الزنداني. محافظة مأرب تقيم مجلس عزاء في فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية.. وسلطان العرادة وقيادة السلطة المحلية في مقدمة مقدمي العزاء حتى لا تقعون ضحية.. تحذير عاجل من وزارة الحج السعودية افتتاح أول مكتب لصندوق النقد الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هنية ومشعل.. شاهد قيادات حركة حماس تحضر مجلس عزاء الشيخ عبدالمجيد الزنداني إعلان جديد للقيادة المركزية الأمريكية: صاروخ باليستي حوثي باتجاه خليج عدن وهذا ما حدث
كنت اظن ان جدتي طرشاء ! وانها فقدت حاسة السمع منذ سنوات !! طالما بح صوتي وانا احاول عابثا افهامها او الرد على اسئلتها او عسى تسمع ، ما بش فائدة، حتى حدثت المعجزة وارتد اليها سمعها ورجعت طبلة اذنها وكالة.
اول ما سمعت الرئيس وهو يقول لن أسلم الكرسي الا الا ايد امينة فتحت اذانها ، ومش بس اذانها فتحت عيونها كمان وعاد اليها صوتها فزغردت ، تصوروا جدتي التي لم تزغرد طوال حياتها زغردت وقد تعدت الثمانين من العمر.
اليوم الثاني تعال يا احمد ، ايش يا جدة ؟ قالت سير الى عند الرئيس قول له قالت جدتي امينة هات الكرسي اللي قلت عليه ، قلت لها يا جدة هذا كرسي يعني دولة مش قرص مشبك ، فرجعت طرشاء وهتفت في وجهي غاضبة وهي تلوح بعصاها : " هو قال امينة ما قالش دولة ".
وليس هذا فحسب بل انها اصبحت تبصر توكل كرمان جني مصور ظنا منها انها تنافسها على الكرسي.
قلت في نفسي احسن حل علشان اطير الفكرة من راسها اشتري لها كرسي متحرك خصوصا وانها لم تعد قادرة على المشي واقولها هو هذا الكرسي اللي قال الرئيس ع يسلمه لك.
وبالفعل اشتريت كرسي متحرك وعدت به اليها فإذا بها تنهض غاضبة وتمسك بالعصا وتلاحقني يالله جدتي تمشي ، كنت اظن انها لم تعد قادرة على المشي منذ سنوات ولكن ها هي تطاردني وكأنها باتمان.
يالله ماذا سأكتشف ايضا !! اكتشفت ان جدتي ليست عمياء فقد صارت تعتكف امام شاشة التلفاز من شرقة الى غربة وتمسك بالريموت وكأنها ممسكة بطقم الاسنان ولايفوتها خبر زاحف ولا عاجل تقفز من قناة اخبارية الى قناة اخبارية وتتابع الاخبار وتسمع خطابات الرئيس من الالف حتى الياء او عسى ينطق كلمة " امينة" دون جدوى.
تهتف فيها طفلتي الصغيرة : " يا جدة انا فدى لك ، اقلبي توم وجيري" ، فترد غاضبة :" خلينا نركز في الاخبار ، اين سار الكرسي ، مش وقت توم وجني هذه الساع".
اليوم الثالث تهتف بي ، هات ورقة وقلم وتعال اكتب ، ايش اكتب ياجدة قالت : " اكتب عندك .. براءة ذمة من الحرة امينة بنت ناصر انه ما وصل الى يدي أي كرسي من علي عبدالله صالح واني ما ابسرته وما ريته والحاضر يعلم الغائب مش غدوة بعدة تقولوا الشعب يريد اسقاط امينة".
اصبحت جدتي طول الوقت وهي تفكر وتضرب اخماس في اسداس وتعبر عن هواجسها بصوت مرتفع " اين سار الكرسي مدري او قد بزته امينة رزق ما لا شي قدوه رزقها "
قلت لها: " يا جدة امينة رزق قد ماتت زمان "
ـ تقول كم عدد اللي اسمهن امينة في اليمن ؟
قلت لها ايش حدك من امينة ، بعد سماع خطاب الرئيس اكثر من نصف البنات اللي في الفايسبوك بس قلبين اسمهن " أمينة" واعرف اكثر من عشرين من اللي اسمهم امين زيدوا تاء مربوطة فوق اساميهم.
يا دوب مرت خمس دقائق اذا بجدتي تهتف : اكتب عندك في الايشبوك ، ان ايدي برئية من الكرسي براءة الذئب من دم ابن يعقوب " .
في اليوم الرابع هتفت جدتي بغضب : " يا احمد غرابي خيرة الله عليك فين الكرسي المتحرك اللي قد كنت اشتريته لجدتك ، كرسي في اليد ولاعشرة فوق الشجرة والسراج المطفطف ولا الغدرة "
قلت لها :" الكرسي في أيد امينة ".