الاعلان عن حادث بحري قبالة سواحل المخا الاثاث التركي يغزو العالم.. تركيا تجني ارباح مليارية من صناعة الأثاث أسطول الحرية ... يتراجع أمام العراقيل الإسرائيلية ويعلن تأجيل انطلاقه مباحثات عمانية - أميركية لإنهاء التوتر في البحر الأحمر و مناقشة خارطة السلام باليمن نتنياهو يضرب بعرض الحائط بقرارات محكمة الجنائيات الدولية إردوغان يغلي فجأة زيارته للبيت الأبيض بحضور أبناء الشيخ الزنداني. محافظة مأرب تقيم مجلس عزاء في فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية.. وسلطان العرادة وقيادة السلطة المحلية في مقدمة مقدمي العزاء حتى لا تقعون ضحية.. تحذير عاجل من وزارة الحج السعودية افتتاح أول مكتب لصندوق النقد الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هنية ومشعل.. شاهد قيادات حركة حماس تحضر مجلس عزاء الشيخ عبدالمجيد الزنداني
ترى ما مفهوم الأمن والأمان؟
قد يرى البعض أن هذا المفهوم ينحصر في انعدام صوت الرصاص، وتوقف القذائف عن الغناء، والقدرة على ممارسات الحياة الطبيعية متى وكيف نشاء، أو قد يرفع البعض من معاييره ويضيف القدرة على الحرية والتعبير دون التعرض لأي شكل من أشكال العنف، لكن يجب أن نضم معيار مهم لهذا المفهوم، وهو أن الأمن والأمان يجب أن يرتبط بتفعيل القانون، الذي صار للأسف مجرد أكذوبة نتندر بها في المحاكم، وبسبب غيابه أصبحنا حتى نخاف من ذواتنا البشرية.
غرقنا في السياسة وأهملنا الكثير من الجوانب، ففي الأيام القليلة الفائتة سمعنا عن قصة الطفلة التي أُعتديَ عليها في منطقة عصر، وعلى الرغم من بشاعة القصة إلى أننا لم نرى ذلك التفاعل الواضح من مختلف الجهات، قد يكون بحجة صمت الأهل وهروبهم من الفضيحة، أو قد يكون بسبب أن سلم أولوياتنا مضروب تماماً، أو قد يكون بسبب التبلد الذي نعيشه تحت الظروف الراهنة، لكن كل ما سبق ليست سوى أعذار قبيحة نستر بها سوأت مجتمع نحن مفرداته.
في البداية لا نستطيع أن نلوم عائلة الفتاة فقط على هذا التصرف القميء ، لأن هذه العائلة هي جزء من ثقافة العيب الأسود، والأجدر بنا أن نقوم بدورنا تجاه هذه الطفلة بموافقة أهلها أو بعدمه باعتبارها إنسانة في الدرجة الأولى ، ومواطنة في الدرجة الثانية، أما بالنسبة لسلم أولوياتنا المترع بالسياسات فعلينا أن ندرك أن هذه الحادثة هي جزء من واقعنا السياسي، فالمجرمين فروا، إذ أن السياسة أضعف من أن تصلح قانوناً ما، وأما الدولة فهي شبه غائبة، وليس بالضرورة أن تهتم بالكهرباء أو محاربة أنصار الشريعة حتى تثبت جدارتها، وإنما تبدأ بقاعدة (والأقربون أولى بالمعروف) فما عليها سوى أن تنظر لحدود عصر وتنفذ في أولئك المجرمين أحد سياساتها، والأمن أو الأمان لا يتجزءان، لكن من العار أن نذهب لنؤمن لودر بينما العاصمة مستباحة لذوي أنصاف العقول...
حكم الشريعة والقانون جليُ وواضح في هؤلاء السبعة، لكن بشاعة القضية تحتاج أن نطبق مفهوم التعزير، لكن يبدوا بأن قوانيننا الورقية لن تستطيع حتى أن تلزمهم لحضور قاعة المحكمة، أسفي على حكومتنا وهي تتخبط في مشاريعها وأولوياتها متغافلة عن مثل هذه القضية، وأسفي على قوانين أو محاكم أو حتى محامون لا هم لهم سوى اللعب وفق أوتارهم بعيداً عن هموم الناس، متناسيين لماذا قامت الثورة، فقضية اعتداء أحد الفتيات المهمشات في عهد النظام البائد لا زالت معلقة، وأخشى أن تلاقي قضية هذه الفتاة نفس المصير.
إن صمتنا كمجتمع ، فغداً ستكون ابنتك، أو أختك، أو حتى زوجتك هي الضحية القادمة، فالجريمة مثل الوباء الخطير، إذا تغاضينا عنها التهمتنا بسوادها، ورحمة الله عليك يا إبراهيم الحمدي عندما أمرت بإعدام السبعة المتورطين باغتصاب طفلة وقتلها، فيا ليتك يا حمدي تعلم أن شرفاءنا لديهم اهتماماتهم البعيدة عن الانتصاف لطفلة لم تتجاوز الثالثة عشر من عمرها، حينها ربما أعدمتهم قبل أن يتقلدوا مناصب هي لا تحتاجهم وهو بهذه الشخوص البالية.
قد يقول أحدهم أن الشيطان هو من وسوس للسبعة بفعلتهم تلك، لكني أقول مسكين هذا الشيطان لأنه شماعة أبدية لأخطائنا القبيحة، وقد يقول أحدهم أن يطبقوا أحداث مسلسل تركي شاهدوه في فترة سابقة، فأقول إذاً فلتُفقأ عيونهم التي أوحت لهم بهذه الفكرة القذرة، وقد يقول أحدهم كانوا بغير وعيهم، السبعة!!
إذاً فليأخذوا جزاءهم في الدنيا علهم يفيقوا جيداً في آخرتهم.
كلمة أخيرة أهمسها في أذن بطلة قصتنا ذات الثلاثة عشر ربيعاً، هل أسميك ضحية؟ لا لست ضحية فحسب، وإنما نحن ضحايا تفكيرنا المغلوط، لكن حسبك أنك مت مظلومة ولست ظالمة، أما حثالة البشر هؤلاء، إذا لم يعرف قانون الأرض طريقه إليهم، فقوانين السماء جاهزة للانتصاف لك...رحمة الله عليك