قرحة الفم.. إليك 5 علاجات منزلية طبيعية وبسيطة تساعد في الشفاء بطارية مذهلة وخارقة .. سخن 10 دقائق تشغّل سيارة كهربائية لمسافة 600 كيلومتر الذهب في طريقه لأول انخفاض أسبوعي خلال 6 أسابيع صورة توثق ظهور مفاجئ للسنوار في شوارع قطاع غزة يرعب الكيان الصهيوني - قام بجولة ميدانية لخطوط المواجهات مصادر خاصة تكشف لمأرب برس عن شركة صرافة يتولى ارادتها سراً أرفع قيادي عسكري في المليشيات مدرج ضمن قائمة العقوبات الدولية السعودية تستضيف مباحثات مستقبل غزة بحضور امريكي وبريطاني وعربي تفاصيل لقاء اللواء سلطان العرادة بالسفير الصومالي .. ملفات وقضايا مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل لجنة السلم المجتمعي وزارة الداخلية تقر آلية صرف رواتب منتسبيها وتوقع عقدا مع بنك الإنماء اللجنة الأمنية بتعز تناقش الإجراءات المتعلقة بتعزيز الحماية للمنظمات الدولية
تغرّب عن الأوطان في طلب "الثراء" * * وسافر ففي الأسفار خمسُ "مَتاعبِ"
زيادة همٍ ومعيشة غمِ * * وكفيلٌ وترحيلٌ وصحبةُ مُهرِّبِ
يعاني المغترب اليمني كغيره من المغتربين "الأجانب" في دول الخليج العربي ، وبخاصة في المملكة العربية السعودية من العديد من الاجراءات التعسفية التي تطاله من قبل تجار الإقامات أو تجار التأشيرات أو قل ما شئت من هذه المسميات ، الذين استغلوا نظام الكفيل للمتاجرة بالبشر وابتزازهم مادياً ومعنوياً ، بغرض إشباع رغباتهم الذاتية في تحقيق الأرباح الطائلة من وراء هذه التجارة ، التي يصفها البعض بـ "تجارة الرقيق"، والتي أصبحت رائجة في المملكة بشكل ملحوظ وبخاصة في العقد الماضي ، حتى أن معظمهم جعلوا منها مهنتهم المفضلة كون أرباحها سريعة ، وفتحوا لأجل ذلك المكاتب الوهمية بغرض استقدام أجانب إلى أرض المملكة وبأعداد كبيرة ، دون تدقيق أو تمحيص في الكفاءات وفي المؤهلات ، وأسهموا بذلك في خلق فوضى العمالة السائبة داخل المملكة ، الأمر الذي أثّر سلباً على "سعودة" الوظائف ، التي تسعى جاهدة إليها حكومة المملكة بحسب ما نقرأ ونسمع ، ومسيئين – بذات الوقت - إلى سمعة ومكانة المملكة في المحيط العربي وفي العالم .
ولعل واقع الحال يحكي العديد من القصص والروايات ، التي تعكس بعضاً من صور الابتزاز المادي والنفسي ، الذي يمارسه بعض الكفلاء بحق مكفوليهم مثل : "تبغى تجديد إقامة ادفع 4000 ريال ، تبغى نقل كفالة ادفع 6000 ريال ، تبغى تسافر هات 1000 ريال ، تبغى إجازة هات 500 ريال ! تبغى تأشيرة زيارة لأهلك هات 5000 ريال ! تبغى تشتغل برة ، ما يخالف بس ..هات ! .. وهكذا يستمر مسلسل "ادفع هات" الابتزازي دون خشية من الله أو خوف من حسيب أو رقيب ، وهذه الأرقام ليست حقيقية بالضرورة ، وقد أوردتها على سبيل المثال بقصد التوضيح لا أكثر.
شخصياً .. سألت صديقي ذات مرة – المقيم بكفالة منذ فترة طويلة في السعودية – عن رأيه الشخصي حول نظام الكفيل هذا .. فأجابني مداعباً بالقول:" يا صديقي العزيز .. نظام الكفيل تقدر تقول هو عقد "زواج" تماماً .. !!"
إن احتجاز جواز سفر العامل مثلاً من قبل الكفيل يعد – بتقديري - أسوء عيب في نظام الكفيل المعمول به حالياً في السعودية ، وأن إجباره على العمل عن طريق مصادرة وثائق سفره ، هو فعلٌ لا ينسجم مطلقاً مع نُظُم الإقامة المعمول بها عالمياً ، ولا مع القانون الدولي ، بل ولا ينسجم حتى مع الالتزامات الدولية للمملكة ، وفقاً لنصوص قوانينها ، ولذلك فإن العديد من منظمات حقوق الإنسان ترى بأن مثل هذا الإجراء يعد نوعاً من أنواع الإتجار بالبشر .
كما أن تدخل الكفيل في أدق التفاصيل المتعلقة بحياة الوافد الشخصية والخاصة ، كموافقته مثلاً على استقدام أسرة العامل المكفول لديه ، أو موافقته في حصول العامل على تصريح لأداء فريضة الحج ، وكذلك موافقته على زواج مكفوله ، أو على زيارة العامل لأحد أقربائه داخل المملكة ، أو.... أو .... الخ من كل هذه الممارسات ، كلها دفعت بالكثير من الحقوقيين ومنظمات حقوق الإنسان كـ "هيومن رايتس ووتش" وغيرها من المنظمات الحقوقية ، إلى رفع دعوات علنية تطالب المملكة بإلغاء هذا النظام ، باعتباره منافياً لمبادئ ومواثيق حقوق الإنسان ، وهو الأمر الذي جعل المسئولين هناك يعيدون النظر في هذا النظام بغية تطويره وتحديثه بما يواكب تطورات العصر.
ما يهمني شخصياً في كل هذا السياق هو المغترب اليمني تحديداً ، الذي ظل يعاني طوال العقدين الماضيين ولازال حتى اليوم ، جراء تلك الممارسات اللاإنسانية من قبل – لا أقول كل الكفلاء – ولكن السواد الأعظم منهم ، والتي باتت تُحتِّم اليوم على حكومة الوفاق وعلى الرئيس الجديد "هادي" ، أن يفتحوا – وبشكل جاد - مع الأشقاء في المملكة هذا الملف الهام ، ويتحدثوا إليهم صراحة بهذا الخصوص ، ويبلغوهم رسالة واضحة مفادها أن اليمنيين قاطبة غير راضين عن تلك الممارسات بحق إخوانهم وأبنائهم المغتربين ، وأن يمن اليوم - يمن ما بعد الثورة - ليس هو يمن الأمس ، وأنه قد بات للمغترب اليمني اليوم صوتاً يُدافع عنه ، ويتلمس همومه ومشكلاته ، ويسعى – بشكل صادق وجاد - مع الأشقاء في المملكة للبحث عن الآليات والحلول المناسبة لها .
لقد أسهم المغترب اليمني بتقديري طوال العقود الماضية - وبقدر كبير - في بناء هذه النهضة الاقتصادية والعمرانية التي نشاهدها اليوم في أرجاء المملكة ، في الوقت الذي أحجم فيه معظم الشباب السعودي عن العمل في كثير من المهن لاعتقادهم "الخاطئ" بأنها وظائف دونية تقلل من مستواهم الاجتماعي من ناحية ، أو لأنها مهنٌ شاقة تتطلب قدراً كبيراً من الجلد والصبر ، تحت قيض الشمس صيفاً ووسط البرد القارس شتاءً من ناحية أخرى ، وهذا هو السياق الصحيح الذي نتمنى على أشقاءنا في المملكة أن ينظروا من خلاله إلى المغترب اليمني ، وليس من خلال تلك النظرة الاستعلائية من قبل بعض الكفلاء ، التي لا ترى فيه إلا متسولاً على أبواب المملكة ، وهي النظرة التي ندينها – كيمنيين - إدانة شديدة ، ليس لأنها تسيء للوافد اليمني وحسب ، ولكن لأنها قبل ذلك وبعده تسيئ إلى الشعب السعودي الشقيق أولاً ، وإلى سمعة ومكانة المملكة ذاتها ثانياً.
في المقابل يتوجب على الجانب اليمني ممثلاً في حكومة ما بعد الثورة ، بأن تنظر إلى المغترب اليمني على أنه شريك هام في بناء اقتصاد بلده ، من خلال تحويلاته المصرفية الدائمة بالعملة الصعبة ، الأمر الذي يسهم في تحريك عجلة التنمية في بلاده بشكل أو بآخر ، ولذلك يتوجب عليها أن تجعل همومه ومشكلاته في قائمة أولوياتها .. ويبقى الأهم من ذلك كله .. هو أننا يجب أن نقف إجلالاً واحتراماً لهذا المغترب ، الذي آثر الهجرة والاغتراب عن الأهل والولد والوطن ، بحثاً عن لقمة العيش الحلال له ولأسرته ، بدلاً من أن يتحول في بلده - بفعل المعاناة وضنك العيش وقلة ذات اليد – إلى ذئب مفترس يأكل كل من حوله ، أو إلى واحد من أولئكم اللصوص الذين سرقوا أموال الشعب ونهبوا كل خيرات وثروات البلد طوال العقود الماضية ، لذلك فالمغترب اليمني – أينما كان - يستحق منا كل التحية ، بل وأن نقف له جميعاً .. تعظيم سلام .